قوات صنعاء تعود إلى المخا بعد غياب دام عدة أشهر وهذه أول الصفعات
المساء برس – خاص/ قبل أسبوعين من الآن حدثت تطورات خطيرة على جبهة الساحل الغربي، ولم يلتفت لها أحد نظراً لانشغال الشارع اليمني بالبحث وراء الشائعات التي سخر الموالون للتحالف كل جهدهم وإعلامهم لبثها وتركوا الجبهات، التي استغلتها قوات صنعاء وهجمت على مواقع عسكرية لم تكن تتصور القيادات الموالية للتحالف أن يعود إليها مقاتلوا أنصار الله والجيش من جديد.
في الـ16 من سبتمبر الجاري دعا شيخ قبلي بمحافظة لحج إلى عدم القتال في صف التحالف السعودي في جبهة المخا الساحلية، غرب محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، ونقلت مصادر صحفية جنوبية عن الشيخ “علي بارجيلة” أحد مشائخ قبيلة المسعودي بردفان دعوته للمئات من أبناء قبيلته الذين يقاتلون في صفوف التحالف في جبهة المخا إلى عدم القتال والانسحاب من الجبهة.
واعتقد البعض أن دعوة الشيخ “بارجيلة” مرت مرور الكرام ولم تؤثر ولم تجد لها صدى في صفوف المقاتلين من أبناء قبيلته، لكن ما حدث كان على العكس تماما، حيث شهدت جبهة المخا عقب دعوة الشيخ “بارجيلة” انسحابات غير معلنة وبشكل فردي، كاستجابة لدعوة شيخهم أولاً ولقناعتهم أن الوضع في المحافظات الجنوبية وصل إلى حالة سيئة ثانياً، ولتولد قناعة لدى قيادات المجموعات الصغيرة التي تقاتل في صف الإمارات أن ثمة مؤامرة على أهداف أبناء الجنوب والذين بذلوا الكثير من التضحيات لكي يتمكنوا من الدولة التي ينشدونها بكل مقوماتها، غير أن ما يحدث أمام أعينهم هو تخلي الإمارات عن قياداتهم تدريجياً بالتزامن مع استمرارها في توسيع نفوذها.
ووجدت قوات صنعاء في ذلك فرصة للانقضاض على جبهة المخا، لكنها وكما يبدو نفذت خطتها بدهاء وحذر شديدين، فلم تلفت الانتباه لتحركاتها على المستويين اللوجستي والعسكري كما لم تشعر قوات التحالف أنها تنوي تنفيذ عمل عسكري في المنطقة.
وفقاً لمصادر محلية في مديرية موزع فقد عملت قوات صنعاء على عقد صفقات سرّية مع بعض القيادات الوسطية في الحراك الجنوبي من المقاتلين في صفوف الإمارات، وتحدثت مصادر صحفية عن أنباء “غير مؤكدة” أن من ضمن هذه الصفقات قيام قوات صنعاء بشراء عتاد عسكري تضمن آليات ومدرعات تابعة للإمارات أعقبها انسحابات.
مصادر في صنعاء نفت ما أوردته بعض المواقع الإخبارية من أن المدرعات التي تم عرضها في ميدان السعين في الـ21 من سبتمبر والتي كان يقود إحداها رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، قد تم شراؤها من مسلحي الحراك الجنوبي المقاتلين في صفوف التحالف في محيط معسكر خالد وكوفل وموزع.
وأكدت المصادر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن وحدات من الهندسة العسكرية تمكنت من التفوق على التقنية التي تتميز بها تلك المدرعات والتي تحوي شرائح ممغنطة تسمح للآلية إبقاءها على شاشات وأجهزة تحديد المواقع وهو ما يمنع عدم اغتنامها من قبل العدو أثناء الحروب، ففي حالة اغتنامها يمكن تحديد موقعها في وقت وضربها بالقصف الجوي المباشر.
المصدر أشار أيضاً إلى نقطة بالغة الأهمية فيما يتعلق بهذا التطور المتمثل في التفوق على التقنية الرقمية لآليات التحالف قائلاً: “إذا تتبعنا المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعية فسنلاحظ اختفاء مشاهد إحراق المدرعات، وهذا يؤكد أن هذه الآليات لم تعد كما كانت من قبل غير قابلة لاغتنامها والتحرك بها واستخدامها في الجبهات، ولهذا كان يتم إحراقها، بينما اليوم أصبحت هذه الآليات يمكن اغتنامها بعد إيقافها نظامها البرمجي بطريقة تقنية معينة”.
واليوم ها هي قوات صنعاء تفاجئ التحالف بوصولها إلى المخا بعد أن تمكنت قبل أيام من استعادة منطقة الهاملي بمديرية موزع، وفي محاولة من التحالف لاستعادة الموقع الاستراتيجي، تعرضت قواته لمذبحة سقط خلالها قرابة الـ50 قتيلاً وجريحاً بينهم قيادات وجنسيات أجنبية.
ووفقاً لمصادر عسكرية في صنعاء فإن القوات الموالية للتحالف حاولت استعادة منطقة الهاملي بمديرية موزع بعد أيام من خسارتها السيطرة عليها، مشيرة إلى أن القوات المهاجمة وقعت في كمينين نصبته قوات صنعاء في مزارع الحريشة ما أدى إلى تدمير آليتين عسكريتين وتدمير آلية ثالثة بواسطة صاروخ موجه، مضيفاً أن هذه الخسارة دفعت بقوات التحالف إلى التراجع وإلغاء الهجوم بعد حوالي ساعة من بدايته، حيث كان قد سقط أكثر من 40 مسلحاً بينهم سودانيين والقيادي في القوات الموالية للتحالف محمد محمود العتلة، أما بقية العشرة البقية فقد قتلوا في جبهة المخا إثر تعرضهم لقذيفة هاون حسبما أفادت به وسائل إعلام موالية للتحالف حيث قتل 8 فيما الاثنين الأخيرين فقد قتلوا بعمليات قنص نفذتها وحدة القناصة التابعة لقوات صنعاء.