بذكرى تدخل الرياض العسكري في اليمن.. شقيق بن سلمان يدلي باعترافات هامة عن ضربة “بقيق وخريص”

الرياض تهيئ لمواطنيها تقبل فكرة هزيمتها في حربها ضد اليمن

خاص – المساء برس|

اعترف شقيق ولي العهد السعودي، ووزير النفط، عبدالعزيز بن سلمان، بحجم الخسائر الحقيقية وحجم الكارثة التي تعرضت لها السعودية بعد تعرض منشآتها النفطية في منطقتي بقيق وخريص شرق المملكة لضربة عسكرية من قبل القوات العسكرية اليمنية في 14 سبتمبر 2019.

الاعتراف السعودي والذي جاء متزامناً مع ذكرى شن التحالف بقيادة السعودية هجوماً عسكرياً على اليمن، حمل معه عدة رسائل يراها محللون بأن الرياض أرادت منها تهيئة الشارع السعودي لتقبل حقيقة أن الرياض اضطرت للخروج من الحرب على اليمن حفاظاً على ما تبقى لها من منشآت اقتصادية كانت مهددة ومعرضة للاستهداف والتدمير بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة اليمنية وأن ما حدث لمنشأتي أرامكو في بقيق وخريص منتصف سبتمبر 2019 دليل على ذلك وعلى صوابية خروج الرياض من المستنقع اليمني بأقل الخسائر وتقبل فكرة عدم تحقيق السعودية أهدافها المعلنة أثناء شنها للحرب على اليمن في 26 مارس 2015 خصوصاً وأن اعترافات شقيق بن سلمان تأتي في نفس يوم ذكرى الحرب على اليمن 26 مارس 2023.

بن سلمان قال في برنامج “حكاية وعد” الذي بثته قناة إم بي سي السعودية، أن كل شيء يمكن أن ينساه في حياته إلا قصف بقيق وخريص بالنسبة كان يوماً أسود، حسب تصريحه.

وقال بن سلمان أنه عندما رأى الدمار والحرائق الهائلة حين وصل للمنطقة النفطية في الساعة الـ11 ليلاً قال إنه كان حينها في حالة أكبر انكسار مرت عليه في حياته، وفي ذلك اعتراف بحجم الكارثة من جهة واعتراف بأن الضربات على بقيق وخريص بدأت من مساء الليلة الفائتة لـ14 سبتمبر، في حين أن ما تم نشره من صور ومقاطع فيديو كانت منذ فجر يوم 14 سبتمبر وهو ما يعني أن حجم الحرائق التي لم يتم بث صورها وفيديوهاتها كانت أضعاف ما أظهرته الصور والمقاطع المنتشرة.

الاعتراف الثاني لبن سلمان هو أن تنفيذ الهجمات على منشأة أرامكو في بقيق تم خلال 20 دقيقة فقط، قائلاً إنه والمملكة لم يكونوا يتوقعون أن يتم تدمير ما ينتج ويعالج 50% من النفط السعودي في غضون 20 دقيقة فقط، وقال “مشهد هائل حين ترى أنه في خلال 20 دقيقة يشال نصف طاقتك الإنتاجية النفطية”، وهو اعتراف بحجم القدرة العسكرية والدقة الهائلة والسرعة التي وصلت إليها صنعاء في تنفيذ هجماتها على بنك أهدافها المرصودة داخل الجغرافيا السعودية.

أثناء تقديم مذيع البرنامج لتفاصيل ما ستتضمنه هذه الحلقة، أقر المذيع أن الهجمة على أرامكو في ذلك اليوم أوقف نصف إنتاج السعودية من النفط الخام، واصفاً الحدث بأنه سيناريو مرعب وأسوأ سيناريو يحدث في تاريخ صناعة النفط في التاريخ.

الاعترافات التي أدلى بها بن سلمان ورئيس شركة أرامكو، أمين الناصر، شملت أيضاً الإقرار بأن عدد الصواريخ التي ضربت منشآت بقيق وخريص بلغت 25 صاروخاً، في حين كان ما قالته السعودية رسمياً في إعلامها يوم الهجوم أنها تصدت لكل الصواريخ التي كانت متجهة لمنشآتها وأن ما أصاب المنشآت هي عدد قليل من الطائرات المسيرة.

كما اعترف رئيس أرامكو أن الحرائق كانت مشتعلة من كل الاتجاهات واصفاً المنظر بأنه “مروع”، كما قال بن سلمان أن الانتصار في ذلك اليوم كان في إطفاء ذلك الكم الهائل من الحرائق واصفاً أعمال إطفاء الحرائق بأنها أعمال بطولية، في حين اعترف رئيس أرامكو أن عدد الحرائق الضخمة بلغت أكثر من 13 حريق ضخم بالإضافة إلى حرائق صغيرة أخرى منتشرة في بقيق وخريص.

قد يعجبك ايضا