القذيفة المتسكعة ونظام الليزر.. بديل البنتاغون الرخيص لمواجهة المسيّرات اليمنية لن ينجح

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في منتصف يناير الماضي وبعد فشل البحرية الأمريكية في إيقاف الهجمات اليمنية على السفن الممنوع عبورها من باب المندب (الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية) بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منح الجيش الأمريكي شركة (ريثيون) إحدى شركات مجموعة (آر تي إكس)، عقداً بقيمة 75 مليون دولار لإنتاج 600 قذيفة اعتراضية متسكعة من نوع (كويوت 2 سي) أو ما تسمى الذئب المتسكع، التي تعتبر فعالة في تحييد الطائرات بدون طيار وتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها.

هذا الإجراء للجيش الأمريكي جاء بعد تكبد البنتاغون خسائر فادحة جداً كتكاليف تشغيل وذخيرة صاروخية من الدفاعات المتطورة للتصدي للهجمات التي تشنها البحرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية أو التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بفلسطين المحتلة إضافة لاستهداف السفن المملوكة للولايات المتحدة وبريطانيا والتي قررت صنعاء حظر عبورها من باب المندب بسبب العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن الذي بدأ في يناير الماضي بهدف حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي من تعرضه أو تعرض ملاحته البحرية لهجمات من اليمن.

ويهدف البنتاغون إلى إيجاد أنظمة أسلحة رخيصة الثمن وغير مكلفة لمواجهة الهجمات من اليمن التي تتم باستخدام الطائرات بدون طيار التي لا يكلف قيمة الواحدة منها ألفي دولار.

وبعد بحث دقيق في منصات المراكز والمعاهد الأمريكية المهتمة بالشؤون العسكرية وتكنولوجيا الأسلحة، حصل “المساء برس” على معلومات مهمة تتعلق بالتحركات الأمريكية عبر البنتاغون لإيجاد بدائل فعالة وغير مكلفة لمواجهة الطائرات المسيرة اليمنية بدلاً من استخدام الأنظمة التقليدية المكلفة والباهظة الثمن والتي تكلف البنتاغون أكثر من 100 مليون دولار لكل طائرة مسيرة واحدة يتم التصدي لها.

وحسب المعلومات، فإن البنتاغون يمضي في مسارين الأول إنتاج 600 قذيفة متسكعة اعتراضية، وهي عبارة عن صاروخ موجه بالرادار يتم إطلاقه عبر اسطوانة حديدة تشبه منظومة الكاتيوشا ويُطلق عن طريق محرك صاروخي ومحرك توربيني يسمح للقذيفة بالطيران بسرعة عالية ، والثاني نشر نظام ليزر مرتفع الطاقة أو ما يعرف اختصاراً بـ(P-HEL) الخاص بأغرض مكافحة الطائرات بدون طيار، وخلال الأشهر القليلة الماضية قام الجيش الأمريكي باختبار أنواع مختلفة من أسلحة الليزر المخصصة للاعتراض، وهذا النظام فعّال لإعطاب الأجسام المهاجمة التي تسير بسرعة منخفضة كالطائرات المسيرة.

مدى فعالية الأنظمة البديلة؟

من المؤكد أن الأنظمة التي تريد الولايات المتحدة استخدامها لمواجهة الطائرات المسيرة اليمنية قليلة التكلفة لن تكون فعالة في حماية السفن المستهدفة، وذلك لأن القذيفة المتسكعة الاعتراضية هي قصيرة المدى وهي فعالة فقط لحماية السفينة الحربية مثلاً إذا ما تعرضت هذه السفينة لهجوم مباشر، أما أن تستخدم السفينة الحربية هذا النظام لحماية سفينة تجارية بعيدة عنها من هجوم بالطائرات المسيرة فذلك شبه مستحيل، لأن حماية السفينة التجارية من هجوم بالطائرات المسيرة في هذه الحالة يتطلب أن ترافق السفينة التجارية سفينة حربية تحمل نظام القذيفة المتسكعة وهذا بحد ذاته إجراء مكلف للغاية كون تشغيل السفينة الحربية وتحريكها من منطقة إلى أخرى ليس بالأمر السهل ولا المجان، بالإضافة إلى أن من المستحيل أن تتمكن مجموع ما تملكه البحرية الأمريكية ومن معها من سفن حربية في المنطقة من تغطية عدد السفن التجارية المحظور عبورها من باب المندب والبحر الأحمر لمرافقتها خلال دخولها مجال الاستهداف بالطائرات المسيرة على طول الرحلة من البحر العربي حتى البحر الأحمر، وإذا كنا نتحدث عن مئات السفن التجارية التي تعبر يومياً البحر الأحمر، فإن ذلك يعني مئات السفن الحربية التي يجب أن تتواجد في المنطقة بحيث تقوم كل سفينة حربية بمرافقة وحماية كل سفينة تجارية على حده.

أما بالنسبة لنظام الليزر الذي يصدر طاقة عالية موجهة نحو الهدف المهاجم، فإن هذا النظام يمكن استخدامه لإعطاب الجسم المهاجم واحتراق أجزائه عندما يكون في مستوى رؤية ومجال نظام الليزر أي بمسافة قريبة منه وهذا يعني أن نظام الليزر على متن السفن الحربية لا يستطيع تقديم الحماية للسفن التجارية المستهدفة البعيدة عن السفينة الحربية، وكما هو الحال مع نظام الذئب المتسكع، يتطلب الأمر بالنسبة لنظام الليزر أن ترافق السفينة الحربية السفينة التجارية المحتمل استهدافها.

ماذا لو تم تركيب النظام على متن السفن التجارية؟

لأن نظام القذيفة المتسكعة رخيص الثمن ويمكن أن يكون على منصة ثابتة أو متحركة، بما يعني أنه يمكن لسيارة دفع رباعي عسكرية أن يتم تركيب نظام القذيفة المتسكعة على متنها مع عدد قليل من القذائف يصل بالحد الأقصى 10 قذائف، فإن من المحتمل أن يتم تركيب هذا النظام على متن السفن التجارية ذاتها لتقوم بحماية نفسها من أي هجوم تتعرض له بالطائرات المسيرة دون الحاجة إلى طلب المساعدة العسكرية من السفن الحربية، لكن يبقى التهديد بشأن الصواريخ الباليستية والمجنحة اليمنية ضد هذه السفن قائماً، كما أن من الممكن بسهولة للقوات اليمنية أن تبطل مفعول نظام القذيفة المتسكعة على متن السفينة التجارية المراد استهدافها وذلك من خلال تنفذ هجوم مكثف بعدد من المسيرات التمويهية بهدف تشويش واستنزاف المنظومة وجعل مشغليها يطلقون كل القذائف المعشقة ثم وخلال دقائق قليلة لن يكون بمقدور المشغلين سرعة التذخير من جديد حينها يمكن لطائرة مسيرة واحدة فقط أن تضرب السفينة التجارية في أي منطقة في جسم السفينة بما في ذلك المنظومة الاعتراضية ذاتها.

أما بالنسبة لنظام الليزر فإن من المستحيل أن تمنح الولايات المتحدة هذا النظام لتركيبه على متن سفن تجارية حتى وإن كانت هذه السفن مملوكة للولايات المتحدة وذلك خوفاً من كشف أسرار هذه التكنولوجيا وتسربها للمنافسين، ثم إن النظام بحد ذاته باهظ الثمن ويفوق على الأرجح قيمة السفينة التجارية المراد حمايتها، وبالمثل أيضاً فإن نظام القذيفة المتسكعة لا يزال من المستبعد أن تقبل واشنطن بمنح هذا النظام لاستخدامه على وسيلة شحن تجارية فمثل هذه الأسلحة لا تجازف بها واشنطن إلا لحلفائها فقط ولجهات عسكرية رسمية كونها ليست بندقية FN يمكن لأي شخص امتلاكها وشراءها من متجر أسلحة.

مقطع فيديو دعائي لشبكة سي إن إن الأمريكية يستعرض سلاح نظام الليزر

قد يعجبك ايضا