“تقرير خاص” استهداف الأطفال في تعز يحدث بعد كل جريمة لطيران التحالف

المساء برس – تقرير خاص/ تتبادل قوات صنعاء والقوات الموالية للتحالف الاتهامات حول سقوط 5 قتلى وجرح 3 آخرين من المدنيين بينهم أطفال بقذيفة مدفعية سقطت أمس الخميس على منازلهم في منطقة بير باشا بمحافظة تعز.

واتهمت الفصائل الموالية للتحالف في تعز قوات صنعاء بالوقوف خلف استهداف المدنيين يوم أمس بقذيفة مدفعية، لكن مسؤولاً في جماعة “أنصار الله” نفى علاقتهم بالحادثة.

ودعا القاضي أحمد المساوى مسؤول المكتب التنفيذي لأنصار الله في تصريح لموقع “الخبر اليمني” إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في كل الجرائم، التي ارتكبت بحق المدنيين، مندداً باستهداف المدنيين والأطفال في تعز يوم أمس، كما اتهم الفصائل الموالية للتحالف بالوقوف خلف القصف.

وأشار القاضي المساوى إلى وثيقة تداولتها الصحافة قبل أيام وتتضمن رسالة من القيادي الموالي للإمارات عادل عبده فارع قائد كتائب “أبو العباس” إلى الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي اتهم فيها قيادة معسكر اللواء 22 ميكا المحسوب على الإصلاح بقصف المدينة بالدبابات، وعلق القاضي على الحادثة بقوله “اللعنة على المجرمين الكاذبين الخائنين”.

وتشير الوثيقة إلى أن القوات التابعة للواء 22 ميكا المتواجدة في المجمع القضائي بمنطقة وادي القاضي قصفت قلعة القاهرة رغم أن القوات المتواجدة في القلعة هي قوات حليفة لها.

ويأتي استهداف المدنيين بالمدفعية في تعز مساء أمس بعد ساعات قليلة من مجزرة ارتكبها طيران التحالف في محافظة الجوف بحق الأطفال حيث قصفت طائرات التحالف تجمعاً لعدد من الأطفال في قرية ملاحة بمديرية المصلوب شرق المحافظة أسفرت عن إصابة 10 أطفال لا تزال حالة اثنين منهم خطرة.

وقبل ذلك بيوم ارتكب طيران التحالف جريمة مروعة بحقق المدنيين في مديرية سحار بمحافظة صعدة أسفرت عن مقتل 29 مواطناً وجرح 28 في سوق الليل الشعبي، حيث قصفت طائرات التحالف فندقاً شعبياً ينام فيه عمال وباعة في هذا السوق، وتأتي هذه الجريمة بعد ساعات من إعلان تقرير للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” قرأه أمام مجلس الأمن قال فيه إن السعودية تقوم بإجراءات لحماية الطفولة والمدنيين في عملياتها العسكرية في اليمن.

واعتبر مراقبون أن الجرائم التي ترتكبها السعودية ضد المدنيين والأطفال في اليمن تمثل فضيحة كبرى للامم المتحدة وأمينها الجديد الذي يواجه خروقات من السعودية كلما حاول الدفاع عنها.

وكان طيران التحالف اليوم الجمعة قد ارتكب جريمة أخرى في محافظة صعدة سقط على إثرها سبعة مواطنين بينهم نساء وأطفال كلهم من أسرة واحدة في غارة لطيران التحالف استهدفت منزلهم في مديرية باقم الحدودية مع السعودية.

وذكرت مصادر إعلامية في صنعاء أن “طيران التحالف استهدف منزل المواطن حسين سالم عسلان ما أدى إلى استشهاد جميغ أفراد أسرته، وهم: حسين سالم عسلان، سالم سالم عسلان، جميله سالم عسلان، رضيه سالم عسلان، رضوا سالم عسلان، فاطمة سالم عسلان، تركي مسفر صالح الحماقي”.

وكان من اللافت في الآونة الأخيرة وقوع قصف مدفعي يستهدف المدنيين في تعز بعد كل جريمة يرتكبها طيران التحالف ضد المدنيين في المناطق الواقعة تحت إدارة حكومة الإنقاذ الوطني.

وعلى سبيل المثال ارتكب التحالف الذي تقوده السعودية في الـ25 من أغسطس الماضي جريمة بشعة وقتل ما لا عن 19 مدنياً بينهم 7 أطفال إثر استهداف الطيران لبناية سكنية في منطقة عطان غرب العاصمة صنعاء، وقد نجا من القصف الطفلة “بثينة” التي أثارت صورة لها جدلاً واسعاً في الوسط الحقوقي الدولي ولفتت أنظار العالم إلى ما يحدث في اليمن من جرائم بحق الإنسانية يرتكبها التحالف.

وبعد هذه الجريمة تم استهداف عدد من الأطفال في مدينة تعز بقذيفة “هاون” مجهولة المصدر، وانطلقت عقب الحادثة بساعة واحدة فقط حملة تغريدات قادها موالون للتحالف والإصلاح تتهم قوات حكومة الإنقاذ باستهداف الأطفال وقد كان ذلك بالتزامن مع حملة تغريدات “بثينة عين الإنسانية”، فيما اعتُبرت عملية استهداف الأطفال في تعز، أنها وقعت بشكل متعمد بهدف التغطية على جريمة التحالف في عطان وما سبقها من غارة استهدفت فندقاً شعبياً ينام فيه عدد من بائعي القات في منطقة أرحب شمال غرب العاصمة صنعاء سقط خلالها 45 مدنياً وعشرات الجرحى الآخرين.

وفي 17 سبتمبر قتل 12 شخصاً بينهم أطفال في غارات لطائرات التحالف السعودي استهدفت مسافرين بالطريق في محافظة مأرب، وفي اليوم التالي مباشرة (18 سبتمبر) سقطت قذيفة هاون مجهولة المصدر على مساحة كان يتواجد فيها مجموعة من الأطفال في منطقة الجحملية الخاضعة لسيطرة المسلحين الموالين للتحالف في محافظة تعز وقد قُتل إثر ذلك 4 أطفال، وفي الوقت الذي اتهمت فيه الفصائل المسلحة “أنصار الله” بإطلاق القذيفة، نفى الأخير قيام قواته بذلك ونفى أي أعمال عسكرية تستهدف المدنيين أو الأطفال وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية، حسب وسائل إعلام موالية في صنعاء.

ورغم اتهامات فصائل التحالف في تعز لقوات صنعاء ومقاتلي “أنصار الله” باستهداف الأطفال في المدينة، وأيضاً نفي “أنصار الله” استهدافهم المدنيين في المدينة ومطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق وكشف من يستهدف المدنيين في اليمن، ترفض الفصائل المسلحة الموالية للتحالف وحكومة هادي إجراء أي تحقيق دولي شفاف بانتهاك الحقوق الإنسانية وارتكاب جرائم ضد المدنيين أثناء الحرب في اليمن.

واعتبر مراقبون أن تخوفات وممانعة التحالف والموالين له من أي تحقيق دولي بشأن الجرائم الإنسانية في اليمن يؤكد تورطهم في عمليات استهداف المدنيين التي يتم توجيه التهمة فيها لمقاتلي أنصار الله بهدف التغطية على ما يرتكبه الطيران والتخفيف من الضغط الدولي الذي تمارسه منظمات حقوقية وإنسانية على التحالف والداعمين له كالولايات المتحدة وبريطانيا.

قد يعجبك ايضا