لماذا سرّبها في هذا التوقيت؟ وثيقة اعتماد طارق عفاش مرتبات لحاخام يهود اليمن وعائلته المقيمين في مصر

خاص – المساء برس|

كشفت وثيقة مسربة من المكتب السياسي لطارق صالح القيادي التابع للإمارات والمدعوم من قبلها والذي تتمركز قواته على الجزء الجنوبي للساحل الغربي لليمن قرب مضيق باب المندب، عن اعتماد طارق في يناير العام الماضي مبلغ ألفي دولار لكل فرد من عائلة وأقارب حاخام اليهود اليمنيين المقيم وعائلته في العاصمة المصرية القاهرة منذ سنوات طويلة.

الوثيقة المسربة من مكتب طارق صالح نفسه، تضمنت طلب الأمين العام المساعد لما يسمى “المقاومة الوطنية” وهي التشكيل العسكري المدعوم إماراتياً وغربياً ضد اليمن ضمن التحالف السعودي الإماراتي العسكري في اليمن، موجهاً (أي الطلب) لرئيس المكتب السياسي (للمقاومة) طارق صالح باعتماد مبلغ 2500 دولار أو 2000 دولار كمرتب شهري لكل فرد من أفراد عائلة حاخام يهود اليمن المقيم في القاهرة، الحاخام يحيى موسى، والبالغ عددهم 26 شخصاً.

وقد اعتمد طارق صالح في نفس اليوم الذي رفعت فيه البرقية إليه مبلغ ألف دولار تصرف لكل فرد من الـ26 فرداً بشكل شهري ودائم، وهو مبلغ يساوي 90 مليون ريال بحسب سعر صرف الريال اليمني في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن.

ورغم شبهة ارتباط طارق صالح بالجانب اليهودي وخاصة تنسيق إسرائيل معه بشكل سري عبر الإمارات من خلال موقعه الذي يتمركز فيه بالقرب من مضيق باب المندب، إلا أن مراقبون أشاروا إلى أنه وبعيداً عن ذلك، فإن الأخطر هو أن توقيت تسريب هذه الوثيقة فيه رسالة من طارق صالح موجهة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أراد إشعارهم من خلالها بأنه الأجدر من أي طرف يمني آخر من تلك الأطراف التابعة للتحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن الأجدر بالحصول على الدعم الغربي مالياً وعسكرياً وبالغطاء السياسي والدعم الدبلوماسي، خاصة وأن هناك منافسين لطارق صالح داخل المجلس القيادي الرئاسي المشكل سعودياً جنوب اليمن والمتسابقين نحو الحصول على الرضى الإسرائيلي وعلى رأس هؤلاء المنافسين عيدروس الزبيدي الذي سبق أن أبدى استعداده التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي مقابل الحصول على دعم من كيان الاحتلال واعتراف من الكيان الذي لا يزال كياناً مؤقتاً وطارئاً في المنطقة العربية بما يسمى “دولة الجنوب”، كما ينافس طارق صالح في خدمة كيان الاحتلال الإسرائيلي في أقصى جنوب الجزيرة العربية، القيادي السلفي التابع للإمارات جنوب اليمن أبو زرعة المحرمي الذي أصدر فتاوى ويعمل على تحشيد الشباب في جنوب اليمن وتجنيدهم للقتال مع التحالف الأمريكي البريطاني ضد قوات صنعاء المساندة للشعب الفلسطيني، لكن ومع ذلك يبقى طارق صالح هو الأكثر ذكاءً من بقية منافسيه فيما يخص اتخاذ خطوات للتقرب أكثر من الكيان المحتل والأمريكيين، خاصة وأن لطارق صالح تحركات على أرض الواقع لحشد الدعم المالي والحصول على موازنة مخصصة من وزارة الدفاع البريطانية لتمويل قواته ضمن ما يسمى المشاركة مع التحالف الأمريكي البريطاني في “تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب” بذريعة “حماية الملاحة الدولية” وهو عنوان مخادع لحقيقة المهمة الخاصة بـ”حماية الملاحة الإسرائيلية والمساهمة مع الأمريكيين في تقويض قدرات قوات صنعاء العسكرية في مواصلة ضرب سفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية”.

قد يعجبك ايضا