حوار مع أستاذ علم الاجتماع السياسي حول عملية ‘طوفان الأقصى’ ووقعها على كيان الإحتلال

حاوره/ محمد بن عامر – المساء برس|

أجرى موقع المساء برس حوارًا مع الدكتور عبدالملك عيسى أستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك بجامعة صنعاء، لمناقشة عملية “طوفان الأقصى” ووقعها على كيان الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المجازر الذي يرتكبها الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ومآلات التصعيد الغير مسبوق في فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى احتمالية توسع الصراع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني إلى منطقة الشرق الأوسط، ومشاركة الولايات المتحدة ودول أوروبية في صراع إقليمي، مع الإشارة إلى خيارات إسرائيل في الوقت الحالي.

يرى الدكتور عبد الملك عيسى أن عملية طوفان الأقصى حققت نجاحًا نوعيًا، وأحدثت تأثيرات ملموسة على كيان الاحتلال. وأكد على أن العنف والقتل الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة لا يجلب أي فائدة عسكرية حقيقية للكيان المحتل بقدر ما يثبت عجزه في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وأوضح عيسى أن الدعم الأمريكي والأوروبي لإسرائيل يقتصر فقط على تعزيز روح المعنويات لدى الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الصهاينة، ولا يبدو في الوقت الراهن أن الصراع الفلسطيني الصهيوني سيتسع إلى المنطقة، بسبب عدم استعداد الولايات المتحدة ودول أوروبا للانخراط في صراع واسع النطاق. كما أشار إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في مواجهة حماس وكتائب القسام، وأن أي مؤامرة ضدهم لن تنجح مالم يحدث تغيير في موقف المستوطنين اليهود واستعادة ثقتهم.

فيما يلي نص الحوار كامًلا:

كيف تقرأ عملية طوفان الأقصى وما وقعتها على كيان العدو؟

عملية طوفان الأقصى تُعتبر نجاحًا عسكريًا مذهلاً بكل المقاييس، حيث فاجئت حتى المخططين لها الذين ينتمون لكتائب عز الدين القسام. والعملية لها تأثيرات هامة سواء على الكيان الإسرائيلي الغاصب أو على حركات المقاومة، منها:

١- الإذلال الشديد للجيش الصهيوني الغاصب وكسر هيبته أمام العالم وخاصة أمام المستوطنين اليهود الذين أتوا من دول العالم المختلفة للسكن في الكيان.

٢- سيترتب على ذلك الخوف الشديد من السكن في منطقة غلاف غزة ومنطقة الحدود الشمالية مع لبنان من قبل المستوطنين اليهود حتى لا تتكرر عملية طوفان الأقصى مرة أخرى ضدهم وبالتالي سيترتب على هذه العملية الهجرة العكسية من الكيان إلى الخارج.

٣- الدفع نحو عدم الاعتداء على المسجد الأقصى الشريف من قبل الجنود الصهاينة وعدم توتير الأجواء في الضفة الغربية وستفرض حركات المقاومة على إسرائيل دفع هذا الثمن.

٤- من المؤكد أن أهم تداعيات معركة طوفان الأقصى تبييض سجون الاحتلال من المدنيين الفلسطينيين الأسرى مقابل تسليم الأسرى لدى حركات المقاومة الذي تم أسرهم أثناء العملية.

كيف تنظر إلى العمليات الانتقامية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة؟

عند العجز الإسرائيلي في الرد على المقاومة الإسلامية في فلسطين، وهذا أصبح ظاهر للعيان، لجأت لقتل المدنيين الفلسطينيين اطفال ونساء وشيوخ دون أي عائد عسكري حقيقي، فهي تقع بين سندان حركة حماس في الجنوب ومطرقة حزب الله في الشمال، وبالتالي هي عاجزة عن القيام بأي حركة عسكرية ضد حماس فتقتل المدنيين الفلسطينيين عبر الغارات الجوية، في مخالفة صارخة القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع.

مع المحاولات الغربية الأمريكية لمنع فصائل محور المقاومة الأخرى من المشاركة المباشرة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، هل يمكن أن يتسع نطاق الصراع بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال ليشمل المنطقة بأكملها؟

من المؤكد أن الصراع بين محور المقاومة وبين الغرب الكافر في حالة الدخول البري إلى قطاع غزة، فهناك الردع الإقليمي المتدرج الذي تحدث فيه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله، إذا دخلت إسرائيل إلى غزة بريًا، سيتدخل حزب الله، وإذا تدخلت أمريكا للدفاع عن إسرائيل، سيتدخل عنها أنصار الله والحشد الشعبي في العراق وإيران في المعركة، وبالتالي، قد يحدث تصعيد إقليمي شديد، ولكني أستبعد هذا السيناريو حاليًا لأسباب عديدة، منها عدم استعداد الولايات المتحدة للدخول في حرب إقليمية، وقد يثير قوة الردع لدى إسرائيل مخاوفها من اقتحام قطاع غزة، لذلك أعتقد أن الأمر مستبعد حاليًا.

هل الولايات المتحدة ودول أوروبا على استعداد للانخراط في صراع واسع يشمل دول المقاومة في المنطقة وما دور دول الخليج المتواطئة؟

لا يبدو أن الولايات المتحدة ودول أوروبا على استعداد للانخراط في صراع واسع يشمل دول المقاومة في المنطقة، وإن كل ما تقوم به هذه الدول هو مجرد رفع الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي والمستوطنين الصهاينة، وطمأنتهم بأنهم في أمان ولا حاجة للهجرة العكسية والعودة إلى ديارهم في دول أوروبا وامريكا.

هل تعتقد أن كيان الاحتلال يخطط لمؤامرة جديدة يتعلق بقطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”؟

الكيان الإسرائيلي الغاضب المؤقت، فشل بشكل ذريع أمام حركة حماس وكتائب القسام، وبالتالي، لا يمكن أن تنجح أي مؤامرة ضد حركة حماس أو أي جماعة أخرى بنفس القدر ما لم يتم تغيير وجهة نظر المستوطنين اليهود واستعادة الثقة بهم مرة أخرى.

ما هي وجهة نظرك حول محاولات شيطنة حركة حماس؟

ستفشل كل محاولة شيطنة حماس، وذلك لسبب بسيط بالنسبة للدول الغربية، فحماس مصنفة إرهابية منذ زمن، أما في المنطقة العربية فحماس فصيل مقاوم، وبالتالي من هم مع حماس فيستمرون معها، ومن هم ضدها فقط اتخذوا موقفهم مسبقًا، فلا تأثير ممكن أن تتأثر به حركة المقاومة الإسلامية حماس بشيء فالدعم سيستمر من قبل إيران وحركات المقاومة الأخرى.

 

قد يعجبك ايضا