لماذا قدم وفد عسكري إيراني إلى صنعاء؟

تقرير: علي الشراعي| متابعات – المساء برس|

قبل ست سنوات كانت عاصمة اليمن صنعاء تواجه اخطر مؤامرة اقليمية ودولية وترجمت تلك المؤامرة لحرب على أرض الواقع لإسقاطها تحت ذريعة استعادة السلطة والحكم وشاركت فيها قوى محلية واطراف عربية وخارجية تمثلت بدعم لوجستي عسكري ومادي وبشري وإعلامي .

فمع خروج القوات المصرية من اليمن بعد نكسة 5 يونيو 1967م . وحدوث انقلاب 5 نوفمبر1967م . ومن نتائج الانقلاب إقصاء الرئيس المشير عبدالله السلال وحكومته وتشكيل رئاسة جديدة للدولة والحكومة بديلة ذات سياسة وتوجه مختلف عن سابقتها وتولى القاضي عبدالرحمن الارياني سد الحكم تعرض الصف الجمهوري للتصدع والانقسام وعلى أثر ذلك استغلت هذا الأحداث فلول الملكية وبمساندة دول عربية واجنبية للملكيين ومن ضمن الداعمين للإمام البدر الكيان الصهيوني محاولين الاطاحة بثورة 26 سبتمبر واسقاط النظام الجمهوري بحصار العاصمة صنعاء والذي استمر قرابة سبعين يوما (28 نوفمبر 1967- 7 فبراير 1968م ) .

استمرارية الثورة

ورغم انتصار الثورة ودحر الملكية وفك حصار صنعاء وتثبيت النظام الجمهوري واستمرارية الثورة ظلت الجمهورية العربية اليمنية طيلة ست سنوات تواجه معوقات ومشاكل داخلية كادت ان تعصف بسفينة ثورة 26 سبتمبر وتعيقها عن تحقيق اهدافها حتي استطاع المقدم ابراهيم الحمدي تولى منصب القيادة وقيامه بحركة 13 يونيو 1974م . ليعيد مسار الثورة نحو تحقيق اهدافها والنهوض باليمن بشتى المجالات الداخلية والخارجية . وخلال قيادة الحمدي استطاع ايجاد علاقات دولية وان يستعيد مكانه اليمن على المحيط العربي والدولي ويتضح ذلك من خلال زياراته الخارجية او الوفود الرئاسية وغيرها التي زارت اليمن وتنظيم المؤتمرات الاقليمية ذات الأبعاد والأهداف الاستراتيجية الكبيرة . فقد شكل بداية عام 1977م تاريخ فارق في السياسة اليمنية الخارجية والعلاقات الدبلوماسية المتعددة مما يدل على ان اليمن صارت تلعب دور هاما ومحوريا في المحيط العربي والدولي . ويتضح ذلك من خلال زيارتي رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة والوفد العسكري الايراني وانعقاد مؤتمر البحر الأحمر بمدينة تعز .

مناورة عسكرية

في 13 مارس 1977م وبعد يوم واحد من زيارة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة لليمن نفذت قوات العمالقة مناورة عسكرية كبرى نفذها اللواء الاول عمالقة . وقد شهد المناورة المقدم ابراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة والقائد العام للقوات المسلحة و ضيف اليمن والمقدم أحمد حسين الغشمي نائب القائد العام ورئيس هيئة الاركان . والقاضي عبدالله الحجري وعدد كبير من المسؤولين واعضاء السلك الدبلوماسي . حيث اشتركت بالمناورة إلى جانب المشاة القوات الميكانيكية (مدرعات ومدفعية وقاذفات صواريخ مختلفة ) وسرب من الطائرات القاذفة وقوات الانزال الجوي واشتركت فيها ايضا القوات الملحقة المدعمة .

القوات العربية

وقبل بدأ المناورة القى المقدم عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة وعضو اللجنة العليا لتصحيح كلمة ترحيب بالضيف الكبير لليمن رئيس دولة الامارات المتحدة والوفد المرافق له . مؤكدا لسمو الضيف ( ان هذه التربة التي تقف عليها- يا سيادة الضيف الكبير- اليوم هي أرضكم وهي منطلق العروبة ومصدرها ونحن لا نعتبركم ضيوفا فأنتم في بلادكم وبين اخوانكم ….. وانتم تشهدون هذه المناورة انما تشهدون ابطالا من ابطال القوات المسلحة اليمنية سيكونون كما هم بالفعل حماة اشداء ليس لليمن فحسب وانما لكل الدول العربية حينما تتعرض لأي عدوان يستهدف حريتها وكرامتها واستقلالها وان القوات المسلحة اليمنية في ظل حركة 13 يونيو التصحيحية جزء لا يتجزء من القوات العربية تعادي اعداء الأمة العربية وتستبسل من أجل الدفاع عن الكرامة والعزة العربية ) .

الشعب المؤمن

وبعد انتهاء المناورة القي الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي خطابا فيه مرحبا بضيف اليمن والوفد المرافق له وشكره للقوات التي شاركت بالمناورة على مستواها العالي والذي يدل على التدريب والاعداد الجيد . (… اخواني أبطال القوات المسلحة والأمن اذا كنا اليوم نحتفل في ذمار يهذه المناورة تعبيرا باسم القوات المسلحة والأمن عن ابتهاج اليمن حكومة وشعبا بزيارة أخ كريم عزيز علينا جميعا فإنما لنعبر بأننا جميعا جسم واحد نعمل من اجل خدمة وطننا الصغير اليمن ومن أجل وطننا الكبير الوطن العربي كله …) . كذلك ادلي رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بتصريح عقب مشاهدته المناورة اشاد فيه بما رآه من هؤلاء الابطال الذين شاركوا بالمناورة وقال : ( ان هذا العمل يفتخر به كل عربي سواء كان في اليمن أو في أي قطر من أرض العرب … أرجو لليمن تحت قيادة الاخ الرئيس والقائد العام المقدم ابراهيم الحمدي وفي ظل العصر الجديد كل خير لهذا الشعب المؤمن المعروف بشجاعته وأبائه منذ أقدم العصور ) .

تحقيق الهدف

وقد اتسمت هذه المناورة حسب شهادة من حضرها من القادة والخبراء العسكريين بالنظام والدقة في جميع مراحلها , كما اثبتت قدرة المقاتل اليمني على خوض أشرس المعارك وتطويعه لما يمتلك من أسلحة حديثة معقدة . وأثبتت ايضا تلك المناورة التعاون الصادق بين وحدات القوات المسلحة وصولا إلى تحقيق الهدف الذي اعلنته ثورة 26 سبتمبر 1962م وسعت إلى تحقيقه حركة 13 يونيو 1974م وهو بناء الجيش الوطني القوي القادر على اداء مهماته الوطنية والقومية في كل زمان وفي كل مكان .

الوفد الايراني

ومع مطلع شهر ابريل من نفس العام 1977م وصل المشير غلام رضا ازهاري رئيس هيئة الاركان الايراني على راس وفد عسكري ايراني لزيارة بلادنا واجراء مباحثات عسكرية رسمية لتدعيم التعاون بين القوات المسلحة الايرانية وقواتنا المسلحة . وخلال استقبال الاخ الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي بمكتبة للمشير غلام رضا وبحضور المقدم أحمد الغشمي نائب القائد العام . واثناء المقابلة نقل المشير غلام رضا رسالة شفوية لرئيس الحمدي من جلاله الإمبراطور محمد رضا بهلوي شاه ايران . وقد منح الرئيس المقدم ابراهيم الحمدي المشير غلام رضا ازهاري وسام مارب من الدرجة الثالثة . من جانبه استقبل الاخ عبد العزيز عبدالغني عضو مجلس القيادة ورئيس الوزراء الضيف الايراني وحضر المقابلة المقدم علي الشيبة نائب رئيس هيئة الاركان للشؤون العسكرية وسعادة سفير الامبراطورية الايرانية والملحق العسكري بصنعاء .وقد اعد للضيف الايراني والوفد المرافق له برنامج لعدد من الزيارات منها زيارة لواء الحديدة والقوات البحرية وزيارة لواء تعز والمركز الحربي وزيارة القوات الجوية وقوات المظلات والكلية الحربية وكذلك زيارة مصنع الغزل والنسيج بصنعاء . وفي الخامس من ابريل 1977م عقد جلسة مباحثات رسمية بين الجانب اليمني والجانب الايراني حيث راس الجانب اليمني في المباحثات المقدم أحمد الغشمي نائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان .

المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

قد يعجبك ايضا