دعوة حمود المخلافي للانسحاب “شرارة المواجهة المسلحة مع الإمارات”

المساء برس – تقرير خاص/ لهجة جديدة بعد غياب لشهور من المشهد، لهجة يراها البعض أشبه بالمناشدة والاستنجاد من ضياع نفوذه في تعز بعد أن دخلت الإمارات بقوة إلى المحافظة عبر أذرعها العسكرية والسياسية التي اربكت حزب الاصلاح والموالين له.

اليوم يخرج القيادي في الإصلاح حمود سعيد المخلافي رئيس مايسمى “المجلس الأعلى للمقاومة بتعز” بدعوة لمنتسبي القوات الموالية لهادي من أبناء محافظتي تعز وإب للانسحاب من جبهات مأرب والجوف ونهم وميدي وحرض والعودة إلى تعز لمواجهة زحف قوات صنعاء و”تحرير الاقليم وانقاذ تعز من المؤامرة المكشوفة” التي يحيكها التحالف على تعز، حسب التلميحات التي وردت في بيانه المنشور على صفحته بالفيس بوك.

وتندم المخلافي في بيانه على الوقت الذي طال دون تحقيق شيء سوى تدمير تعز، قائلاً: “يكفينا الوقت الذي ضاع في مغالطات سمجة وحجج واهية، فتعز اليوم بالنسبة لليمن أجمع هي القضية والمصير”.

وكشف المخلافي عن تعرض تعز ولازلت لخذلان مبرمج وكيد ممنهج تعاضدت فيه قوى مختلفة بهدف كسر إرادة هذه المحافظة الباسلة والصامدة وتطويعها للتنازل عن المشروع الوطني الكبير والحلم العظيم في دولة اتحادية.

كما اتهم اطرافاً في التحالف بمنع تعز من الحصول على أسباب القوة والسلاح اللازم لتحريرها ما تسبب بسقوطها في يد قوات صنعاء.

وأشار المخلافي إلى ان التحالف لم يهتم بالجرحى واسر الضحايا وحرمت المحافظة من انتظام صرف الرواتب أسوة بغيرها من المحافظات فضلاً عن فقدانها لمقومات إعادة الحياة وإحياء الدولة واعادة الموازنة لتعز اسوة بغيرها من المحافظات التي ترعاها الشرعية، مضيفاً ان تعز تعيش مؤامرة ويجب تغيير واقع هذه المؤامرة المكشوفة.

وتأتي تصريحات القيادي البارز في الإصلاح “المخلافي” في الوقت الذي تشهد فيه مدينة تعز أكبر معركة بين حلفاء الإمارات وحلفاء قطر، فأبوظبي تعتمد في توسيع نفوذها في تعز على كتائب أبي العباس التي يقودها القيادي السلفي “عادل عبده فارع، بالإضافة إلى قوات اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي وبعض المجاميع المسلحة التي يقودها وكيل المحافظة عارف جامل، هذا من الناحية العسكرية أما من الناحية السياسية فتتخذ الإمارات من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ذراعاً سياسية لها داخل المحافظة في مواجهة حزب الإصلاح سياسياً، وفي الطرف المقابل “جماعة إخوان المسلمين” التي تمثلها جماعات مسلحة ووحدات عسكرية محسوبة على قطر ويمثلها حزب الإصلاح ومختلف الفصائل المسلحة الموالية له المنضوية تحت مظلة “المقاومة” بالإضافة إلى اللواء 17 مشاة الذي يقوده القيادي عبدالرحمن الشمسي واللواء 22 ميكا الذي يقوده صادق سرحان المحسوب على اللواء علي محسن الأحمر.

وهذا التوتر بين الطرفين جاء بعد مساعي حكومة هادي لكبح جماح الإمارات داخل المدينة ومحاولة سيطرته عليها عسكرياً كخطوة أولى ثم إدارياً كخطوة ثانية، وهو الأمر الذي دفع بحكومة هادي لإيقاف مخطط حلفاء أبوظبي الذي كان يرمي لاستنساخ تجربة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من خلال تشكيل قوات حزام أمني خاضعة للإدارة الإماراتية، فما كان من حكومة هادي أو بالأحرى الإصلاح، إلا أن سارع إلى إرسال الوفد الحكومي برئاسة عبدالعزيز جباري نائب رئيس الحكومة لتطبيع الأوضاع ونشر القوات العسكرية الموالية للإصلاح في معظم المدينة واستلام المواقع العسكرية والمنشئات الإدارية من الجماعات المسلحة التابعة لأبي العباس، غير أن الأخير رفض تسليم أي مواقع، باستثناء ما تم تسليمها خلال الأيام الماضية ليس لقوات هادي بل للقوات التي تم تشكيلها مؤخراً والتي تتبع أبي العباس وعارف جامل، أي أنها قوات موالية للإمارات، في الوقت ذاته بقيت بعض المواقع التي رفض عارف جامل تسليمها لقوات هادي ممثلة بالشرطة العسكرية.

وربما سعت الإمارات للرد على خطوة الإصلاح الأخيرة المتمثلة بمحاولة سحب المواقع العسكرية والمنشئات من حلفاء الإمارات وتمكين قوات هادي منها، حيث أوعزت قيادة القوات الإماراتية لحليفها أبي العباس بالهجوم على مواقع تابعة لحزب الإصلاح في المدينة والسيطرة عليها، وكانت البداية بالهجوم على القيادي في تنظيم القاعدة هشام الصنعاني، والذي انتهى به الأمر أن ألقت كتائب أبي العباس القبض عليه، ثم جرى تسليمه للعميد صادق سرحان، حسب أنباء لم يتم التأكد من صحتها.

أما آخر التطورات في الصراع بين حلفاء الإمارات والإصلاح فكانت الأحد الماضي حيث تدخل اللواء 22 ميكا الذي يقوده صادق سرحان والذي قام بقصف المواقع التي تسيطر عليها كتائب أبي العباس بالمدفعية والدبابات، وقد وجه قائد كتائب أبي العباس رسالة للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي أبلغه فيها بتعرض مواقعه للقصف بالدبابات من جبل جرة وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات اللواء 22 ميكا.

ويرى مراقبون أن النداء الذي وجهه القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي لأعضاء الإصلاح بترك الجبهات والعودة إلى تعز للدفاع عنها، إيذان وإعلان حرب على كتائب أبي العباس وحلفاء الإمارات الذين يسعون لاجتثاث الإصلاح ومسلحيه من المدينة ومحيطها.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة صداماً مسلحاً هو الأشد والأعنف من نوعه بين مسلحي الإصلاح ومسلحي حلفاء الإمارات، فحسب المراقبين فإنه سيكون من الصعب على الإصلاح أن يقبل بالتخلي عن تعز والتنازل عن حضوره فيها لصالح الإمارات، خاصة بعد أن اقتنع مجبراً أنه لم يعد له مكان في المحافظات الجنوبية التي باتت تحت السيطرة الإماراتية بشكل شبه كلي، من ناحية، وبعد أن بات يشعر بالخطر الذي يتهدد وجوده في محافظة مأرب التي بدأت هي الأخرى تشهد حراكاً قبلياً بتمويل إماراتي يهدف لاجتثاث الإصلاح عن المحافظة وعن المناصب القيادية في حكومة هادي وقيادته العسكرية التي تتخذ من المحافظة مقراً لها وهذا من ناحية ثانية.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد

قد يعجبك ايضا