انقلاب في تعز من المحافظ واقتراب المواجهة العسكرية الشاملة.. تقرير لخارطة الوضع

تعز – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

يتعرض حزب الإصلاح لضغوط هائلة من قبل أطراف إقليمية يهمها ألا تسيطر الإمارات على مديريات الحجرية – الريف الجنوبي الغربي لمحافظة تعز – المطلة بمرتفعاتها الجبلية على مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وجنوب الساحل الغربي لليمن.

بسبب هذه الضغوط بدأ الإصلاح يتحرك بهدوء في بادئ الأمر حتى استطاع تشكيل قوة عسكرية توغلت داخل الحجرية، وحالياً الخارطة العسكرية للإصلاح في الحجرية تتمثل وفق مصادر موثوقة في تعز بالتالي: السيطرة على مدينة التربة عبر الشرطة العسكرية وبعض من قوات اللواء الرابع مشاة جبلي، وعلى جبل صبران، وأجزاء متفرقة من مديرية الشمايتين، بالإضافة إلى أن الإصلاح كان قد استطاع تحقيق اختراقات كبيرة داخل اللواء 35 مدرع لكنه لم يستخدمها حتى الآن كي لا يكشفها، إضافة لكل ذلك تفيد المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” اليوم، أن الإصلاح يدفع بتعزيزات عسكرية إلى منطقة البيرين.

وبالإضافة إلى ذلك تجدر الإشارة إلى حجم القوة العسكرية التي يستند عليها الإصلاح في تعز بشكل عام والتي تتمثل بالتالي: قيادة محور تعز بالكامل بيد الإصلاح بما في ذلك الألوية العسكرية التابعة للمحور، يضاف إلى ذلك قوات اللواء الرابع مشاة جبلي والذي يشكل معظمه المجاميع المسلحة التي كانت تقاتل مع التحالف في الجبهات الحدودية والتي سبق ودعاها القيادي بالإصلاح والمتواجد حالياً في تركيا حمود سعيد المخلافي إلى ترك الجبهات الحدودية والعودة إلى تعز للدفاع عنها، وفور عودتها تم تشكيل قوة عسكرية في اللواء الرابع مشاة وقوات أنشئت لها معسكرات متفرقة داخل الحجرية وبالقرب منها، بالإضافة إلى قوات الشرطة العسكرية، وقوات الأمن في مدينة تعز.

انقلاب شمسان

محافظ تعز نبيل شمسان قلب موازين القوى في تعز، فبدلاً من أن كان موالياً للتيار المحسوب على الإمارات “تيار اللواء 35 مدرع والمؤتمر واليساريين المناهضين للإصلاح” إلا أن موقفين صدرا عنه يومي أمس وأمس الأول تمثلا بإشرافه على عملية الاستلام والتسليم الشكلية بين القائم بأعمال قائد اللواء 35 مدرع، أركان حرب اللواء عبد الملك الأهدل، وبين عبدالرحمن الشمساني القائد الجديد للواء الذي عينه نائب هادي، علي محسن الأحمر، وهو ما اعتبره البعض بمثابة الانقلاب على المؤتمر وعلى الحجرية وعلى التيار المناهض للإصلاح، كون شمسان من قيادات المؤتمر وما حدث يعتبر اصطفافاً واضحاً إلى صف الإصلاح وتيار تركيا وقطر الداعم للإخوان المسلمين، ولعل ما يؤكد هذا الانقلاب من قبل المحافظ شمسان، تدخله أمس الأول في وقف تقدم قوات اللواء 35 مدرع أثناء الاشتباكات التي اندلعت ضد قوات اللواء الرابع مشاة جبلي وحقق فيها اللواء 35 تقدماً كبيراً في مدينة التربة، وكاد أن يستعيد السيطرة عليها لولا تدخل المحافظ شمسان الذي أوقف الاشتباكات.

وبدت عملية الاستلام والتسليم شكلية حيث لم تتم داخل مقر قيادة اللواء 35، ففي بلاغ نشره ضباط اللواء 35 مدرع المناهضين للإصلاح وتم نشره في الصفحة الرسمية للواء في الفيس بوك، فإن أطقماً عسكرية أخذت الأهدل من المنزل الذي كان يتواجد فيه بمدينة التربة ونقلته إلى مقر القوات الخاصة في منطقة الخيامي وهناك تم التوقيع على محضر استلام وتسليم بين الاهدل والشمساني – القائد الجديد – بحضور المحافظ وبحضور قائد قوات الامن الخاصة، وحسب البلاغ الصادر من ضباط اللواء الذين اعلنوا رفضهم لما حدث، فإن الاستلام والتسليم تمت تحت الإكراه.

ضباط اللواء الرافضين للشمساني، طالبوا المحافظ بتنفيذ قراراته السابقة وقرار رئيس هيئة الأركان القيادي المؤتمري صغير بن عزيز والذي كان قد قرر بوقف التغييرات في اللواء 35 مدرع والإبقاء على الوضع السابق.

وبالعودة إلى خارطة الوضع العسكري في تعز بشكل عام، وبمقابل حشد الإصلاح الآنف الذكر، أفادت معلومات حصل عليها “المساء برس” من مصادر مقربة من التيار الموالي للإمارات بأن القيادي السلفي عادل عبده فارع، المعروف باسم أبو العباس، بدأ يحشد مجاميعه المسلحة “كتائب أبو العباس” في منطقة الكدحة، وبالإضافة لذلك هناك مجاميع مسلحة تابعة لطارق صالح في الساحل الغربي تفيد التسريبات السابقة إنها بدأت بالتوافد إلى الحجرية وما هو مؤكد هو قوات طارق ستقاتل في تعز إلى جانب اللواء 35 مدرع.

مجمل الوضع يشير إلى أن المواجهة العسكرية الشاملة تقترب أكثر من المتوقع، فالإصلاح وبدفع تركي مطالب أكثر من أي وقت مضى بسرعة الانقضاض على الحجرية وقطع يد الإمارات منها قبل أن تحدث أي تغيرات على المشهد تغير من خارطة وموازين القوى لدى الطرفين على الأرض.

قد يعجبك ايضا