قبل اغتياله بأشهر.. أصدر الصمّاد تكليفاً بشأن حزب الإصلاح
المساء برس – خاص| كشف الأديب والكاتب الصحفي المعروف أحمد ناجي أحمد، عن توجيهات وجه بها الرئيس الراحل صالح الصماد في أحد اجتماعاته بشريحة الكتاب والشعراء والأدباء والمثقفين اليمنيين في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، وأن هذه التوجيهات تخص حزب الإصلاح.
وأكد الكاتب محمد ناجي، في مقال مطوّل نشرته صحيفة الثورة الرسمية السبت الماضي، أن الرئيس الراحل في أحد لقاءاته بجمع من المثقفين وكان من بينهم الكاتب إلى جانب الدكتور حمود العودي والشاعر محمد المنصور وآخرين، كانت رسالته هي رغبة في أن يقوم المثقفون بدورهم في خلق تقارب بين القوى اليمنية، وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح.
مؤكداً بالقول: “بل إنه يرى أن المصالحة مع تجمع الإصلاح ستؤدي إلى ترميم الشروخات الوطنية، وإلى تسوية وطنية يكون فيها الوطن والسيادة والوحدة هو الأساس والبقية تفاصيل”.
وأكد الكاتب أن التحالف اغتال الشخصية اليمنية السياسية الذي كان بخطابه العقلاني “أحد ممكنات التقارب والتسوية الوطنية بين فرقاء الوطن”.
وكشف الكاتب أن الرئيس الراحل صالح الصماد كلف الأدباء والمثقفين بالعمل على خلق توافق وتقارب بين القوى اليمنية، أثناء كلمة ألقاها أمامهم بمناسبة “عيد الثورة اليمنية الـ55 من ثورة 26 سبتمبر 1962م”، ونظراً لأهمية ما ورد في كلمة الصماد، يعيد “المساء برس” نشر مقالة الكاتب الذي أورد تفاصيل الكلمة المهمة بشأن ثورة 26 سبتمبر والدور السعودي في وأدها منذ قيامها حتى اليوم.
“في كلمته بمناسبة عيد الثورة اليمنية ال55 من ثورة 26 سبتمر 1962م ،التي ألتي ألقاها في القصر الجمهوري بصنعاء ،وبُثَتْ في الفضائيات ونشرتها الصحف –بدأها “بتحية الثورة والجمهورية ،تحية الصبر والصمود والثبات والعنفوان اليماني بوجه العدوان السعودي الأمريكي الظالم…” مستلهما من ثورة 26سبتمر الكثير من الموجهات “كثيرة هي الدروس والعبر التي نستلهمها من ثورة 26 سبتمبر 1962م وفي مقدمة تلك الدروس :قدرة شعبنا اليمني ورجاله الأحرار على تحديد المعوقات والظروف السيئة ،السياسية والاجتماعية والاقتصادية لصنع التغيير والتحولات التاريخية ،والبحث عن شروط أفضل للحياة الحرة الكريمة ،التي كان ولا يزال يتطلع إليها كل أبناء شعبنا اليمني الحر الكريم “.
أكد الصماد في كلمته تلك على نجاح ثورة ال26 من سبتمبر “في وضع شعبنا اليمني على مسار التغيير والتطور نحو آفاق جديدة ” متحدثا عن المؤامرات والتحديات التي واجهت الثورة اليمنية من أجل حرف مسارها ،وتفرغها من محتواها الوطني والاجتماعي والاقتصادي شمالا وجنوبا .
فأهداف الثورة اليمنية المتمثلة بالتحرر من الاستبداد والاستعمار،وتحقيق نظام جمهوري عادل ، وبناء جيش وطني قوي ، وتحقيق الوحدة اليمنية الخ ،كل تلك الأهداف كانت السعودية وما زالت تشن حربها كي لا تتحقق هذا الأهداف ،فلا ينشأ بجوارها نظام جمهوري ديمقراطي وحدوي ،وهي النظام الرجعي المتخلف المستبد بحسب تعبيره .
لهذا استهدفت السعودية الجيش من خلال تفكيكه بحجة إعادة الهيكلة ،واستهدفت الوحدة بتقسيمها إلى دويلات أقاليمية تكون فيها الدولة الاتحادية التي يزعمونها مجرد لافتة فخرية لتناحر الأقاليم ،وإنهاكها بالاحتراب المحلي ،والدعم الأمريكي السعودي !
لقد استهدفت السعودية المشروع التحرري في المنطقة العربية بشكل عام ،وفي اليمن على وجه الخصوص ،بعد أن كان هذا المد الثوري قد حرك الجماهير العربية في الظهران عام 65م ! بل وفي عمق الأسرة السعودية المالكة ،حين تشكل تنظيم الأمراء الأحرار ،وطالبوا بقيام مملكة دستورية ،متحررة من القواعد الأمريكية !
حاربت السعودية كل مشاريع التطور ،التي حملتها ثورة سبتمبر “كل هذا الاستهداف للثورة والنظام الجمهوري في اليمن لم يكن ترفا من النظام السعودي ،بل كان يرى في نجاح ثورة ال26 من سبتمبر خطرا يهدد نظامه المتخلف ،وكلما نجحت الثورة في تقديم أنموذجا في البناء والتغيير والديمقراطية كلما وقع النظام السعودي الديكتاتوري المستبد المتخلف في مأزق أمام شعبه الذي ينشد التغيير و الانعتاق ” من استبداد أسرة سلبت الجزيرة العربية مقدراتها وثرواتها وأمنها القومي وأهدافها .
ورغم كل المحاولات في وأد الثورة السبتمبرية وأهدافها إلاَّ أن السعودية لم تستطع إطفاء الروح الثورية للشعب اليمني.بحسب تعبيره .
هذا الشعب اليمني “الذي عاد من جديد ليسقط ذلك الامتداد للهيمنة السعودية على القرار اليمني ” فكان خروجه في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م “ليمسح الغبار من على أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي تركتها عواصف الرمال الخليجية ،ليعود وهج شعاع تلك الأهداف ليعمي أبصار آل سعود ،فيغامرون من جديد لوأد المشروع التحرري مستقوين بقوى الاستعمار وفي مقدمتهم أمريكا ” ويستعينون بأشباههم من قفازات أمريكا في المنطقة العربية والإسلامية.
يرى الصماد في كلمته الثورية السبتمبرية أن التاريخ اليمني المعاصر شاهد على خلود ثورة 26 سبتمبر،و “على حيوية هذا الشعب وقدرته على الإبداع والتطور ،ومقاومة المشاريع المشبوهة للقوى الخارجية ،وفي ظل أصعب الظروف والتعقيدات الداخلية والخارجية ”
إن أهداف 26سبتمبر هي برنامج عمل متجدد وشاهد نضال دؤوب وتضحيات جسيمة وآمال عريضة .بحسب تعبير الصماد .
فثورة 26سبتمبر1962م “العظيمة والخالدة “وفق وصفه ،ليست استبدال نظام سياسي بآخر ،أو علم بعلم ،أو استهداف لشريحة اجتماعية لتحل بدلا عنها شريحة أخرى ،بل الثورة “حركة تغيير وتطوير للواقع نحو الفضل ،وفي شتى مناحي الحياة ،وبما يحافظ على هوية الشعب نوألمة وموروثها الحضاري ،الثورات العظيمة تعني أيضا حركة بناء ونضال مستمر ضد العصبيات والأنانيات والمصالح الشخصية والفئوية والحزبية والمناطقية ،والثورة دائما هي عمل ومسؤولية وفكر حر يرفض التبعية والوصاية الأجنبية ،وهي ثورة في الوعي الوطني باتجاه كل ما هو إنساني وقيمي “.
نعم الثورة كما يراها الصماد في كلمته “دوما مبادرات إيجابية لصالح الوطن والمواطن ،وبرامج عمل وتفان وإيثار وتضحيات من أجل مصالح الشعب العليا “.
لقد وقف النظام السعودي ضد ثورة سبتمر كأهداف ستة ، محاربا ضد التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما ،وضد إقامة نظام جمهوري عادل ،وضد إزالة الفوارق بين الطبقات،وضد بناء جيش وطني قوي ،وضد تحقيق الوحدة اليمنية ،وأراد الاستعمار البريطاني أن يفر ض السعودية وكيلا له على جنوب الوطن كشرط لجلائه ،لكن الأحرار اليمنيين رفضوا تلك الشروط ،فاستمرت السعودية والغرب يتحينون كل فرصة ، مستخدمين اليمنيين ضد بعضهم ، ومؤججين لكل النعرات المناطقية والطائفية والمذهبية ،كي تستمر هيمنتهم وتدخلاتهم في الشأن اليمني .
في كلمته تلك الخالدة بلغتها وقيمها الوطنية والثورية ،دعا الصماد كل الفرقاء اليمنيين للمصالحة الوطنية ،و قال بأن توقف سقوط الصواريخ على السعودية مرتبط بتوقف السعودية عن قتل اليمنيين بطائراتها ، وبسط يده من أجل ” السلام الشامل والعادل ،الذي يحفظ لليمن وشعبه كرامته واستقلاله وتضحياته”.