تطور خطير.. سفير العليمي لدى الأردن يعيد شعار “الوحدة أو الموت” للواجهة مجددًا

خاص – المساء برس|

في تطور خطير في مسار الأزمة والصراع المحموم الراهن بين المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، ورشاد العليمي، المدعوم سعوديًا، أعاد سفير الأخير لدى الأردن، علي العمراني، المحسوب على الإصلاح، شعار “الوحدة أو الموت” إلى واجهة المشهد مجددًا، مؤكدًا أن هناك جهات دولية تتبنى مشروع انفصال اليمن الذي يعد أبرز أدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي وسبب الصراع المشتعل حاليًا في أروقة الفصائل المدعومة من دول التحالف.

وأكد السفير العمراني، في مقال له، نشره على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، رفض مشروع الانفصال جملة وتفصيلًا، ما يعيد إلى الأذهان الشعار الذي تبناه نظام صالح بشقيه المؤتمري والإصلاحي “الوحدة أو الموت. وليس ذلك فحسب، بل ذهب إلى أبعد ذلك، حيث اعتبر أن ما عرف بـ”القضية الجنوبية” لم يعد لها أي وجود، مشيرًا إلى أن ثمان سنوات من الحرب “قد جبت ما قبلها، بما في ذلك القضية الجنوبية”، معتبرًا دعوات الانتقالي للانفصال لا تخرج عن سياق ما وصفه بـ”الخيانة الوطنية العظمى”.

ويضيف العمراني، بأن ما أسماها بـ”القضية اليمنية” صارت في كل بقاع الدنيا وكل المحافل هي العنوان والبيان وهي الأعمق والأشمل والأصل ولم يبق من القضية الجنوبية إلا ما يراد به المجاملة والاستغلال لمصالح خاصة أو فئوية”، حد تعبيره، مشددًا على وجود رفض موضوع الانفصال بشكل قاطع ودائم وحاسم، سواء بالحوار أو التفاوض.

ولفت السفير اليمني لدى الأردن، إلى أن الدعم متعدد الأوجه، بما فيه الدعم العسكري والمالي والسياسي، الذي حظي به من وصفهم بـ”الانفصاليون” في إشارة إلى الانتقالي، منذ سنوات جعلهم يرفضون الآن ما كانوا “يتمنون سماعه من قبل”.

وعلى أن القضية الجنوبية، قضية معترف بها من قبل معظم المكونات السياسية، وعلى رأسها تلك التي تشهد خصومة في الوقت الراهن مع الانتقالي الذي يقدم نفسها كحامل ورافع سياسي لها، كحركة أنصار الله، إلا أن إصرار شخصية بارزة تشغل منصبًا رسميًا رفيعًا كالعمراني، على محو القضيةالوجود، بالتزامن مع إعلان العليمي ترحيلها إلى أجل غير مسمى، يشير إلى أن هناك، وفق مراقبين، مخطط تم التحضير له، تقوده السعودية عبر أتباعها، لدفن القضية الجنوبية، وتصريحات العليمي تأتي في سياق كسب المزيد من الوقت والتهيئة لتنفيذ المخطط.

وبحسب مراقبين، فإن هذا المخطط، بدأت معالمه بالبروز، خلال الأشهر الماضية، بداية من حملات التجنيد الواسعة لتشكيل فصيل عسكري مؤدلج يكن بالولاء للسعودية، ومرورًا بالإعلان عن ضمه رسميًا ضمن قوام وزارة الدفاع، ووضع تحركاته تحت إدارة مباشرة من العليمي، المدعوم هو الآخر من السعودية، وانتهاءً ببدء نشر هذه القوات في المناطق الخاضعة لسيطرة الانتقالي، يشير إلى أن ملف القضية الجنوبي تم دفنها، ويجري التحضير للمسات الأخيرة لتشييع القضية بالقضاء على الانتقالي وإزاحته من المشهدين السياسي والعسكري اليمني.

العمراني، في مقاله، لوّح بأن الإمارات تدفع نحو الانفصال عبر أدواتها باعتبارها الداعمة الرئيسة للمجلس، قائلًا: مسألة الانفصال تأتي لتحقيق رغبات خارجية، والبعد الخارجي مؤثر بدرجة كبيرة في هذه المسألة، مستدلًا بحقبة الاستعمار البريطاني ودور الأخيرة في ملف تقسيم اليمن الذي كان “مؤثرًا وفاعلًا وخطيرًا ومرفوضًا وما يزال”.

وبحسب العمراني، فإنه لن يتم القبول بتقسيم البلاد “تحت أي ظرف”، معلقًا على تصريحات العليمي حول الضمانات “الخليجية” للانتقالي حول القضية الجنوبية، بالقول إنه “لا يمكن القبول بتقديم ضمانات من أي جهة خارجية، ويجب رفض أي مفاوضات يكون ضمن أجندتها نقاش موضوع الانفصال”، لافتًا إلى أنه ليس من حق دول الإقليم أو غيرها تقديم ضمانات حول تقسيم اليمن أو الحديث عن ذلك أو التلويح بقبوله.

وتشهد الفصائل الموالية للتحالف خلافات عاصفة، تصاعدت بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، ما يهدد بتفكيك “المجلس الرئاسي” الذي شكلته السعودية في أبريل الماضي بعد الإطاحة بعدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر.

 

قد يعجبك ايضا