كان ذلك في 97، وكان ذلك الرجل هو نصر الله اليوم

وما يسطرون – أحمد الكمالي – المساء برس|

في الـ12 من أيلول عام 1997، رصدت المقاومة اللبنانية تحركا لقوات إسرائيلية في إقليم التفاح بالجنوب اللبناني، تحرك مجموعة من شبابها لنصب كمين مسلح لتلك القوات، فتطور الأمر وتدخل الطيران المروحي للعدو، وكان من بين الخسائر في صفوف المجاهدين، تعرض أحد الشباب لإصابتين قاتلتين في خاصرته وعنقه، ليرتقي شهيدا على الفور وبقت جثته الطاهرة في ساحة القتال، احتفظ بها العدو وحرم أحبابه وأسرته من احتضانه للمرة الأخيرة، مع ذلك نعاه بالقول: “إنني اشكر الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه، أن تطلع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتي فاختار منها شهيدا”.

كان ذلك في 97، أي قبل ثلاثة أعوام من اندحار الاحتلال الإسرائيلي من لبنان في آيار عام 2000، الانتصار الذي اختارت له المقاومة شعار: “نحن لا نوفر أولادنا للمستقبل، نفخر بأولادنا عندما يذهبون إلى الخطوط الأمامية، ونرفع رؤوسنا عاليا بأولادنا عندما يسقطون شهدا”.

كان ذلك في 97، أي قبل 9 سنوات من انتصار تموز، وقبل 26 عام تقريبا من معركة طوفان الأقصى التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من أكتوبر المجيد الماضي، و انخرطت فيها المقاومة اللبنانية بعد يوما واحد، وكان ذلك الشاب هو هادي، نجل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي ظهر اليوم في مباركة كوكبة من أبنائه الشهداء من مقاتلي الحزب والفصائل الفلسطينية واللبنانية، ليؤكد بدمائهم وتضحياتهم وبسالة رفاقهم وعقيدة حزبهم وتاريخ مقاومتهم الحافل بالتضحيات ومصير شعبهم وأمتهم، التزام المقاومة في لبنان على مواصلة خوض المعركة حتى وقف العدوان على أهل غزة وتثبيت انتصار مقاومتها.

كان ذلك في 97، وكان ذلك الأب والقائد هو نصر الله الذي لا يتوارى ولا يتنصل ولا يهادن ولا يخاف ولا يزايد، الشجاع في الموقف، الحكيم في اتخاذ القرار، الصادق في القول والفعل.

أتفهم رفع الكثير سقف توقعاتهم لخطابه وهم إن كان لم يواكب توقعاتهم إلا أنه لم يمسها، لكن ما لا يمكن تفهمه أن يزايد عليه صنفين هما من يطعنون في ظهر المقاومة ويقفون في صف اعدائها ولا يعنيهم شيء ما يجري في غزة لأن من يعنيه حقا سيسأل نفسه عن مسؤوليته ودوره قبل سؤال الآخرين، وكذلك لمن صدمهم انتصار الـ7 من أكتوبر المجيد وافاقهم من سباتهم على ما عندي نحو الفئة الثانية من حسن ظن، كان ذلك في الـ79 وكان ذلك هو نصر الله، فمن تكونون أنتم !؟
——-

هامش:
كنت قد كتبت قراءة طويلة لأسباب ارتفاع سقف التوقعات وما حمله الخطاب من مضامين ورسائل قوية وشجاعة وموقف ثابت وعظيم، لكن اللحظة الآن ليست للتحليل، والخطاب لا يحتاج إلى تبرير، وإنه لن يؤمن لك إلا من قد آمن.

قد يعجبك ايضا