إلى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي…حياكم الله سدوها بحوثي
صلاح السقلدي -وما يسطرون – المساء برس|
السعودية و الإمارات ومعهما المسماة بالشرعية يخطبون ودّ الحوثيين ويتوسلون رضائهم منذ فترة لإبرام معهم صفقة تنهي الحرب وتطوي صفحاتها لتفتح بها افقا للتسوية السياسية، وهذا امر يعلنه الجميع ليل نهار على رؤوس الأشهاد، لكنهم اي الحوثيون ومن موقف الشعور بالتفوق العسكري والزهو الجماهيري يتمنعون عن الموافقة، ولكن هذا التمنع لن يطول كثيرا في حال حصلوا على مزيدٕ من التنازلات المُـغرية من الطرف الآخر ومن الامم المتحدة، وسيمضي الجمعُ- السعودية والإمارات والحوثيون والشرعية ومن خلفهم الامم المتحدة بعد ذلك بالدخول بتسويات وتقاسم النفوذ والمصالح في الشمال والجنوب، وحينها سيجد الانتقالي وكل الجنوب نفسه خارج المشهد ومنزوعا من فوق الخارطة.
صحيح ان القضية الجنوبية باتت رقما يصعب تجاوزه داخليا وخارجيا لكن نحن في عالم يطغى فيه حق القوة على قوة الحق… فأي صمت غياب او تغييب للقضية في اللحظة الحاسمة وفي الزمن الذي كل هؤلاء بحاجة للبندقية الجنوبية. فسيأخرها سنوات. وحتى لو افترضنا تم الإصغاء اليها بعد ذلك فلن تجني سوى الفتات والبقايا، بعد ان ينفض المسمر ويستغنى الشركاءُ عن الدور الجنوبي وبندقيته.
وعلى ما تقدم حريا بالانتقالي وبكل القوى الجنوبية الفاعلة المؤمنة حقا بعدالة القضية الجنوبية ألا تظل تتمترس خلف مواقفها المتشددة حيال الحوثيين وغير الحوثيين إرضاءً للرغبة الخليجية، بل فتح نوافذ تواصل معهم على مستوى جبهات القتال وعلى مضمار السياسة ،فما هو حلالاً لغيرنا حلالاً لنا ايضا، فلسنا قفازات سياسية بيد أحد..،، فلا خصومة دائمة مع الحوثيين ولا صداقة دائمة مع غيرهم بل ثمة مصلحة دائمة، فالحوثيون اصبحوا محور التوسية. فهذه الدول ومعها ربيبتها الشرعية لن تتورع برمي الجنوب وقضيته خلف الشمس ان اتفق ذلك مع مصالحها ورضي عنهم الحوثيون.
بالبلدي الفصيح نقول للانتقالي: تصبّـح بالإصلاح قبل ان يتغدى بك، وتغدى بالتحالف قبل ان يتعشى بك. فقد انتهى زمن التربييت على الاكتاف، ومضت عبارات المجاملات، وإلّا بالتْ عليك الثعالبُ.!