أنصار الله يرسخون سيطرتهم في اليمن وسط تراجع سعودي وإماراتي.. تفاصيل جديدة تقارب صنعاء والرياض

متابعات خاصة – المساء برس| تحرير: يحيى محمد الشرفي|

تشهد الساحة اليمنية تطورات سياسية متسارعة، عززت فيها حركة أنصار الله نفوذها كقوة رئيسية في البلاد.

وسلط تقرير للصحفي اليمني كامل المعمري في صحيفة عرب جورنال الدولية، الضوء على هذه التحولات، التي عكست تغيرًا جذريًا في موازين القوى، وسط تراجع النفوذ السعودي والإماراتي في المشهد اليمني.

السعودية تتراجع أمام شروط صنعاء

ويشير التقرير إلى أن السعودية باتت في موقف دفاعي بعد قبولها بشروط أنصار الله كجزء من مساعيها للخروج من المأزق اليمني. وفي إطار التفاهمات الجديدة، تضغط الرياض لتقليص النفوذ الإماراتي في الجنوب، الذي لطالما مثّل عقبة في طريق أي تسوية سياسية شاملة.

ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها السعودية مؤخرًا قرار رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بإقالة القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الصياء، والذي يُعتبر أحد أبرز حلفاء الإمارات. القرار يعكس، بحسب التقرير، تصاعد التوترات بين الرياض وأبوظبي، حيث تحاول السعودية إعادة تشكيل المشهد الجنوبي بما يتماشى مع تفاهماتها مع صنعاء، التي تركز على وحدة اليمن ورفض مشاريع التقسيم.

الإمارات والمجلس الانتقالي في عزلة متزايدة

ويرى التقرير أن الإمارات، التي اعتمدت على المجلس الانتقالي الجنوبي كأداة لتثبيت مشروعها الانفصالي، باتت تواجه تحديات كبرى. السعودية تعمل على إضعاف المجلس الانتقالي عبر تفكيك نفوذه العسكري والأمني، في محاولة لإعادة تشكيل القوى الجنوبية بما يتناسب مع الواقع السياسي الجديد.

كما يشير التقرير إلى أن المجلس الانتقالي يواجه عزلة داخلية وانقسامات مناطقية وشعبية متزايدة، ما أدى إلى تراجع شرعيته كممثل للجنوب. هذا الانهيار يأتي في وقت تؤكد فيه صنعاء ضرورة إنهاء كافة المشاريع التي تسعى لتقسيم اليمن، وهو مطلب أساسي في التفاهمات مع الرياض.

أنصار الله يرسمون ملامح المرحلة المقبلة

وبحسب التقرير، تمكنت صنعاء بقيادة أنصار الله من ترسيخ موقعها كصاحبة الكلمة الفصل في المعادلة اليمنية. ونجاحهم السياسي والعسكري أجبر السعودية على القبول بخريطة طريق تضع وحدة اليمن في مقدمة الأولويات.

ويشير التقرير إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغيرات جذرية في الجنوب، حيث ستسعى القوى الوطنية إلى استعادة الاستقرار بعيدًا عن عبث التحالف السعودي الإماراتي، مع تأكيد أنصار الله على سيادة اليمن واستقلاله.

نهاية حقبة الهيمنة الخارجية

ويخلص التقرير إلى أن السعودية لم يعد بإمكانها مواصلة لعب دور الهيمنة في اليمن عبر أدواتها التقليدية كالمجلس الرئاسي الذي شكلته. فيما أنصار الله، الذين تمكنوا من فرض شروطهم السياسية، باتوا قادرين على صياغة مستقبل اليمن بشكل يضمن إنهاء التدخلات الخارجية وتحقيق الاستقرار في الجنوب والشمال على حد سواء.

ويعكس التقرير تغيرًا محوريًا في المشهد اليمني، حيث أصبح أنصار الله اللاعب الأبرز، في وقت تتراجع فيه مشاريع التقسيم التي حاول التحالف السعودي الإماراتي فرضها. على أن يحمل المستقبل القريب تطورات هامة، قد تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في اليمن ضمن إطار وطني شامل.

قد يعجبك ايضا