عدن: الإمارات تقابل تصاعد عداء الشارع الجنوبي لها بالاغتيالات “معلومات خاصة”
المساء برس – تقرير خاص| اغتال مسلحون مجهولون مساء الأربعاء إمام وخطيب مسجد الرحمة عادل الصبيحي في حي المنصورة بمدينة عدن جنوب اليمن في ظروف مشابهة للظروف التي صاحبت كل عمليات الاغتيال السابقة التي طالت عدداً من خطباء وأئمة مساجد عدن.
وتناقلت وسائل إعلام جنوبية من مصادر محلية أن مسلحين على متن دراجة نارية أطلقوا النار نحو الصبيحي وأصابوه ثم لاذوا بالفرار، وفي وقت لاحق فارق الصبيحي الحياة متأثر بجراحه التي أصيب بها بعد أن تم نقله أحد مستشفيات مدينة عدن.
والشيخ الصبيحي يعد أحد أعضاء حركة “النهضة للتغيير السلمي” السلفية الجنوبية، وقد دانت الحركة اغتيال الشيخ الصبيحي.
وفي بيان لها حصل “المساء برس” على نسخة منه اعتبرت الحركة هذه العملية أنها تندرج ضمن مخطط إغراق البلاد في الفوضى، مطالبة حكومة هادي وكافة المسؤولين الأمنيين “القيام بواجبهم تجاه هذه الجرائم التي تطال العلماء والدعاة في مدينة عدن والمحافظات المجاورة وتوجيه الجهات المختصة لملاحقة مرتكبيها، وتقديمهم للقضاء والكشف عن الأطراف التي تقف خلف تلك الأعمال الاجرامية الممنهجة”.
في سياق متصل وفي إطار تصاعد أعمال الفوضى والانفلات الأمني في المحافظة، فجّر مجهولون سيارة المسؤول في أمن ميناء عدن “حمادة الفروي”، ونقلت مصادر صحفية جنوبية أن سيارة الفروي “سنتافي 2015” انفجرت قبل أن تحترق حيث حاول الجناة إحراق السيارة للإيهام أنها انفجرت بفعل اشتعال النيران فيها، غير أن السيارة انفجرت قبل احتراق السيارة ما يشير إلى أن المجهولين زرعوا عبوة ناسفة في السيارة.
عملية استهداف سيارة المسؤول الأمني في ميناء عدن، يراها مراقبون أنها رسالة من المجلس الانتقالي لجهاز الأمن الموكلة إليه حماية ميناء عدن والمحسوب في ولائه على حكومة هادي وليس على الحزام الأمني الذي تديره الإمارات، ففي وقت سابق علم “المساء برس” من مصادر محلية أن المجلس الانتقالي اشترط على أطراف في حكومة هادي تسليم المهام الأمنية لميناء عدن لسلطة المجلس الانتقالي مقابل التخلي عن مطالب الأخير بإقالة الحكومة.
وبالعودة إلى عمليات اغتيال أئمة وخطباء مساجد عدن، تأتي العملية الأخيرة التي استهدفت الشيخ الصبيحي بعد سبعة أيام فقط من اغتيال أحد أئمة مساجد المنصورة مساء الخميس الماضي، حيث أطلق مسلحون مجهولون كانوا يستقلون سيارة نوع “توسان” أطلقوا الأعيرة النارية على الشيخ “أيمن بايمين” إمام مسجد التقوى بحي إنماء بمديرية المنصورة، بالإضافة إلى نشاطه الاجتماعي، حيث كان الضحية يوفر كراسي متحركة للمعاقين لجرحى الحرب، بالإضافة إلى مساعدته للمحتاجين ومكانته التي كان يحظى بها بين الأهالي.
مصادر خاصة كشفت لـ”المساء برس” أن “بايمين” قبل أيام من اغتياله انتقاد الإمارات وعناصر المسلحة في الحزام الأمني والمليشيات الأخرى، مشيرة أن بايمين انتقد الإمارات والحزام الأمني والفرق التابعة له ودورها السلبي في عدن، هذا الانتقاد كان في آخر خطبة جمعة يلقيها بايمين.
واستناداً إلى أسباب اغتيال الشيخ أيمن بايمين فقد يكون من المرجح جداً أن يكون اغتيال الصبيحي لنفس الأسباب، خصوصاً في ظل تصاعد الغضب الشعبي في الشارع الجنوبي ضد الإمارات ودورها في اليمن ومساعيها لتفتيت المجتمع في المحلي في المحافظات الجنوبية وتشكيل تكتلات عسكرية مناطقية تناصب العداء ضد بعضها البعض.
وحتى هذه اللحظة لا تزال مدينة عدن تعيش أقصى درجات التوتر بين الأطراف المتصارعة ففي سياق التطورات الأخيرة قالت مصادر صحفية جنوبية أن عناصر من الحرس الجمهوري وأعدادهم بالعشرات يتوافدون يومياً إلى عدن بترتيب وتنسيق من المجلس الانتقالي.
وأفادت المصادر أن نقطة العلم مدخل المدينة أوقفت خلال 5 أيام ماضية 230 فرداً من المحافظات الشمالية من المنتمين للحرس الجمهوري جرى استقطابهم عبر أحد الضباط في الأمن المركزي بعدن وبعد أن تم تسليم كل فرد منهم مبلغ 10 آلاف ريال سعودي قامت بتوفيرها الإمارات.
ويرى مراقبون أن أي مواجهات مسلحة بين حلفاء السعودية وهادي وحلفاء الإمارات سوف تشترك فيها مجاميع الحرس الجمهوري الذين يجري تجميعهم في أحد معسكرات التدريب داخل عدن حسب ما نقلته مواقع إخبارية جنوبية نقلاً عن أحد الجنود الشماليين.