ناشيونال انترست: استطاع الحوثيون هزيمة البحرية الأمريكية وإحداث ثورة في الحروب البحرية
خاص – المساء برس|
قالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية المعنية بالسياسات الخارجية الأمريكية، إن مسألة الأساطيل الحرببة التي تمتلكها هذه الدولة أو تلك معياراً لمدى قدرتها على الهيمنة على الملاحة البحرية والممرات، في إشارة إلى أن اليمن الذي لا يمتلك أسطولاً بحرياً كالولايات المتحدة أو الصين او روسيا أو بريطانيا أو الهند استطاع أن يهيمن على الممرات الملاحية في باب المندب وقد يتجاوز الأمر ذلك إلى المحيط الهندي.
وفي تقرير بعنوان “هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحمل دروساً قاسية للغرب”، كتب رامون ماركس وهو محامٍ دولي متقاعد من نيويورك ونائب رئيس مجلس إدارة مديري الأعمال للأمن القومي (BENS)، إنه منذ يناير 2024، ضربت البحرية أهدافاً للحوثيين مراراً وتكراراً بالصواريخ والطائرات بدون طيار وطائرات إف-18 سوبر هورنتس، وينقل التقرير الأمريكي عن الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، في فبراير الماضي قوله وهو يصف الحرب بين البحريتين الأمريكية واليمنية، أنه “يتعين على المرء العودة إلى الحرب العالمية الثانية للعثور على معارك بحرية ذات حجم ونطاق مماثل لحربنا الحالية في اليمن، وقد شارك في القتال أكثر من 7000 بحار، إنهم يتعرضون لإطلاق النار، ونحن نتعرض لإطلاق النار، ونحن نرد بإطلاق النار”. في إشارة إلى أن القوات الأمريكية تتعلق لإطلاق النار من اليمن مثلما يتعرض اليمن لإطلاق النار من البحرية الأمريكية.
وتضيف ناشيونال انترست، “على الرغم من القوة النارية البحرية الأمريكية، لا يزال الحوثيون متماسكين، ولا يزالون يهاجمون بشكل منتظم السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأمريكية”، مؤكدة أن المدمرة الأمريكية يو اس اس لابون تعرضت في مارس للقصف بصاروخ مضاد للسفن من اليمن، ،ان هذه السفينة الحربية كلفت أمريكا في بنائها مليار دولار.
اليمنيون أحدثوا ثورة في الحروب البحرية
وتقول المجلة الأمريكية “إن ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر كيف أن تطوير الصواريخ الأرضية المتنقلة والمضادة للسفن والطائرات بدون طيار الرخيصة قد أحدث ثورة في الحرب البحرية تمامًا كما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي.
لم تعد السفن القتالية السطحية، بما في ذلك حاملات الطائرات، قادرة على المطالبة المطلقة بالسيطرة على البحار. يجب أن تراقب هذه المنصات السطحية بحذر أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن للدول القومية وحتى المتمردين الوصول إليها”.
وتشير ناشيونال انترست أن من أسمتهم “الحوثيين” استطاعوا هزيمة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، بالطائرات المسيرة والصواريخ، وتضيف “وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات فقط”.
وتؤكد المجلة الأمريكية أن عدم قدرة أمريكا على التغلب في حربها على “الحوثيين” فإن حربها مع الصين التي تمتلك شريطاً ساحلياً يتجاوز ١٩ ألف ميل متروس بالصواريخ المتنقلة المضادة للسفن والطائرات بدون طيار المنتشرة بطوله، ستكون أصعب بالنسبة للبحرية الأمريكية من قتال “الحوثيين”.
استفادة روسيا
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن قطع اليمن لحركة الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية من باب المندب، جاء بالفائدة لروسيا، حيث قالت المجلة “خلقت هجمات الحوثيين على الشحن البحري في البحر الأحمر فرصًا جديدة لموسكو للاستفادة من موقعها البري المركزي في أوراسيا، والاستيلاء على المزيد من حركة الشحن التجاري من ممرات المحيط”، مشيرة في هذا الخصوص إلى شبكة السكك الحديدية الروسية التي لن تتمكن أوروبا حالياً من التخلي عنها.
وتضيف المجلة الأمريكية أنه “ليس هناك احتمال كبير أن تتمكن البحرية الأمريكية، التي انضم إليها الحلفاء الأوروبيون في إطار عملية “أسبيدس” ، من ابتكار حل عسكري نهائي للقضاء على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار. إن استمرار الجمود البحري مع الحوثيين ليس انتصارا. ونظراً لعدم وجود حل عسكري حقيقي، بدأت واشنطن بالفعل في البحث عن صيغة دبلوماسية، حتى أنها تواصلت مع طهران للحصول على المساعدة في مفاوضات القنوات الخلفية .
قد يتعين على إنهاء الهجمات الحوثية أن ينتظر السلام في غزة. وحتى عندما يأتي ذلك اليوم، فإن التداعيات طويلة المدى لما حدث في البحر الأحمر لن تنتهي. وسوف تستمر شرايين النقل التجاري الجديدة في روسيا في الالتحام، مما يؤدي إلى تحويل أنماط التجارة العالمية، كما ستستمر المناقشة حول كيفية قدرة القوات البحرية الحديثة على التكيف مع الطائرات بدون طيار الأرضية والصواريخ المضادة للسفن. وستظل هذه التحديات التي يواجهها الغرب قائمة بعد أن توقفت هجمات الحوثيين نهائياً إلى الأبد”.