التباكي على “المقدسات” عند آل سعود وبني صهيون
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
في الآونة الأخيرة، كشفت الأحداث عن نهج مشترك بين كيان الاحتلال الصهيوني والنظام السعودي تتمثل في تحريف الحقائق وتزييف الوقائع خلال تصريحاتهما وطريقة التعامل مع الأحداث السياسية والعسكرية.
يبدو واضحًا أن لكل من الكيان والنظام، على الرغم من اختلاف الظروف، يتبعان نهجًا متشابهًا في تضليل الرأي العام عبر استراتيجية التلاعب بالعواطف! وكأنما يتم الترويج لفكرة أن المقدسات الإسلامية تُستهدف كوسيلة لتحريض الشعوب الإسلامية والعربية لاعتبارها ملزمة بالدفاع عن مقدساتها ضد ما تصورهم الصهيونية والنظام السعودي أعداء للإسلام.
وفي الواقع، يعمل كل منهما – الكيان الصهيوني ونظام آل سعود – منذ تأسيسهما برعاية بريطانيا ودول الغرب وأمريكا على تدمير ومحو كل ما يتعلق بالدين الإسلامي الحنيف. وهناك العديد من الشواهد والمعطيات ذات الصلة ولا مجال هنا للكتابة عنها لأن الاسهاب فيها سوف يطول.
صورة للتوضيح فقط
إحدى الأمثلة البارزة على هذه الظاهرة تمثلت في سعي الرياض للتضليل والتلاعب بالوقائع مستخدمة وسائل الإعلام و”الذباب الإلكتروني” كوسيلة لتشويه صورة حكومة صنعاء أمام الرأي العام العالمي.
ذلك من خلال تشويه الحقائق المتعلقة باستجابة الحكومة الوطنية للاعتداءات السعودية، والتي حاولت الأخيرة استغلالها لإظهارها بأنها تستهدف مكة المكرمة بدلاً من الواقع الذي يكشف عن استهداف للمنشآت الحيوية والاقتصادية والقواعد العسكرية التي كانت تستخدم لضرب البنى التحتية والأعيان المدنية ومنازل المدنيين في صنعاء والمحافظات الأخرى بالإضافة إلى أن ذلك الاستهداف جاء ردًا على الحصار الجائر على اليمن منذ سنوات الحرب عليها من قبل دول التحالف الذي تقوده السعودية.
على نحو مماثل، قام بني صهيون بنفس النهج، هذه المرة في الرد الإيراني على القنصلية في دمشق. وعوضًا عن التصريح بالحقائق المنطلقة من الأرض، قامت بتحويل المعلومات والتلاعب بها لتوجيه اتهامات لصالحها، وذلك من خلال محاولة تصوير الهجمات التي طالت الأهداف العسكرية للكيان المؤقت في أراضي فلسطين المحتلة أنها استهداف للمسجد الأقصى! هذا التحريف الواضح قد آثار موجة واسعة من السخرية.
إذن، تظهر التصريحات والمواقف الرسمية لبني صهيوني وآل سعود استخدامًا واضحًا لأسلوب واحد مستمدًا من توليفة من الأكاذيب الساذجة والادعاءات المغرضة في محاولة لمحو الحقائق.
هنا نرى الوضوح الذي يظهر النقائص في استراتيجيات التضليل. فالحقيقة الواضحة والتي لا يمكن إنكارها هي استخدام استراتيجية التلاعب العاطفي للتأثير الإعلامي على الرأي العام العالمي بطريقة تصوّر الواقع بشكل مغلوط.
ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية الساذجة لا تمثل إلا محاولة فاشلة للخداع. فالحقائق واضحة كوضوح الشمس ولا يمكن إخفاؤها أو تشويهها أو تحريفها. والوقائع تظل شاهدة على ما يُرتكب سعوديًا في اليمن وصهيونيًا في فلسطين المحتلة من احتلال وسفك دماء وإجرام وبطش وغطرسة على الرغم من الجهود المبذولة في الحملات الإعلامية التي تعج بمنصات التواصل الاجتماعي.
ومن الأهمية القصوى دائماً التأكيد على تنامي الوعي العربي الإسلامي العالمي، واستحالة عدم الانجراف وراء مثل هذه الادعاءات الساذجة كونها غير قادرة على تحقيق تأثير إعلامي يخدم محور الشر بقدر ما تزيد من تعريته وتفضحه وتشكل إشارة قوية لفشله وفزعه وارتباكه وبالتالي لقرب زواله.