اعترافات محافظ تعز “المعمري”: ليس كل ما نعرفه يمكن أن نقوله علناً
المساء برس – خاص/ قال محافظ تعز الموالي للتحالف والمعين من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي المنتهية ولايته “علي المعمري” إن قرار استقالته الذي تقدم به يوم أمس الأول كان قراراً ناتجاً عن محصلة من التراكمات التي تولدت بفعل الأحداث والمواقف والظروف التي مرت وتمر بها المحافظة وما تتعرض له من حرب وحصار وخذلان، حسب وصفه.
وقال المعمري في بيان له تلقى “المساء برس” نسخة منه إن قرار الاستقالة من منصب المحافظ لم يكن قراراً للاستهلاك الإعلامي أو المماحكات والمزايدات، مضيفاً “الظروف التي تعيشها المحافظة ومعاناة أهالينا في تعز تحفر من الأسى في النفس بما لا يترك مجالاً لإلهاء الناس وخداعهم بالشعارات أو المواقف التي لا يصدقها السلوك والفعل، ولم تكن قضية الرواتب إلا رأس جبل الجليد”.
وفيما اعتبر مراقبون ما ورد في البيان أنه اعتراف بخفايا تتعلق بتعامل حكومة المنفى مع تعز قال المعمري في بيانه: “لا شك في أنني لن أكون قادراً على توضيح كل التفاصيل، وليس كل ما نعرفه يمكن أن نقوله علناً، ولكنني لن أحتمل أن أكون سبباً من أي نوع وتحت أي حجة في استمرار معاناة أهلي وأبنائي وإخواني أبناء المحافظة. ولذلك، قررت أن أترك الفرصة لغيري ممن قد تتاح لهم فرصة خدمة المحافظة بصورة أفضل”.
وكان المعمري قد قدم استقالته بسبب عدم تسليم مرتبات الموظفين الحكوميين في المحافظة بعد أن نزل إلى المعتصمين أمام البنك المركزي وانضم إليهم، غير أن البنك المركزي في عدن أعلن، بعد ساعات من الإستقالة، أنه بدأ صرف المرتبات لموظفي المحافظة.
إلى ذلك اعتبرت مصادر سياسية في تعز ما قام به المعمري من تقديم لاستقالته محاولة يائسة لخلق بطولة وهمية بعد فشل ما وصفوها بـ”مسرحية الاعتصام” التي قام بها يوم أمس.
وإستقالة محافظ تعز، الذي لم يتواجد في المحافظة منذ تعيينه سوى شهر واحد، ليست الأولى، فقد سبق وأعلن تقديم استقالته أكثر من مرة، إلا أن استقالته أمس الأول وضعت أكثر من علامة استفهام، خاصة بعد أن أعلن البنك المركزي بعدن صرفه المرتبات بعد إعلان الاستقالة بساعات قليلة، بالإضافة إلى أن تقديمه الاستقالة جاء في وقت كانت في حكومة المنفى قد أرسلت عدداً من أعضائها إلى محافظة تعز لأول مرة منذ تشكيلها.
فيما يرى البعض أن تقديم المعمري لاستقالته في هذا التوقيت تحديداً جاءت كالتفاف على جهود لجنة ساحة الحقوق والحريات التي كانت السبب الرئيسي في إجبار حكومة المنفى على صرف المرتبات، وليس كما حاول المعمري إظهاره على أن قرار الصرف جاء بسبب استقالته.
وفي الحقيقة لم يكن للمعمري أي دور في عملية صرف المرتبات ولا في المطالبة بصرفها ، ويقول البعض إن المعمري “آخر من يتحدث عن صرف الرواتب”.
وفي تصريح صحفي قال الناشط السياسي عبد الله فرحان، “المفترض أن يكون المحافظ المعمري متواجداً في تعز لإيقاد الشعلة، وليس من المنطقي أن يزور وفد وزاري من حكومة الشرعية تعز، ولأول مرة، دون وجود المحافظ، فكل هذه الإحراجات والمواقف المخجلة تجعل المحافظ المعمري في موقف يرثى له، ويستحق العزاء فيه، وهو ما جعله يبحث عن مبررات ويصرف الأنظار عن فرحة سبتمبر واحتفالية تعز بها وعدم حضور المحافظ”.