صنعاء تتحرك بدهاء سياسي “انعقاد البرلمان ومهمة عبدالسلام”

المساء برس – تقرير خاص| تمكنت صنعاء في وقت قياسي من حزم أمورها بعد أحداث ديسمبر، وأفشلت تحركات السعودية والإمارات من محاولة سحب المؤتمر من صنعاء إلى عدن، كما حافظت على بقاء البرلمان جهة تشريعية حيادية رجحت كفة صنعاء سياسياً أمام الخارج.

وبدهاء سياسي قررت صنعاء أن ينعقد البرلمان في وقت ترسم فيه الخارجية البريطانية مسار التحركات السياسية المقبلة بناءً على المعطيات على أرض الواقع، من خلال زيارة وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون لسلطنة عمان وإعلانه زيارة الرياض بعد جلوسة مع العمانيين لبحث الملف اليمني، هذا الانعقاد جاء كصفعة تلقتها شرعية هادي ومن خلفها السعودية والإمارات اللتين راهنتا على البرلمان كورقة يمكن سحبها من أطراف صنعاء عبر إغراء النواب بالأموال وتكثيف الاتصالات معهم لإقناعهم بمغادرة صنعاء والتوجه إلى عدن، وهو ما فشل في نهاية الأمر.

انعقاد البرلمان أمس الخميس وبحضور رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد وإلقائه كلمة كانت بمثابة الخطاب الموجه للدبلوماسيين المجتمعين في مسقط أبرزهم وزير الخارجية البريطاني، هذا التحرك السياسي السريع ضاعف من موقف صنعاء ووضعها السياسي إلى جانب الوضع العسكري الذي لم ولن يتغير بعد اليوم.

تكثيف الحديث الإعلامي لقناتي العربية والحدث السعوديتين وباقي وسائل الإعلام السعودية عن إطلاق معركة عسكرية للسيطرة على مدينة تعز، ليست سوى بروباجندا إعلامية لاستمالة وزير الخارجية البريطاني ومن معه من دبلوماسيين ومسؤولين أمميين إلى صف التحالف، وتصوير الوضع في اليمن “عسكرياً” أنه لصالح التحالف، فيما الحقيقة تحكي عكس ذلك.

قطر تضرب التحالف بخبر في الجزيرة

بالتزامن مع التحركات السياسية البريطانية وفهلوة السعودية إعلامياً لتغيير الحقائق وتزوير الواقع، وجهت قطر للسعودية والإمارات صفعة ثانية بعد الصفحة التي وجهتها صنعاء بعقد البرلمان، حيث بثت قناة الجزيرة خبراً مفاده أن طيران التحالف قصف مقر اللواء 35 مدرع بثلاث غارات، ورغم أن إعلام التحالف نفى الخبر، إلا أن الجزيرة أرادت بذلك “القول أن حقيقة وضع التحالف العسكري في اليمن هو المواجهات العسكرية بين السعودية والإمارات بدليل قصف الطيران لمقر اللواء 35 مدرع الموالي للتحالف والمحسوب على الإمارات”.

صفعة أخرى وجهتها قطر للتحالف وهي بث القناة لمقاطع من تصريح صالح الصماد أمام أعضاء البرلمان لأكثر من دقيقة واحدة وبنفس واحد بما ورد فيها من كلمات كـ”العدوان”، وكذا بث جزء من كلمة رئيس البرلمان يحيى الراعي والتي تحدث فيها عن مساعي “دول العدوان” لعقد البرلمان في عدن واستدعاء أعضاء المجلس وإغرائهم بالأموال للقبول بذلك.

عبدالسلام في مهمة دبلوماسية

في التوقيت الذي قررت فيه بريطانيا، وهي حالياً باتت صاحبة الدور الأبرز في الملف اليمني، تحريك المفاوضات السياسية وإنهاء الحرب، بادر أنصار الله إلى التجاوب مع تلك التحركات بإرسال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام إلى مسقط، خصوصاً بعد أن رضخت الأمم المتحدة لما فرضه اليمنيون من رفض للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ طالما والرجل يتلقى إملاءات من الرياض وأبو ظبي ومن يقفون خلفهما، هذا إن صحّت أنباء تغيير المبعوث الأممي بآخر بريطاني يدعى مارتن غريفيثتس.

وإن لم تصح تلك الأنباء، خصوصاً وأن ولد الشيخ حذف تغريدة على تويتر كتب فيها أنه لن يستمر في عمله كمبعوث أممي لدى اليمن، فقد أثبتت صنعاء حسن نواياها نحو مد يد السلام وليس الاستسلام، من خلال كلمة الصماد أمام أعضاء البرلمان أولاً وثانياً من خلال تسليم صنعاء لمواطن أمريكي كان يعمل كمخبر غربي، إلى جانب عمله المعلن في المجال الإنساني، وتم اعتقاله في سبتمبر الماضي، وغادر اليمن أمس الخميس في نفس الطائرة الخاصة التي غادر فيها عبدالسلام إلى عُمان.

وعلم “المساء برس” من مصادر مطلعة في صنعاء أن طائرة خاصة نقلت المتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار الله محمد عبدالسلام إلى العاصمة العمانية مسقط صباح أمس الخميس.

وأشارت المصادر أن مغادرة عبدالسلام إلى مسقط ستكون زيارة خاطفة وسيلتقي خلالها بمسؤولين عمانيين بينهم وزير الخارجية يوسف بن علوي، فيما لم تكشف المصادر عما إذا كان عبدالسلام سيلتقي بوزير الخارجية البريطاني المتواجد في مسقط منذ الأربعاء أم لا.

كما قالت المصادر أن الأسباب الرئيسية لزيارة عبدالسلام هي إحاطة العمانيين بطبيعة دورهم كوسيط في المرحلة المقبلة، من حيث ما هو مقبول وماهو ليس مقبولاً بالنسبة لصنعاء.

قد يعجبك ايضا