(BBC) تحقيق يكشف عن نفوذ كبير لأموال السعودية والإمارات في أمريكا

المحرر: نشر هذا التقرير على نطاق واسع وتداولته معظم وكالات الأخبار العالمية والعربية، على أساس التأكيد على مضمونه  بأن السعودية والإمارات لهما نفوذ كبير في الولايات المتحدة بفضل أموالهم.

المحرر السياسي في المساء برسن يرى أن هذا التقرير تم إعداده من قبل شركات العلاقات العامة الأمريكية، بأموال سعودية إماراتية بأوامر صهيونية، لإظهار المملكة والإمارات في أحجام كبيرة في مستوى العلاقات الدولية والتأثير على القرار العالمي.

كما يؤكد المحرر السياسي في المساء برس بأن العكس هو الصحيح، فاللوبي الصهيوني هو المتحكم بالقرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يجادل في هذا اثنان، وبالتالي فالسعودية والإمارات ليستا إلا أدوات بيد هذا اللوبي، لتحقيق مآربه، وتمويل مشاريعه، لأنه يعتبر الإمارات والسعودية وثرواتهما جزءا من ممتلكاته، ولا يريد أن يستنفد أمواله، لأن هناك من رعاع العرب من هم مستعدون، لدفع كل تكاليف مشروعه القاضي بالهيمنة على المنطقة.

لذلك فالتقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية فيه من الحقائق الكثير، ولكن يجب الانتباه إلى أن الإشارة في هذا التقرير إلى السعودية والإمارات بأنهما يتحركان وفق خطط وتعاملات دولية ذكية، يخفي حقيقة أن هاتين الدولتين لا قيمة لهما، ولا تأثير مباشر لهما على أي من اجندات المنطقة العربية والعالم.

وإليك أيه القارئ الكريم هذا التقرير ولكن بعد أن نبهنا على درك المغزى منه، فالتحركات الإماراتية السعودية ليست إلا جزءاً من لعبة تديرها الاستخبارات الصهيونية.

التقرير:

تطرقت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، في تقرير مطول لها حمل عنوان “تحقيق أمريكي في نفوذ السعودية والإمارات في أمريكا”، وتغلغل نفوذ الرياض وأبوظبي في دوائر الحكم وصناعة القرار داخل البلد الأقوى في العالم.

لندن-المساء برس| التقرير الذي نشر الأحد، كشف تورط شخصيات أمريكية مهمة في علاقات مع البلدين الخليجيين، قائمة على أساس استغلال المناصب لمنافع شخصية.

وبداية تحدثت “بي بي سي” عن “توم برّاك” الذي كان مقرباً من الرئيس دونالد ترامب، وقالت إنه يتمتع بعلاقات قديمة مع الزعامات الخليجية ويمتلك استثمارات عقارية في الخليج، بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية.

وأكدت أن براك أعاد الحياة إلى قنوات اتصالاته في دول الخليج، خاصة أنه كان ضمن الدائرة المقربة من ترامب؛ حيث عمل مستشاراً في حملته الانتخابية، وقاد حملة جمع التبرعات لحفل تنصيب ترامب، واستطاع جمع أكثر من 100 مليون دولار.

وتابعت : “ما لبثت مئات الملايين من الدولارات أن بدأت بالتدفق على شكل استثمارات في مشاريع براك، ومن بينها مئات الملايين من الصناديق السيادية في كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية”.

لكن براك يخضع الآن للتحقيق بسبب طبيعة علاقاته بالسعودية والإمارات، وقد استجوب مكتب التحقيقات الاتحادي رجل الأعمال الاماراتي وشريك براك في بعض المشاريع راشد المالك.

اختراق خطاب ترامب

تقرير “بي بي سي” تطرق إلى ما نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أيام قليلة، وجاء فيه أن “توماس براك كان ينسق مع الإمارات حول مضمون كلمة الرئيس الأمريكي ترامب في مجال الطاقة عام 2016”.

وأضافت: “كان من بين الأطراف التي نسق معها براك بهدف التأثير على توجهات ترامب في هذا المجال راشد المالك، المقرب من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وشقيقه حمدان بن زايد مسؤول الأمن في الإمارات”.

وتطرق التقرير أيضاً إلى ما قالته شبكة “أي بي سي” من أن “بول مانافورت، مدير حملة ترامب السابق والمسجون حالياً بتهم الاحتيال، قدم مسودة الخطاب إلى براك، وهو بدوره نقلها إلى راشد المالك، الذي قال إنه أطلع المسؤولين في السعودية والإمارات عليها؛ بهدف أخذ ملاحظاتهم على الخطاب المزمع، وإضافة ما يطلبه المسؤولون الإماراتيون الى خطاب ترامب عبر صديقه مانافورت”.وأكدت أنه “لم يتم توجيه أي اتهام لبراك حتى الآن”.

تعود علاقة ترامب بتوم براك الى عشرات السنوات

وقالت الصيحفة إن علاقات براك بالسعودية والإمارات وراشد المالك تحديداً هي محط اهتمام السلطات الفدرالية الأمريكية منذ تسعة أشهر على الأقل. وخلال الفترة الواقعة ما بين تسمية ترامب مرشحا للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في أواسط عام 2016 ونهاية شهر حزيران/ تموز 2019 تلقت شركة الاستثمارات العقارية كولوني التي يملكها توماس براك مليار ونصف المليار دولار من الامارات والسعودية على شكل استثمارات أو مشتريات أصول.

وحسب نيويورك تايمز فإن العلاقة بين براك وراشد المالك هي محور التحقيق وأوضحت أن المالك هو رجل الشيخ حمدان بن زايد الذي يعتبر مصدر تمويله أساسي. وتلقى المالك دعوة لحضور حفل تنصيب ترامب حيث كان من بين قلة من المدعوين الذين حضروا حفل عشاء أقامه براك وظهر فيه ترامب في مرحلة ما.

في بداية 2018 حققت السلطات الفيدرالية الأمريكية مع المالك الذي يقيم منذ سنوات عديدة في لوس أنجلس وتناول التحقيق أنشطة في الولايات المتحدة تخدم مصالح دولة أجنبية دون الحصول على ترخيص للقيام بذلك. وقد قدم المالك الوثائق التي طلبها المحققون وغادر على أثرها الولايات المتحدة دون أن يعود إليها حتى الآن.

كما أن المحقق الخاص روبرت مولر الذي حقق في الدور الروسي في حملة ترامب حقق أيضا مع راشد المالك.

اهتمامات
ونقل موقع انترسبت عن مسؤول أمريكي سابق ووثائق رسميه أمريكية أن راشد المالك كان يقدم معلومات إلى المخابرات الاماراتية فيما يتعلق بالقضايا التي تهتم بها الامارات ومواقف ترامب منها مثل جماعة الإخوان المسلمين والخلاف بين السعودية والامارات من جهة وقطر من جهة أخرى، ولقاءات ولي العهد السعودي مع المسؤولين الأمريكيين. وقد نفى محامي راشد قيامه بأي دور استخباراتي وأنه ليس سوى رجل أعمال.

وحسب انترسبت فإن المشرف على نشاط المالك هو مدير المخابرات الاماراتية على الشامسي والأخير أكبر من مجرد رجل مخابرات، إنه رسول محمد بن زايد وشقيقه طحنون للقيام بمهام سرية.

يذكر أن براك صديق لبول مانافورت وعملا في المجال التجاري في الشرق الأوسط قبل نحو نصف قرن وهو من زكاه لدى ترامب الذي كلفه بقيادة حملته الانتخابية وهو الآن قابع في السجن بعد إدانته بالاحتيال والتزوير والتهرب الضريب.

وقالت بلومبيرغ إن براك طار إلى السعودية للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أواخر 2016 وكان وقتها يشرف على حملة جميع التبرعات لحفلة تنصيب ترامب وعضوا في فريق نقل السلطة إلى ترامب.

وقد حضر اللقاء بين بن سلمان وبراك رئيس الصندوق السيادي السعودي ياسر الرميان حسب بلومبيرغ.

وتمكن براك مؤخراً من جمع سبعة مليارات دولار على شكل استثمارات من الأسواق المالية العالية ومن بينهما نحو نصف مليار من الصندوق السيادي السعودي ونظيره الإماراتي.

كما تحقق السلطات الأمريكية في الدور الذي لعبه براك في مساعي بيع السعودية التقنية النووية الأمريكية. وقالت بلومبيرغ إن براك يسعى الى بيع هذه التقينة ويمارس نفوذا كبيرا في هذا الشأن.

وقال رئيس اللجنة التي شكلها مجلس النواب للنظر في تعاملات مساعدي ترامب عبر القنوات السرية مع حكومات الشرق الاوسط: “إن إدارة ترامب قد ألغت عمليا أي حدود بين العمل الحكومي والعمل لصالح شركات أو جهات أجنبية”.

BBC

قد يعجبك ايضا