واشنطن بوست: حرب عدن الأخيرة كشفت هشاشة التحالف
المساء برس – متابعة خاصة| قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن المعارك التي اندلعت في عدن جنوب اليمن بين ما يسمى بالمجلس الجنوبي الانتقالي والقوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، كشفت هشاشة التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض حرباً منذ ثلاث سنوات في اليمن، ضد الحوثيين.
وتقول نيسان لونغلي، المختصة بالشان اليمني في مجموعة الأزمات الدولية، إن الحرب حطمت اليمن فالحكومة الشرعية تقاتل الحوثيين، ولكن ذلك لا ينبغي أن يحجب الواقع المحلي المعقد الذي يسهم كثيراً في إعاقة جهود السلام.
وتتابع: “السعودية والإمارات لديهما اختلافات في اليمن؛ فالرياض تتقارب مع حزب الإصلاح اليمني الذي هو أحد أفرع الإخوان المسلمين، وهو حزب مؤثر على الساحة اليمنية، في وقت تعارض أبوظبي أي تعاون مع هذا الحزب
لكن في نفس الوقت أشارت لونغلي إلى أنه ورغم الاختلاف في وجهات النظر بين الرياض وأبوظبي حيال العديد من القضايا في اليمن، فإن “انفصال تحالفهما لم يحن وقته بعد. السعودية والامارات تحاولان الآن أن تنحيا خلافاتهما جانباً، لحين القضاء على الحوثيين واستعادة حكومة هادي سيطرتها”.
الاقتتال الداخلي في عدن زاد من حالة اليأس من الوصول إلى سلام في أفقر بلد من بلدان الشرق الأوسط، حيث يعاني الملايين من الجوع والمرض؛ وهو ما دفع بالمنظمات الإغاثية إلى وصف ما يجري هناك بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتنقل الصحيفة عن جيرالد فيرستين، السفير الأمريكي السابق في اليمن، قوله: إن “القليل من العمل فقط تحقق من أجل استعادة الاستقرار في اليمن، وإن الناس باتوا يشعرون بالإحباط بشكل متزايد”.
وتابع: “وسط هذه الانقسامات التي يعاني منها اليمن هناك أسئلة يجب أن تطرح حول جدوى أو مصداقية حكومة هادي، كما أن المدى القريب لا يحمل أي أفق للحل في اليمن” مشيراً إلى أن “القتال الذي جرى في عدن سيزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إحياء العملية السياسية”.
وتقول الصحيفة إن السكان في عدن التي كانت مسرحاً للاشتباكات يشعرون بالقلق من الوجود الإماراتي المتزايد؛ فهم يعتقدون أن أبوظبي تحاول الحصول على مكاسب اقتصادية من خلال السيطرة على موانئ اليمن، وخاصة عدن التي تقع إلى جانب أهم ممرات الشحن الرئيسية.
ويقول الصحفي اليمني حسن الجلال، إن الإمارات لديها طموحات في الجنوب خصوصاً في ميناء عدن.
وفي السياق ذاته يرى مراقبون أن الشرعية التي تدخل التحالف عسكرياً في اليمن تحت غطائها، قد سقطت بعد أحداث عدن ما يعني سقوط أي مسوغ ومخول يتيح للتحالف التدخل عسكرياً.