ليندركينغ إلى المنطقة لإكمال مسرحية إنقاذ الهدنة

خاص – المساء برس|

يتوجه المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ خلال الأيام القليلة المقبلة إلى منطقة الجزيرة العربية من جديد، يفعل هذا في كل مرة تريد أمريكا فيها تمديد الهدنة المؤقتة في اليمن مع اقتراب موعد انتهاء فترة الهدنة التي نعيش حالياً فترة تمديدها الثانية.

أصبح من الواضح أن أمريكا تستخدم مع اليمن (صنعاء) تكتيك العصا والجزرة، فواشنطن تدفع لعرقلة ملف من ملفات الهدنة المتفق عليها والمنصوصة ضمن الاتفاق حتى إذا جاء موعد تجديد الهدنة وتمديدها يأتي ليندركينغ إلى المنطقة ليقدم نفسه وبلاده على أنها المنقذة للهدنة وأن أمريكا لولاها لما تم تمديد الهدنة التي دفعت للتوقيع عليها هي بنفسها لحاجتها لهذه الهدنة أكثر من غيرها لأسباب تتعلق بأمن الطاقة واستمرار فعالية العقوبات المفروضة على روسيا، فلو أن الهدنة لم تتم لاستمرت صنعاء بقصف العمق السعودي بالباليستيات والمسيّرات والمجنحات لضرب عصبها الاقتصادي المغذي لحربها على اليمن وبالتالي التأثير على إمدادات الطاقة وارتفاع أسعار النفط والغاز وهو ما سيصب في مصلحة روسيا.

وكي لا يتم توسيع الهدنة بما يشمل ملفات إنسانية إضافية مثل تحييد الاقتصاد وتسليم مرتبات موظفي الدولة ورفع الحصار الكلي عن اليمن، تدفع واشنطن للإخلال بتنفيذ بنود الهدنة أو تنفيذها بشكل منقوص كما هو الحال بالنسبة للرحلات الجوية المدنية من مطار صنعاء الدولي وكما هو الحال أيضاً بالنسبة لسفن المشتقات النفطية التي لم يدخل منها ولا سفينة واحدة منذ بدء سريان فترة التمديد الأخيرة للهدنة التي تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، وقبيل انتهاء فترة تمديد الهدنة ومع بقاء رغبة واشنطن وحاجتها لتمديد الهدنة أطول فترة ممكنة تبعث بمبعوثها إلى المنطقة ليطلب من الرياض تنفيذ البنود المنصوص عليها في الهدنة والتي لم يتم تنفيذها أو إكمال التنفيذ المنقوص لبعض البنود وذلك مقابل قبول صنعاء تجديد تمديد الهدنة في الوقت الذي يفترض فيه أن لا يتم تمديد الهدنة إلا بتوسيعها بحسب ما تم الاتفاق عليه، فالهدنة كانت مبنية على أنها خطوة أولى نحو إنهاء الحرب نهائياً ورفع الحصار على اليمن وليس الغرض منها إبقاء اليمن في حالة اللاسلم واللاحرب.

الثلاثة الأسابيع المقبلة سيكون فيها ليندركينغ متواجداً في كل من الإمارات والسعودية وسلطنة عمان وسيلتقي هناك بأمراء الحرب المباشرين على اليمن وفي سلطنة عمان سيلتقي بشكل مباشر أو عبر الوسيط العماني بكبير مفاوضي صنعاء محمد عبدالسلام، والغرض تمديد الهدنة والزعم بأن جهوده هدفها حث الأطراف على تكثيف المفاوضات التي يستخدمها التحالف وواشنطن كمهدئات تخديرية لصنعاء كي لا تقرر عدم تمديد الهدنة، وحسب البيت الأبيض اليوم، فإن “الزيارة التي تبدأ الخميس ستهدف للعمل بإلحاح ومرونة، و اتخاذ الخطوات اللازمة لتمديد وتوسيع الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة”، ثم بعد أن يتم تمديد الهدنة يغادر ليندركينغ إلى واشنطن ويرفض التحالف تنفيذ ما عليه من بنود مكتملة ثم إذا اقترب موعد نهاية الهدنة يعود ليندركينغ من جديد لتكرار السيناريو ذاته.

قد يعجبك ايضا