إلى أين يذهب الحوثيون في حربهم ضد السعودية .. الشواهد مثيرة

هاشم يحيى-وما يسطرون-المساء برس| يوما بعد الآخر تتزايد فعاليةالضربات التي تصعق بها قوات الحوثيين البدائية في كل شيء ما عدا النتائج، واحدة من أغنى دول العالم وأقواها تسليحا، ودعما لوجستيا، وتكتيكيا على أرقى مستوى، حيث تتسابق الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة في تقديم خدماتها للمملكة السعودية، التي في المقابل يزداد وضعها حرجا وتأزما.
تغيرت معادلة الحرب بين البلدين، ويكفي أن نقول حرب بين البلدين لكي نعرف التطورات على الساحة الميدانية والعسكرية، لأنه وبحسبة بسيطة نستطيع أن نعرف من خلالها حجم الخسار المالية التي تتكبدها المملكة السعودية يوميا. مقابل من تصفهم متمردين.
ووفقا لمراكز دراسات أمريكية خاصة بقواعد الحرب والاشتباك تنفق المملكة يوميا في حربها في اليمن ما لا يقل عن مأتين مليون دولار يوميا، وهو مبلغ ليس بالبسيط، ولا بالأمر الهين لا سيما وأن الحرب في اليمن انعكست بصدى مؤثر وكارثي على اقتصاد المملكة السعودية، وما التدابير الاقتصادية التي اتخذتها المملكة خلال السنوات الأخيرة من اعتقال للتجار ورفع للأسعار وترحيل للعمال ورفع الدعم عن خدمات كانت تقدم للمواطن السعودي مجانا، إلا واحدة من الشواهد المثيرة التي تحدثنا وتجيب عن تساؤلنا.. إلى أين يذهب الحوثيون في حربهم ضد السعودية.
بالأمس اشتكت الشرعية التحالف إلى مجلس الأمن وهو الذي ناصرها ضد الحوثيين قبل أربعة أعوام، وشمر الخليجيون سواعدهم لمؤازرتها للعودة إلى صنعاء، والنتيجة أن الشرعية باتت اليوم في المواقف أقرب للحوثيين منها إلى التحالف، وهو أمر غير مستبعد أن تقوم الشرعية بطلب النجدة من الحوثيين، لأنهم أثبتوا أنهم أقوى من التحالف أولا، وأنهم أكثر وفاءا بعهودهم لا سيما وصنعاء تستقبل يوميا عشرات الضباط والأفراد، الذين قاتلوا في صفوف الشرعية والتحالف، دون أن يلحق بهم أي أذى.
وفي المقابل فإن طائرات التحالف اليوم تضرب جنود وقيادات الشرعية، باعتبارها وفقا للتحالف ترعى الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
خلاصة الأمر أن اليمن تاريخيا لم تخترق إلا من الداخل، وفي مرحلة معينة يتكاتف اليمنيون جميعا الذين كانوا مع الغزاة، والمواجهون للغزو، ليسطروا ملحمة تاريخية ضد الغزاة تبكي لها الأحجار والصحاري، والغزاة أنفسهم مئات السنين. والتحالف بقيادة السعودية والإمارات لن يستطيع وفقا للاستقراء التاريخي اليمني أن يسجل استثناءا من هذه القاعدة.

قد يعجبك ايضا