مجلة أمريكية: الحرب الأمريكية غير المعلنة على اليمن ستنتهي بالفشل

صنعاء – المساء برس|

قالت مجلة أمريكية، أمس السبت، إن الحرب الأمريكية غير المعلنة على اليمن، ستنتهي بالفشل.

وأوضحت مجلة “جاكوبين” الأميركية المتخصصة في الشأن السياسي، أن الحكومة الامريكية واصلت ضرباتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن بينما زعمت أنها ليست في حالة حرب، إلا أنه، وفق المجلة، من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين، إذ أن حتى اليمنيين الذين حملوا السلاح ضدهم في السابق أصبحوا يدعمون الآن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.

وعرجت المجلة إلى العمليات اليمنية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أنه وردًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، أطلقت حركة أنصار الله اليمنية المعروفة باسم الحوثيين طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات وأطلقت صواريخ باليستية على السفن في البحر الأحمر، موضحة بأن الهدف المعلن لهذه الهجمات هو تعطيل تجارة السفن المتجهة إلى إسرائيل أو التابعة لها، بهدف فرض تكلفة اقتصادية على الفظائع المرتكبة في غزة في ممر بحري بالغ الأهمية العالمية.

ووفقًا للصحيفة، ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات جوية واسعة النطاق ضد مواقع الحوثيين وتعهدتها بالاستمرار حتى ينهي الحوثيون حملتهم في البحر الأحمر.

ونقلت المجلة آراء متعددة لمواطنين يمنيين عاديين من جنوب اليمن أجرتها معهم حول عمليات الحوثيين والرد الأمريكية، تشير إلى أن تضامنهم مع الفلسطينيين قد بدأ بالفعل في تغيير ولاءاتهم السياسية، وهو على عمق لا يمكن لأي عمل عسكري أمريكي أن يقلل منه، ومع ذلك فإن العديد من اليمنيين المعادين سياسيًا لأنصار الله، حتى أولئك الذين حملوا السلاح في السابق ضد قواتهم، يوافقون على تحديهم لإسرائيل وحلفائها الغربيين.

وبيّنت أن الصدى العاطفي العميق لمحنة الفلسطينيين له جذور عميقة في النضالات المناهضة للاستعمار والتحرر التي خاضتها الحركات القومية العربية.
أحد الأسباب التي يتم الاستشهاد بها بشكل متكرر لأهمية الوضع في فلسطين بالنسبة لليمنيين هو التصور المشترك للتاريخ الإسلامي المشترك الذي يربط المنطقتين معًا.

وتضيف: تاريخياً، لعبت اليمن دوراً مهماً في نشوء الشعب العربي، وقد ورد ذكر حضارة سبأ في القرآن الكريم. لحظات مفصلية في التاريخ الإسلامي حدثت في فلسطين.
وأشارت إلى أن العديد من اليمنيين الجنوبيين الذين شاركوا في حرب مدن مكثفة لمواجهة الحوثيينفي في عدن في عام 2015، يدعمون الآن الأعمال العسكرية للجماعة في البحر الأحمر. ويدرك هؤلاء اليمنيون عدم وجود دولة تمثل مصالحهم على نطاق عالمي.

ونقلت المجلة عن أحد العاملين الشباب في قطاع الخدمات في عدن تعبيره عن إعجابه بالزعيم الحوثي الحالي، حيث قال:

ألف مبروك هذه العملية البطولية، ونفوض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني. في حين لم يجرؤ أحد من أصحاب السعادة والسمو على أن يقول للعدو الصهيوني “لا” للعدوان على غزة أو حتى إدانة جرائم وانتهاكات بني صهيون، رجل القول والفعل السيد عبد الملك بدر الدين لقد انتفض الحوثي بموقفه المشرف والشجاع.

وأوضحت بأن تأثير الهجمات اليمنية الإيجابي يمتد إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع والجنوب العالمي ككل، بل أن صدى هذه الفكرة يتردد بين شرائح من الجمهور الغربي الذي أصبح مضطربًا أخلاقيًا بسبب صور المعاناة في غزة.

ويواجه كل من اليمن وفلسطين حظراً تفرضه قوى خارجية، مع الحد الأدنى من المساعدات المخصصة لتخفيف المعاناة وتوفير الخدمات المنقذة للحياة. اعتبارًا من يونيو/حزيران 2023، لم تتمكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تأمين سوى 107 ملايين دولار من أصل 300 مليون دولار المطلوبة لمواصلة عملياتها، ويقوم المانحون الرئيسيون الآن بسحب استثماراتهم من الوكالة. وبالمثل، بحلول أغسطس/آب 2023، تم تمويل أقل من ثلث خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لليمن، وفق المجلة.

وتقول المجلة بأن اليمنيين في عدن أو صنعء لا يحتاجون إلى النظر أبعد من نوافذهم لمشاهدة أنقاض المباني التي قصفت بالأسلحة الغربية، في إشارة إلى تنامي السخط الشعبي اليمن ضد الغرب، مضيفة بأن محاولات الولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضد الحوثيين مليئة بالتعقيدات بالفعل، ولا يبدو حليفتاها في الخليج، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حريصتين على دعم الحملة الأمريكية علناً، لسبب واحد، فإن خوض حرب نيابة عن إسرائيل هو اقتراح غير جذاب على الإطلاق. لقد تعلموا أيضًا ما تعلمه العثمانيون والبريطانيون والمصريون من قبل: من الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة.

“يشير التقدم الأخير في محادثات السلام بين المملكة العربية السعودية والحوثيين إلى سيناريو محتمل يمكن للمملكة السعودية من خلاله استخدام عائدات النفط والغاز من المناطق التي تسيطر عليها لتمويل رواتب موظفي الخدمة المدنية في دولة الحوثيين الفعلية في الشمال. وباعتبارها قائدة الحملة في اليمن، فإن المملكة العربية السعودية لا تريد العودة إلى الأعمال العدائية ولا الانخراط في حرب يُنظر إليها على أنها في مصلحة إسرائيل.”

 

 

قد يعجبك ايضا