بلومبرغ: الحوثيون يعلموننا الحرب غير المتكافئة

صنعاء – المساء برس|

قالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، إن الحوثيين “يعلموننا الحرب غير المتكافئة” ويستبدلون السترة الانتحارية والعبوة الناسفة بطائرة انتحارية بدون طيار وصاروخ موجه بدقة.

وأوضحت الوكالة الأميركية، أن الغرب يواجه عدة تحديات متزايدة، التحدي الأول هو أن التقدم في إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة أدى إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الأسلحة القوية للغاية التي كانت حتى وقت قريب متاحة فقط للدول الأكثر ثراءً، ويتم استبدال السترة الانتحارية والعبوة الناسفة بطائرة انتحارية بدون طيار وصاروخ موجه بدقة.

أما التحدي الثاني، وفق الوكالة، فهو في عدم التماثل المتزايد في نقاط الضعف، حيث يظهر الحوثيون في الوقت الحقيقي مدى ثراء الدول المتقدمة بالأهداف، مشيرة إلى أن المجتمعات الغنية والمعقدة مثل الولايات المتحدة، التي كان نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي فيها يتجاوز 76 ألف دولار في نهاية العام الماضي، لديها الكثير مما يمكن مهاجمته (وخسارته) أكثر من دولة مثل اليمن، حيث يبلغ نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي 650 دولاراً. وفي اقتصاد معولم، فإن الكثير من البنية التحتية التي تدعم خلق الثروة كلها تقع في الخارج.

وأضافت: لذلك عندما يعطل الحوثيون ما يقرب من 12% من الشحن العالمي الذي يمر عبر مضيق باب المندب بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، فإن ذلك يؤثر على المستهلكين في أوروبا والمصنعين في آسيا، ولا يؤثر على اليمن.

وإذا اضطرت ناقلات النفط التحول إلى طرق أطول وأكثر تكلفة من قناة السويس، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين في المضخات الأمريكية، فإن الحوثيين سيكونون أقل تأثراً بكثير. وينطبق الشيء نفسه على مهاجمة عشرات أو أكثر من كابلات البيانات البحرية الدولية التي تمر عبر نفس المضيق. وفي الوقت نفسه، إذا قتل الحوثيون قوات أو مواطنين أمريكيين، فهذه مشكلة سياسية لإدارة بايدن.، وفق الوكالة.

وبحسب بلومبرغ، لا يزال من غير الواضح كيف تضررت كابلات البحر الأحمر الثلاثة، مشيرة إلى أن وزارة الاتصالات في صنعاء، نفت تورط الأخيرة فيها، فيما قدرت الولايات المتحدة أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن سفينة روبيمار، وهي سفينة حاويات مملوكة لبريطانيا كانت تطفو بلا هدف بعد أن أصيبت بصاروخ حوثي، ربما تكون قد سحبت مرساتها عبر الكابلات الأسبوع الماضي، قبل أن تغرق في النهاية.

وفي كلتا الحالتين، تقول الوكالة، هذه لحظة قابلة للتعليم، فغالبًا ما تتضرر الكابلات البحرية بسبب سفن الصيد أو الأحداث الجوية، ويتم إصلاحها بسرعة. ما يشير في هذه الحالة هو الصعوبة التي يواجهها المشغلون في الحصول على سفن إصلاح بقيمة 60 مليون دولار لاستعادة الاتصالات في منطقة الحرب.

ورغم أن المخاطر قد تكون مبالغ فيها ــ فهناك قدر كبير من التكرار في النظام ــ فإن كابلات البيانات العابرة للقارات تشكل بنية تحتية بالغة الأهمية. وتمر تريليونات الدولارات عبر هذه الطرق السريعة الصغيرة المصنوعة من الألياف الضوئية كل يوم، ناهيك عن الاتصالات والبيانات التي تعتمد عليها الجيوش المتطورة في عملها. وقد أعطت الحادثة التي وقعت في البحر الأحمر مجرد لمحة عما يمكن أن يحدث إذا تم تدميرها من قبل عدو مصمم في سياق الحرب، تماما كما هاجمت بريطانيا كابلات التلغراف الألمانية تحت البحر في بداية الحرب العالمية الأولى.

.وتنقل بلومبرغ عن جوستين شيرمان، وهو زميل غير مقيم في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، والرئيس التنفيذي لشركة Global Cyber ​​Strategies، وهي شركة استشارية مقرها واشنطن، قوله: “إنك ترى أن مصالح الصناعة والأشخاص الذين يتعين عليهم التعامل مع الأمن تتباين حيث يتم وضع جميع الكابلات البحرية تقريبًا وتشغيلها من قبل شركات خاصة تركز بشكل أقل على تحقيق أقصى قدر من الأمان بدلاً من تقليل التكلفة. لا حرج في ذلك، فالحافز التجاري هو الذي أدى إلى بناء الكابلات”.

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقاوم إغراء تصعيد قتالها مع الحوثيين؛ كون الخسارة المؤقتة لطريق الشحن في قناة السويس حتى انتهاء الحرب في غزة هي تكلفة يمكن للاقتصاد العالمي أن يتحملها. كان استهداف منصات إطلاق الصواريخ المتنقلة دائمًا بمثابة لعبة اضرب الخلد، ومن غير المرجح أن يردع الحوثيين؛ لأن تعرضهم لهجوم من قبل “الشيطان الأكبر” يناسبهم سياسيًا، ويزعمون أنهم تدفقوا بعشرات الآلاف من المجندين الجدد منذ ذلك الحين.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة أمامها خياران لوقف تهديدات الحوثيين، الأول استهداف مراكز القيادة والسيطرة التابعة لهم وبالتالي وقوع خسائر أيضًا في صفوف المدنيين، والثاني الغزو الكامل، وكلا الخيارين مآلاتهما كارثية على واشنطن.

 

قد يعجبك ايضا