فضيحة ثانية: عبدالملك المخلافي يحذف تغريدة مثيرة للجدل وضد التحالف

المساء برس – خاص| حذف وزير الخارجية في حكومة هادي “عبدالملك الخلافي” تغريدة كان قد نشرها في وقت سابق ظهر اليوم بصفحته على تويتر وقال فيها إن موقف دول الخليج من الضربة الغربية ضد سوريا لا يعبر عن موقف اليمن وحكومته الشرعية الرافضة للضربة والتدخل الخارجي في سوريا.
ورصد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للوزير المخلافي رفض فيها باسم “حكومة الشرعية والشعب اليمني” الضربة الثلاثية الغربية ضد سوريا فجر أمس السبت، وأكد الناشطون أن المخلافي حذف التغريدة في وقت لاحق بالتزامن مع نشره تغريدة أخرى رداً على ما تناقله ناشطون بشأن تعاطيه جرعة دوائية، حسب وصفه، أثناء انعقاد القمة العربية في الظهران شمال المملكة السعودية عصر اليوم، والتقطه عدسات الكاميرا وهو يخرج منديلاً من جيبه ثم التقم شيئاً كان يحفظه في المنديل، وقد هاجم ناشطون في الإصلاح المخلافي وزعموا أنه تعاطى “الشمّة” وهو نوع من التمباك الجاف، أثناء إلقاء العاهل السعودي كلمته وفي الفقرة التي كان يتحدث فيها عن اليمن.
ورصدت مواقع إخبارية ما نشره ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر من تغريدة للمخلافي أعلن فيها موقف “الشرعية” من الضربة الغربية ضد سوريا.
وقد نصّت تغريدة المخلافي: “نعتبر الضربة ضد سوريا عدواناً سافراً وهذا موقفنا القومي والعروبي ولن نحيد عنه كيمنيين وتأييد أشقاءنا في دول الخليج للضربة وفقاً لحسابات إقليمية لا يعني أن الشعب اليمني وحكومته الشرعية تؤيدها أيضاً وأي تدخل خارجي ضد أي بلد عربي أمر مرفوض ولا ينبغي الصمت حياله ونؤكد أن الحوار أساس الحل لسوريا”.
وفيما اعتبر ناشطون أن تغريدة المخلافي مزورة وغير حقيقية إلا أن “المساء برس” رصد منشورات عدد من الناشطين نشروا صوراً عدة للتغريدة في أوقات مختلفة وبأعداد مختلفة من اللايكات وإعادة التغريد، الأمر الذي ينفي أن تكون التغريدة مفبركة حسب اعتقاد البعض.
ومما يؤكد صحة التغريدة التي جرى حذفها في وقت لاحق تفاعل عدد من الناشطين والسياسيين البارزين في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي ينتمي إليه الوزير المخلافي والذين بدورهم أشادوا بالتغريدة واعتبروا موقف المخلافي والشرعية تجاه الضربة الغربية ضد سوريا هو موقف مشرف وشجاع وخصوصاً أن هذا الموقف كان مخالفاً لمواقف دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات واللتين أيدتا الضربة ومولتها بالأموال الخليجية.
ولاقت تغريدة المخلافي انتشاراً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي في أوساط الناشطين خاصة وأنها تأتي كأول موقف رسمي معلن من قبل “حكومة الشرعية” تجاه الضربة الغربية على سوريا، ففي الوقت الذي علّقت مختلف الدول العربية بعضها أيدت وبعضها رفضت الضربة ظل موقف حكومة هادي صامتاً ولم يعلّق على المستجدات في سوريا، وفي الوقت ذاته أيضاً علّقت حكومة الإنقاذ بصنعاء وقيادات في جماعة أنصار الله على ضربة واشنطن وباريس ولندن على سوريا واعتبرت خارجية حكومة الإنقاذ الضربة بأنها اعتداء على سيادة بلد عربي له كامل الحرية والاستقلالية والسيادة واعتداء على دولة هي عضو في الأمم المتحدة، وتمثل، أي الضرب، عدواناً صارخاً على الشعب السوري وحكومته وقيادته.
ووسط تتابع المواقف الدولية والعربية تجاه ما تعرضت له سوريا، بقيت حكومة هادي صامتة وفضّلت عدم إبداء أي موقف، وهو ما دعى البعض للتساؤل والترجيح بأن الصمت من قبل حكومة هادي على ضرب سوريا قد يكون له علاقة بالوضع الذي تعيشه “الشرعية” في السعودية، وأن أي موقف معلن قد يؤثر على القيادات المقيمة في الرياض في حال انحازت “الشرعية” للمواقف القومية والعروبية وأعلنت رفضها قصف سوريا واعتبرت ذلك عدواناً على بلد عربي، كما أنها قد تواجه سخطاً شعبياً من الشارع اليمني في حال أعلنت تأييدها إلى جانب دول التحالف السعودي الإماراتي للضربة الغربية ضد سوريا.
وقد كان صمت حكومة هادي على المستجدات في سوريا، مدعاة للتساؤل حول الوضع الذي تعيشه “الشرعية” في السعودية، كما أن البعض ذهب للقول إن على حكومة هادي أن تبدي موقفاً صريحاً وواضحاً من الضربة الغربية ضد سوريا “حتى يؤكدوا للشعب اليمني أن الشرعية ليست خاضعة للإقامة الجبرية ويمكنها اتخاذ أي موقف بدون عوائق أو ضغوطات من التحالف”.
واعتبر مراقبون أن تغريدة وزير خارجية هادي والتي رفضت التدخل الخارجي في سوريا واعتبرت الضربة الغربية عدواناً سافراً على بلد عربي، اعتبرها مراقبون أنها جاءت رداً على “تكهنات” البعض بأن الشرعية خاضعة للإقامة الجبرية وأن ذلك هو السبب الذي منعها من إعلان موقف رسمي تجاه ضربة سوريا.
كما اعتبر ناشطون أن انتشار تغريدة المخلافي كان طبيعياً بالنظر إلى أنه الموقف الرسمي الوحيد المعلن من قبل “الشرعية” وبالنظر إلى أن مؤيدي الشرعية كانوا ينتظرون صدور أي موقف من الشرعية بشأن سوريا، خاصة وأن جماعة أنصار الله والحكومة الموالية لهم في صنعاء أعلنت موقفاً رسمياً رافضاً لـ”العدوان الغربي على سوريا” فيما لم تعلّق “شرعية هادي” على ما حدث، وهو ما يشير إلى أن الأخيرة تؤكد يوماً بعد آخر أنها لا تملك قرارها ولم يعد التحالف يسمح لها باتخاذ أي موقف سواءً تجاه القضايا الخارجية أو القضايا الداخلية.
غير أن حذف المخلافي للتغريدة التي كانت بمثابة الموقف الرسمي الوحيد والمعلن من قبل “الشرعية” بشأن أحداث سوريا، أدى إلى إرباك المشهد، ودفع بالبعض للقول بأن التغريدة التي نشرها المخلافي ليست مفبركة وأنها موقف حقيقي ومعلن وأن حذفها يؤكد تعرضه لضغوط سعودية لفعل ذلك، فيما يرى ناشطون ومنهم منتمون للتنظيم الناصري من القواعد الشبابية أن عدم تعليق المخلافي على تلك التغريدة سواءً بنفيها أو تأكيدها يثير الشكوك وأن صمته يؤكد صحة ما تناقلته مواقع إخبارية وناشطين من أنه قام بنشر تغريدة ضد التحالف ثم قام بحذفها.
الجدير بالذكر أن “المساء برس” حاول التواصل مع الوزير المخلافي للإيضاح حول التغريدة المتداولة والمنسوبة إليه، وأرسل الموقع استفساراً للوزير عبر حسابه الشخصي على الفيس بوك، لكن لم يتلقَ الموقع أي رد من الوزير المخلافي.

رابط للتغريدة المحذوفة من صفحة المخلافي
https://twitter.com/almekhlafi52/status/984901683997233162
إحدى الصور المتداولة لتغريدة المخلافي

صفحة التغريدة المحذوفة من حساب الوزير الرسمي على تويتر وتظهر أن الصفحة المطلوبة لم تعد موجودة

صورة صفحة الوزير الرسمية وفيها يتطابق رابط الصفحة مع رابط التغريدة باختلاف أرقام التغريدة

قد يعجبك ايضا