صنعاء تكشف كل الملفات الغامضة بشأن صيانة السفينة صافر.. حوار لـ”سبوتنيك” مع رئيس اللجنة
سبوتنيك – المساء برس|
لا تزال أزمة ناقلة النفط اليمنية “صافر” الراسية بالبحر الأحمر والمحملة بالنفط منذ سنوات تهدد بكارثة على الملاحة البحرية، وسط اتهامات متبادلة بين “أنصار الله” وحكومة الرئيس “المنتهية ولايته” هادي والأمم المتحدة، حيث يسوء وضع السفينة مع مرور الوقت رغم توقيع اتفاق لصيانتها بين صنعاء والمنظمة الدولية منذ شهور، لم تنفذ أي من بنوده حتى الآن.
حول الوضع الراهن للسفينة “صافر”، وأسباب الخلاف حول اتفاق الصيانة وسيناريوهات الحل، أجرت وكالة “سبوتنيك” المقابلة التالية مع رئيس اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان النفطي العائم صافر وعضو اللجنة الاقتصادية العليا بحكومة الإنقاذ بالعاصمة اليمنية صنعاء، إبراهيم السراجي.
سبوتنيك: بداية ما هى آخر التطورات في أزمة ناقلة النفط اليمنية “صافر”؟
منذ أن قدمت الأمم المتحدة الخطة التنفيذية والتي جاءت مخالفة تماما لنصوص الاتفاق الذي قمنا بالتوقيع عليه ليس هناك أي جديد، حيث كان هناك اتفاق أعدته الأمم المتحدة عن طريق مكتبها لخدمات المشاريع، هذا الاتفاق الفني يقضي بالصيانة العاجلة والفحص الشامل للسفينة، بمعنى أن هناك صيانة خفيفة وعاجلة إلى جانب الفحص الشامل، هذا الاتفاق يفترض بعد التوقيع عليه من جانب حكومة الإنقاذ في صنعاء ومن جانب الأمم المتحدة أن يتحول إلى خطة زمنية محددة، حيث كانت مدة الاتفاق ثلاثون يوما وخلال الأيام الأولى يتم ترتيب الأعمال، لكننا فوجئنا بأن الخطة التي قدمتها الأمم المتحدة تجاهلت كل أعمال الصيانة.
سبوتنيك: إذا كانت الخطة لا تحتوي على أي أعمال صيانة كما تقول.. فما الذي حملته تلك الخطة؟
حمل الاتفاق بعض أعمال الصيانة الخفيفة لأجزاء في السفينة مثل منظومة التهوية وغرفة الحريق والطلاء وغيرها وتلك الأعمال كانت جزء من الاتفاق بالإضافة إلى الفحص الشامل للسفينة وفقا لمعايير و بأدوات فنية تقوم بفحص الأجزاء المطلوب فحصها، وعندما قدمت الأمم المتحدة الخطة كان يفترض أنها تعكس تماما النصوص الموجودة في الاتفاق، لكن عندما قدمت المنظمة الدولية الخطة ألغت تماما كل أعمال الصيانة، أيضا أعمال الفحص الشامل التي كانت تخضع لمعايير بآليات معينة تحولت في الخطة إلى أعمال فحص بصري فقط، فكانت الخطة المقدمة لا تشتمل إلا على صعود الخبراء على السفينة وإجراء الفحص البصري فقط.
سبوتنيك: هل كانت هناك ميزانية محددة للصيانة ولماذا خالفت الأمم المتحدة الاتفاق؟
منذ بداية الاتفاق طالبنا الأمم المتحدة بالكشف عن الميزانية التي قدمها المانحون، لكنهم رفضوا الكشف عن الميزانية، لكن وصلتني معلومات أن الميزانية كانت أكبر من 9 مليون دولار، وقبل عدة أشهر قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد تم صرف أكثر من 3 ونصف مليون دولار منها، فلماذا تم صرف تلك المبالغ المخصصة للسفينة وأين صرفت طالما لم يتم تنفيذ أي أعمال صيانة خاصة بالسفينة، وهذ يعني أن المنظمة الدولية صرفت ما يقارب نصف الميزانية في اجتماعاتها الخاصة بالسفينة.
سبوتنيك: إذا كان الأمر بتلك الصورة..لماذا يتم اتهامكم بأنكم من تعطلون تنفيذ عملية الصيانة؟
أنا دخلت في مناظرات على العديد من القنوات بما فيها قنوات مؤيدة للعدوان على اليمن، وقلت لهم أنني على استعداد أن أزودكم بنص الاتفاق الذي وقعنا عليه مع الأمم المتحدة بخصوص عملية الصيانة وأيضا الخطة التي قدمتها الأمم المتحدة بعد التوقيع، فإذا وجدتم أن الخطة مطابقة للاتفاق فانشروها أمام العالم، وإذا وجدتم أنها غير مطابقة للاتفاق كما نقول لكم فانشروها للعالم أيضا، ولندع العالم هو الذي يحكم وليس نحن ولا أنتم، لكن في النهاية لا أحد يريد كشف الحقائق أمام العالم، هذه ملفات موجهة يتم إدارتها، وقد وجدت السفير البريطاني يريد التصعيد في ملف صافر ويريد “تسييسه”، فعندما وقعنا الاتفاق كتب تغريدة يقول فيها “قد فات أوان الصيانة”، وقال نفس العبارة عندما منحنا التأشيرات لخبراء الصيانة.
سبوتنيك: ما هو الوضع الحقيقي للسفينة “صافر” الآن؟
وضعها سيء وأسوأ من أي وقت مضى
سبوتنيك: إذا..من المسؤول الحقيقي عن الوضع الحالي للسفينة؟
عندما طالبونا أعضاء مجلس الأمن للسماح للخبراء بالدخول من أجل فحص السفينة، قدمنا لهم التأشيرات وانتهت مدتها والأمم المتحدة لم تلتزم ومستعدين لتجديدها، لكن إذا كان العالم حريص بشكل حقيقي على صيانة السفينة،فليعلم الجميع أن الخبراء وفق الخطة الحالية لن يقوموا بأي شيء سوى مشاهدة السفينة بصريا، فهل تلك المشاهدة سوف تجعل الخطر يتراجعن لذا فالحديث إعلاميا على منع الخبراء وغيرة، في الحقيقة ما هو إلا للتغطية حقيقة أن الأمم المتحدة قد انقلبت على الاتفاق.
سبوتنيك: برأيك .. ما الهدف وراء هذا التسويف في معالجة خطر السفينة؟
إما أنهم يعملون على تسويق فكرة أن صنعاء هى من تمانع في عملية الصيانة أو أن الضغط الإعلامي له أهداف أخرى وأنهم لا يقدرون الخطر الحقيقي لوضع السفينة وأنهم متساهلون ويريدون تحميلنا المسؤولية، ونرى في الوقت الراهن أنه ليست هناك جدية في حسم الأمر ومراجعة الاتفاق والخطة.
سبوتنيك: هل خاطبت المنظمة الدولية حول موضوع اختلاف الخطة عن الاتفاق؟
نعم أصدرنا بيان حول اختلاف الخطة المقدمة من الأمم المتحدة عن الاتفاق الموقع معها وبعثنا بهذا البيان مترجم بكل اللغات إلى كل البعثات الدبلوماسية في الأمم المتحدة وإلى جميع أعضاء مجلس الأمن، لكن الجميع لا يريد الاستماع إلى صوتنا، مع أن الموضوع خطير جدا وببحث بسيط يستطيع الجميع معرفة مواطن الخلل بين الاتفاق والخطة، لكن في كل مرة يتم إعادة نفس التصريحات التي يقولون فيها”نطالب الحوثيين بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى السفينة”، مع أن مشكلتنا مع المنظمة الدولية ليست في الخبراء، فالخبراء يستطيعون المجيء، لكن ما هو الشيء الذي سوف يجيئون من أجله، فالخطة التي قدمتها الأمم المتحدة ليس بها أي صيانة.
سبوتنيك: ما حقيقة أن لديكم مخاوف أمنية من وصول الخبراء إلى السفينة؟
هؤلاء يتهموننا بأننا نمنع دخول السفن إلى عندنا، يتهموننا بأننا نحاصر أنفسنا، فالسفينة عندما يتم صيانتها وتصبح لا تشكل خطر، وستصبح في عرض البحر، فما مصلحتنا في عرقلة الاتفاق والصيانة، وأنفي تماما وجود أي نوايا لاستخدام السفينة عسكريا، ووفقا لمزاعمهم نفترض أن ما يقولونه عن استخدامها عسكريا أمر صحيح، عندما تكون السفينة في وضعها المزري الحالي، لو تسرب النفط ما الذي سوف تستفيده لجان صنعاء من هذا التسرب في غير معركة، كل هذه الإدعاءات كاذبة وليس هناك جدية من المجتمع الدولي لمراجعة الاتفاق ليعرف العالم أين المشكلة وأن الأمم المتحدة ومكتبها لخدمات المشاريع هو من مارس الفساد وضيع الميزانية في الاجتماعات.
سبوتنيك: هناك من يتحدث عن حمولة الناقلة من النفط..وأن هذا سبب عدم موافقتكم على أعمال الصيانة؟
نحن نتحدث عن لجنة لتنفيذ اتفاق دائم مع الأمم المتحدة، وهناك شىء مهم أود ذكره، قبل التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة كان هناك مقترح من قبلنا بأن يتم بيع النفط الموجود داخل السفينة ويتم توريده إلى البنك المركزي في صنعاء بإشراف الأمم المتحدة لتسديد مرتبات العاملين، لكن طرف العدوان رفض ذلك وأراد أن يتم توريد العائدات إلى البنك المركزي التابع للمرتزقة في عدن، وهذا نوع من الجنون إن كانوا يعتقدون أننا سوف نسلم لهم السفينة و نزودهم بالمال ليحاربونا به.
سبوتنيك: هل تتابعون وضع السفينة على الطبيعة؟
نحن دائما نصل إلى السفينة ونتابعها عبر فرقنا الفنية وغيرها ونتفحصها، لكننا نخشى أن يحدث تدهور بالسفينة تكون فيه فرقنا الفنية غير قادرة على تلافيه، هناك بعض الأمور يمكن تلافيها من جانبنا.
سبوتنيك: هل نستطيع القول أن ناقلة النفط “صافر” يتم استخدامها للضغط عليكم في ملفات سياسية معينة؟
هناك توجه من قبل دول العدوان ومرتزقتها لأن يتدهور وضع السفينة صافر، حيث أن ما يقارب 700 عامل هم طاقم السفينة، وهم موظفون من قبل شركة صافر في مأرب، حيث قامت الشركة بتخفيض هذا الكادر إلى سبعة أفراد فقط، وقبل أسابيع قامت الشركة بمنع المهندس قائد السفينة من العودة إليها، وتلك هى خطوة تصعيدية للإضرار بالوضع الراهن للسفينة، وأيضا شركة صافر في مأرب والتي كانت تقدم الديزل للسفينة والإعاشة للموظفين على ظهر السفينة ليتمكنوا من الإقامة على متنها توقفت منذ خمسة أشهر عن تزويدها بالديزل، ألا يدل هذا على الاستهتار أو المحاولات المتعمدة للإضرار بوضع السفينة.
سبوتنيك: ما موقف المبعوث الأممي الجديد من تلك الأزمة؟
المبعوث الأممي الجديد تسلم عمله منذ أيام قليلة، وقد إحاطته الأولى لمجلس الأمن منذ أيام قليلة، ولا أعتقد أنها جاءت من خلاله، بل أعتقد أن المبعوث السابق هو من قدمها له، لأنه لم يقم بالتواصل مع أي من الأطراف ولم يمارس عمله على الأرض، لذا أعتقد أن تلك الإحاطة الأولى لا تحسب عليه وإنما على المبعوث السابق “مارتن غريفيث”.
سبوتنيك: برأيك ما هو الحل لتلك الأزمة قبل وقوع الكارثة؟
الحل هو ألا تتعامى الأمم المتحدة عن الوضع الحقيقي للاتفاق، ندعو الأمم المتحدة إلى مراجعة الاتفاق الذي وقعه مكتبها الخاص بالخدمات والمشاريع وأن تراجع الخطة التي قدمتها، وتعود إلى الاتفاق الذي سيؤدي إلى التخفيف من حدة الكارثة.
سبوتنيك: هل لديك رسالة تريد توجيهها حول الأزمة؟
أرى أن هناك تغريد خارج السرب من قبل أعضاء مجلس الأمن حول أزمة صافر، فمنذ شهور ونحن نطالع نفس التصريحات، فقد كان أعضاء مجلس الأمن يطالبوننا بمنح تأشيرات الدخول لخبراء الأمم المتحدة من أجل صيانة السفينة قبل أن تتعاقد معهم أو تزودنا بأسمائهم، فكيف يتم منح تصاريح الدخول بدون أسماء، نريدهم أن يعودوا إلى الواقع.