رجال بأعصاب فولاذية!

عدنان با وزير – وما يسطرون|

يقولون في المقولات الشعبية (فلان يغرق في شبر ميّه) للدلالة على من يرتبك ويتلخبط في أقل المواقف صعوبة ، فما أن تعاكسه جزئية صغيرة أو تصادفه عقبة صغيرة حتى يتلخبط كل كيانه ولا يدر كيف يتصرف ، وأنا للأسف أنتمى لهذا النوع .
لفتتني أمس هذه الملاحظة وأنا أستعرض الضغوطات الرهيبة والتحديات الكبيرة جداً التي تجابه أنصار الله فلا تهز فيهم شعرة أو تثنيهم عن عزمهم الذي يفل الحديد ويمضون نحو غايتهم بكل ثقة وعزم وتصميم .
العالم كله بدوله العظمى وأممه المتحدة يقف في وجههم ويكيد لهم ويمكر عليهم ، الإقليم عن بكرة أبيه يتآمر عليهم بل ويحاربهم فعلياً على كافة الأصعدة ، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واعلامياً ..الخ ، ويحاصرهم ويتفنن في شيطنتهم ويروّج كل الأكاذيب والإشاعات والشائعات على حد سواء للنيل منهم وتشويههم فلا يفت هذا من عضدهم قيد أنملة .
ليس هذا فحسب بل وحتى مرتزقة الداخل من بني جلدتهم يجيشون الجيوش وينشرون الأكاذيب ولا تكل أو تمل أبواقهم الرخيصة في النفخ وبث الترهات للنيل منهم .
والمسألة هنا ليست حرب نفسية أو إعلامية فحسب بل وعلى الأرض فعلياً وبكافة أنواع الأسلحة ، فالإخوان يحتشدون في مارب ، والعفافشة تتكدس جحافلهم على مرمى حجر منهم في الساحل الغربي ، والإنفصاليون أتباع الإنتقالي في عدن ولحج وما حولهما ، والدواعش في أبين وشبوة يتربصون بهم الدوائر ، وليس تعز بخارج عن هذه التماسات المشتعلة ، أما في اليمن الشرقي من حضرموت والمهرة وسقطرى فثم يتمركز السعوديون والإماراتيون والمارينز والبريطانيون وحتى الصهاينة ، وتمخر عباب البحار المحيطة في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر الأساطيل والبوارج والسفن الحربية لتكمل المشهد المخيف .
لا لم ينتهي المشهد بعد بل وحتى في صنعاء ومناطق نفوذهم الأخرى في المحافظات الشمالية هناك ينفث شركاؤهم السموم وينخرون في الصفوف ويفتعلون المشاكل ويحاولون إثارة الفوضى والاضطرابات وتُستنفر طوابيرهم السادسة منتظرة أي غفلة أو استرخاء للانقضاض عليهم وفتح أبواب الحصن المغلقة للخطر المحدق ليستبيح الديار .
كل هذا وهم صامدون متماسكون لا تؤثر فيهم كل هذه الأخطار والهوائل والتهديدات ، بأقل أقل الإمكانيات الذاتية ولكن بالكثير الكثير من الإيمان الراسخ رسوخ الجبال ، وهذا ما يمنحهم كل هذه القوة وكل هذه الثقة وهذا هو وقودهم الدائم والمتجدد والذي لا ينضب .
أي أعصاب فولاذية يمتلكها هؤلاء الرجال ؟؟
إذا كان وفي حادثة معروفة رجل من العهد السابق لم يستطع أن ينام بسبب صاروخ واحد في حادثة (الصالة) المعروفة ، فكيف بمن ينام قرير العين ومئات الآلاف من القذائف الذكية والغبية على حد سواء تمطره ليل نهار وهو لا يتزحزح خطوة واحدة ، وما لم يحصلوا عليه بالصواريخ والقصف والتدمير قطعاً لن يحصلوا عليه بالأكاذيب والأراجيف والشائعات وشتى صنوف الحرب النفسية الأخرى ، ولن يستطيعوا أن يبتزوا الأنصار على طاولات المفاوضات الحالية لأنهم يعرفون ماذا يريدون ولأنهم جبال شماء لا تهزها الرياح العاتية وكفى..

قد يعجبك ايضا