صحيفة أميركية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تبرزهم كقوة إقليمية
صنعاء – المساء برس|
قالت صحيفة إميركية، اليوم الأربعاء، إن هجمات من وصفتهم بـ”الحوثيين” في البحر الأحمر، تشير إلى برزوهم كقوة إقليمية وامتدادهم الجغرافي.
وأوضحت صحيفة “ريسبونسبل ستايت كرافت”، بأن الهجات على السفن في البحر الأحمر تؤثي ثمارها للحوثيين في اليمن، وأنهم يمتلكون حتى الآن اليد العليا في الصراع القائم مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت إلى أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية، أدت إلى خفض إيرادات ميناء إيلات بنسبة 80%.
واعتبرت أن هذه الهجمات تحقق مكاسب سياسية وحتى استراتيجية كبيرة للحوثيين، وأنهم يحققون انتصارًا على صعيد العلاقات العامة داخل اليمن وخارجه، وضحة أن شعبية الحركة في اليمن ازدادت حتى من قبل بعض خصومهم، وفي العديد من الدول الإسلامية الأخرى، بات ينظر إلى الحوثيين على أنهم الجماعة الوحيدة التي تقف ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
ولفتت إلى أن الهجمات البارزة التي نفذوها في البحر الأحمر، ومن بينها الاستيلاء على سفينة جالكسي ليدر، قد أثارت حالة من الفخر الوطنية في أوساط العديد من اليمنيين، وهو ما يثل دلالة واضحة على على بروزهم كقوة إقليمية وامتداد نفوذهم الجغرافي.
واوضحت بأن الحوثيين يتمتعون بقدرة قوية على الصمود والقدرة على التكيف، حيث أدى ما يقرب من عقدين منا لحرب إلى شحذ قدراتهم القتالية، وأنهم بعد سقوط الفعلي للحكومة اليمنية في سبتمبر 2014 عززوا هذه القدرات من خلال تطعيم الحركة بالجيش اليمني وأجهزة المخابرات.
واعتبرت أن الحوثيين كانوا ولا يزالوا أحد أفضل القوات المقاتلة في المنطقة، إن لم يكن في العالم، مستدركة بأن قوتهم هذه داخل وخارج اليمن تأتي أيضًا من عدم كفاءة أعدائهم وانقساماتهم، في إشارة إلى التحالف العسكري السعودي الإماراتي المدعوم إميركيا وأدواتهم في اليمن.
وأشارت إلى الإجراءات الدفاعية الأميركية وحلفاؤها الرامية إلى اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين، معتبرة أن تكاليف هذه التدابير تتزايد بإطراد، ولا يمكن لأمريكا وحلفائها أن يستروا بسهولة في إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ النادرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولار للقضاء على الطائرات بدون طيار التي لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار، موضحة بأن الحوثيين يمتلكون مصانع عسكرية يقع الكثير منها في مناطق حضرية يصعب استهدافها ويمكنها تصنيع عشرات إلى مئات الطائرات بدون طيار أسبوعيًا إذا توافرت الإمدادات.
ولفتت إلى أنه يتم إنتاج طائرات بدون طيار أكثر تطورًا ولكن بوتيرة أبطأ إلى أنه لا يزال بإمكان الحوثيين تجميع عدة ئات منها على مدار عدة أشهر.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، إلى أنه حتى الآن لم يستخدم الحوثيون سوى جزء صغير من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يمتكلونها في الوقت الراهن، كما أنهم لم يستخدموا طائراتهم المسيرة وصواريخهم الأكثر تطورًا بعيدة المدى، فضلًا عن امتلاكهم أعدادًا ضخمة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها.
وبحسب الصحيفة، فإن أمريكا وحلفائها بإمكانهن إضعاف قدرة الحوثيين العسكرية على الدى القصير، إلا أن مثل هذه الحملة سوف تحتاج للاستمرار لمدى تصل إلى أشهر، ما سيكبد أمريكا وحلفائها تكاليف هائلة.
“إن الحوثيين هم سادة الحرب غير التكافئة – كما يتضح بوضوح من عملياتهم في البحر الأحمر- وسوف يردون على الضربات التي تقودها أمريكا من خلال مهاجمة البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وسيقوم الحوثيون أيضًا بنشر صواريخ أكثر تطوراً وطائرات بدون طيار مسلحة”، تقول الصحيفة.
وأكدت بأن الحوثيين حققوا أهدافهم إلى حد كبير من خلال فرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي وتعزيز شعبيتهم المحلية، وليس لدى أمريكا وحلفائها خيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل معهم، ضيفة بأنه وبصرف النظر عن العمل على كبح الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، فإن الطريقة الوحيدة لتجنب الدخول في حلقة تصعيدية، هي أن تستمر أمريكا في دعم الجهود التي تقودها السعودية وعمان بهدف كبح جماح تهديدات الحوثيين وهجماتهم.