معهد دراسات أميركي يكشف أهداف تشكيل الرياض لـ”درع الوطن” وما علاقة الانتقالي بذلك؟

عدن – المساء برس|

كشف معهد دراسات أمريكي بارز، أمس الثلاثاء، عن الهدف الأساس وراء تشكيل المملكة السعودية، قوات ما تسمى “درع الوطن”.

وقال معهد الشرق الأوسط للدراسات، إن الهدف الرئيس وراء استراتيجية المملكة الجديدة في تشكيل قوات “درع الوطن”، يتمحور في إيجاد جماعة مسلحة في المحافظات الجنوبية موالية لها، بهدف تحييد وتقليص نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.

وأشار المعهد، في تقرير له، إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد فشل المملكة في احتواء الانتقالي وزيادة نفوذ الإمارات في المناطق الجنوبية عبر الانتقالي، خاصة بعد فشل اتفاق الرياض، الذي ساهم بشكل كبير في تقوية المجلس الانفصالي وزيادة النفوذ الإماراتي بدلًا من زيادة نفوذ الرياض وتحكمها بالقوات العسكرية على الأرض كما كانت تخطط.

وأوضح التقرير، أن خطوة تشكيل قوات جديدة متمثلة في “درع الوطن” منذ أواخر العام 2022 في عدن والمحافظات المجاورة، يأتي في سياق إعادة ترتيب الخارطة العسكرية وفق مصالح المملكة، مشيرة إلى أن اختيار منتسبي هذه القوات، جاء أيضًا وفق استراتيجية تقوم على أساس العداء للانتقالي، حيث يتشكل قوام هذه القوات من أبناء محافظة لحج وخاصة قبائل الصبيحة التي تشهد صراعات عميقة مع قيادات الانتقالي الذين ينحدر معظمهم من محافظة الضالع.

وبحسب التقرير، فإن الاستراتيجية السعودية محفوفة بالمخاطر؛ لأنها مدفوعة بديناميات القوة وليست خطوة شاملة نحو إصلاح الجانب الأمني والعسكري على المدى المتوسط والطويل، ما قد يؤدي إلى اندلاع جولة جديدة من العنف في المحافظات الجنوبية، وهو ما قد يقود إلى تغيير موازين القوى المحلية.

ولفت تقرير المعهد، إلى أن لجوء السعودية لتشكيل قوات جديدة موالية لها، جاء نتيجة الضعف العسكري والسياسي لحزب الإصلاح الموالي لها، والذي يمثل الجزء الأكبر من المؤسسات العسكرية المعترف بها، ما دفعها إلى إعادة بناء مراكز القوى، إضافة إلى طموح الانتقالي في استعادة ما يسمى “دولة اليمن الدمقراطية”، وهو ما يتناقض مع التزامات السعودية دوليًا، فضلًا عن مساعي المملكة لإنشاء منطقة نفوذ ساحلية وبحرية بالقرب من باب المندب القريبة من منطقة الصبيحة التي ينحدر منها معظم منتسبي قوات “درع الوطن” والذين يسيطرون بالفعل على عدة ألوية وتشكيلات عسكرية ضمن محور باب المندب، وهو ما يكسبها نفوذًا في المنطقة على حساب قوات طارق صالح والانتقالي الموالية للإمارات.

وبحسب التقرير، فإن المملكة شكلت ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” في أبريل الماضي، للقفز على الفشل الكبير في اتفاق الرياض، بهدف توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الحوثيين، إلا أنها، وفق التقرير، تسرعت بهذه الخطوة دون أن تضبط ميزان القوى، ما أضفى للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والمنادي بالانفصال، شرعية وقدرة تفاوضية أكبر من ذي قبل، الأمر الذي قاد إلى إسقاط محافظة شبوة، الثرية بالنفط، من تحت سيطرة قوات الإصلاح الموالية للمملكة، بيد فصائل الإمارات، ثم سقوط أبين بعدها، وهو ما دفعها للتفكير باستراتيجية أخرى تمثلت في تشكيل قوات إيديولوجية موالية لها ممثلة في قوات “درع الوطن” لتصبح ذراع المملكة العسكري لمواجهة الانتقالي والفصائل الإماراتية في المحافظات الجنوبية والحد من نفوذ الإمارات.

 

 

قد يعجبك ايضا