حكومة “هادي” تطالب بتدخُّل دولي وترفض تشكيل “لجنة تحقيق دولية”
المساء برس – خاص /
كما ترفض السعودية وقيادة التحالف تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق بإلانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في اليمن ، وفي ركبها تمضي حكومة “هادي” في ظاهرة أثارت إستغراب ودهشة المنظمات الدولية وكافة المتواجدين ضمن جلسات مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المنعقدة في العاصمة السويسرية جنيف، منذ 11سبتمبر الجاري.
وتساند الامم المتحدة مشروع قرار قدمته هولندا وكندا يدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق مدنيين في اليمن من قبل كل أطراف النزاع ، فيما تسعى السعودية ودول متورطة معها في الحرب باليمن بما في ذلك أمريكا وبريطانيا إضافة الى حكومة “هادي”، للحيلولة دون تشكيل تلك اللجنة في ظاهرة أثارت ريبة منظمات دولية واستغرابها ،فكيف بحكومة تدّعي أنها تمثل الشعب اليمني ترفض تشكيل لجنة دولية لانصافهه وكشف مرتكبي الجرائم بحق أبناءه.
الجانب السعودي الذي أكتفى بتشكيل لجنة تحقيق محلية موالية لها، وعملت على تبرأتها في جل تقاريرها منذ تشكيلها،اضافة لتشكيل لجنة من دول التحالف أسمتها المملكة بلجنة تقييم العمليات الجوية للتحالف، وترفع كل تقاريرها من داخل غرفة العمليات في الرياض، ولا تواجد لفرقها على الارض، الامر الذي جعل من التعامل والتعاون معهما غير مقبول لدى المنظمات الأممية والإنسانية غير الحكومية في عدد من الدول الاوروبية،وطالما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولي في جرائم أرتكبت بحق مدنيين في اليمن، وسط رفض أممي طال أمده، قبل أن يدفع تسارع وتيرة الجرائم الوحشية بحق اليمنيين الى تبني المنظمة الدولية، مطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة.
وعلى صعيد المواقف الدولية، أكدت الصين دعمها لمشروع القرار الهولندي الكندي المطالب بلجنة دولية للتحقيق ،وهي مطالب سبق وأن نادت به المنظمة الدولية ممثلاً بمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين ،والذي دعا على مدى ثلاثة أعوام الدول السبع والأربعين الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في الحرب الجارية باليمن والتي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة آلاف قتيل وتدمير الاقتصاد كما أدت إلى تفشي الكوليرا ودفعت ملايين البشر إلى شفا المجاعة.
بدورهم ، بعث عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي رسالة إلى مندوبة الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة نيكي هيلي، يطالبونها بضرورة تصويت واشنطن لإنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في اليمن.
وأكد أعضاء الكونجرس أن الحرب في اليمن تسببت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مشددة أن الجهود السابقة لحماية المدنيين وتحقيق حل سلمي قد فشلت.
وأضافوا في رسالتهم، أنه “وعلى مدى ما يقرب من ثلاث سنوات من الصراع، وبدلا من انشاء لجنة دولية، دعمت الأمم المتحدة إنشاء آليتين مختلفتين للمساءلة والمحاسبة، لتوثيق الانتهاكات في اليمن. ومع ذلك، لم تثبت أي من الهيئتين أنهما مستقلتان أو محايدتان أو شفافتان أو تتمتعان بالقدرة على مساءلة ومحاسبة المخالفين عن الانتهاكات المرتكبة. وفي مايو 2016، أنشأ التحالف بقيادة السعودية “فريق تقييم الحوادث المشتركة”، الذي فشل حتى الآن في الوفاء بالمعايير الدولية المتعلقة بالشفافية والنزاهة والاستقلالية. وفي تقاريره المحدودة، اخلى “فريق تقييم الحوادث المشتركة” التحالف عن المسؤولية في 10 من 14 غارة جوية حقق فيها وتوصل إلى “استنتاجات وقائعية وقانونية مختلفة عن الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان التي وثقت الغارات الجوية بنفسها” وفقا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وكشفت هولندا وكندا النقاب الأربعاء الماضي عن مسودة قرار يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لضمان “محاسبة مرتكبي الانتهاكات والتجاوزات بما في ذلك الذين ربما يرتكبون جرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية “.
وفي ذات السياق طالبت أكثر من 60 منظمة يمنية، الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات بحق المدنيين في اليمن.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، فإن المنظمات والاتحادات والهيئات النقابية شددت في بياناتها ،على أهمية تشكيل لجنة التحقيق الدولية ،مستعرضة الوضع الإنساني الكارثي الذي وصل إليه اليمن جراء القصف المتواصل للمدن والأحياء السكنية والبنى التحتية من قبل طيران التحالف، إضافةً إلى الحصار الخانق الذي خلف ويلات على الشعب اليمني.
وأشادت بالتفاعل غير مسبوق من قبل العديد من المنظمات الدولية والتي طالبت بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين من قبل طيران التحالف.