انهيار قوات هادي في نهم

إلى جنازة جماعية غير مسبوقة، انتهت خطّة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعلنة يوم الجمعة 26 مايو 2017، والمستهدفة «تحرير ما تبقّى من مواقع استراتيجية في جبهة نهم»، شرق العاصمة صنعاء، والتي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية مواجهات ضارية بين القوات الموالية الرئيس هادي مسنودة بمقاتلات «التحالف»، ومقاتلي «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها.

مصادر محلية وقبلية في محافظة مأرب تحدّثت إلى «العربي» عن تشييع رسمي مهيب لجثامين عشرات الضباط وقادة المجاميع المسلحة في اللواء 310 الموالي لهادي، بعد يومين من تصعيدهم المواجهات المسلحة بتنفيذهم هجومين متتاليين، استهدفا مواقع تتمركز فيها «أنصار الله» في منطقة المدفون بمديرية نهم، محافظة صنعاء.

“قيادات كتائب”

وفي حديثه إلى «العربي»، يكشف الناشط الحقوقي، أحمد النهمي، وهو من أبناء المنطقة، مقتل ما لا يقل عن 10 من كبار ضباط اللواء 310، ومثلهم قادة مجاميع مسلحة، بينهم قائد هجوم نهم الأخير ومدير مكتب قائد اللواء اركان حرب الكتيبة السادسة، العقيد غيلان مهيوب سرّان، والعقيد محمد حمود الحسيني، قائد جبهة يام، قائد الكتيبة الخامسة، والعقيد منصور وهّاس العبدي، قائد كتيبة الاحتياط، والعقيد ناصر الوادعي، قائد الكتيبة السابعة، والعقيد مجاهد القبلي، قائد كتيبة المدفعية، مشيراً كذلك إلى مقتل الرائد مبروك الموهبي، رئيس عمليات الكتيبة الثانية، والقيادي في «حزب الإصلاح»، محمد عبد الملك نجاد، قائد سرية، والنقيب توفيق عافية، قائد سرية، والرائد محمد المرادي، قائد كتيبة الحسم.

“إنكسار عمليّاتي”

ويعتقد الخبير العسكري، العميد المتقاعد علي الروسي، أنّ دخول كتيبة الاحتياط والحسم في المواجهات يعني أن حجم الخسائر في صفوف قوات الرئيس هادي «أكثر بكثير من المعلومات المتوفّرة»، واصفاً العملية بأنّها حالة انهيار وفقدان توازن و«انكسار عمليّاتي وانهيار معنوي يحدث في معظم الحروب التقليدية».

“«تحرير» صنعاء”

وخلال تشييع جثامين كبار ضبّاط اللواء 310، تعهّد رئيس هيئة الأركان في قوات الرئيس هادي، اللواء الركن محمد المقدشي، بالانتصار لدماء من وصفهم بـ«الشهداء الأبطال»، متوعداً كذلك بـ«تحرير العاصمة صنعاء، وكل الأراضي المتبقية» تحت سيطرة «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها. فيما اعتبر قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء إسماعيل زحزوح، أنّ مقتل هؤلاء القادة «هو بداية النصر، وإن تضحيات الشعب اليمني لن تذهب هدراً».

“75 % «تحت السيطرة»”

وكان المتحدّث الرسمي لقوات الرئيس هادي في صنعاء، عبد الله الشندقي، أكد الأسبوع الماضي سيطرة هذه القوات على 75 في المائة من المواقع الاستراتيجية المهمة في نهم. وكشف الشندقي في تصريحات إعلامية أن «هناك وحدات عسكرية جديدة تم استكمال تدريبها، ودخلت إلى الجبهة للمشاركة في المعارك».

واستطاعت قوات «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015، إعادة تجميع قيادات وأفراد من منتسبي اللواء 310، الذي سقط عام 2014م بأيدي «أنصار الله» في محافظة عمران، وأسندت إليهم مهمّة جبهة نهم، كخطوة أولى للعودة إلى عمران، قبل أن تحبط استماتة «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها تلك الخطّة للعام الثالث على التوالي من المواجهات الضارية.

العربي

قد يعجبك ايضا