حضرموت تقف في وجه التحالف بسبب استمرار إغلاق مطار الريان

نظم العشرات من أبناء مدينة المكلا، صباح أمس الإثنين، وقفة سلمية أمام ديوان محافظة حضرموت في المكلا، للمطالبة بفتح مطار الريان الدولي المغلق منذ عامين دون أسباب موضوعية. ودعا المتظاهرون إلى تشغيل المطار بأسرع وقت، وأعلنوا عن خطوات أخرى سيقدمون عليها في سبيل الضغط في هذا الاتجاه.

ولا يزال مطار الريان الدولي بالمكلا تحت سيطرة قوات “التحالف” التي تتخذ منه مقراً عسكرياً لها.

وفي رسالة تقدم المحتجون بها إلى السلطات، طالبوا فيها بتوضيح الأسباب التي أدت إلى استمرار إغلاق المطار، وجاء في نص الرسالة: “نتقدم إليكم ونناشدكم بما يعانيه الشعب في مدينة المكلا من ناحية إغلاق مطار الريان وهو الشريان والرئة التي يتنفس منها أبناء حضرموت، من تسهيل الرحلات الجوية لطيران اليمنية، إذ عانى المواطن معاناة شديدة وصعبة من انتقال المسافرين والمرضى إلى مدينة سيئون، مما أدى إلى عدم وصولهم إلى مطار سيئون، وخصوصاً الحالات الحرجة، مما أدى إلى وفاة بعض المرضى لعدم تحملهم مشاق السفر، ولهذا نرى منكم ضرورة فتح مطار الريان نظراً لسهولة الحركة وقرب المنطقة، علماً بأننا تفاجئنا من سيادتكم بعدم مبالاتكم لمطالبنا، وهي ليست مطالب شخصية، إنما هو مطلب شعبي”.

وفي ديسمبر الماضي، نظم أهالي جزيرة سقطرى وقفات احتجاجية مماثلة، للمطالبة بإعادة فتح المطار واستئناف الرحلات الجوية عبره، لأنه الأقرب إلى الجزيرة، بعد غرق سفينة ركاب متجهة إلى سقطرى.

ويعتبر مطار الريان الدولي المطار الثالث من حيث الحركة الملاحية على مستوى اليمن، بعد مطاري صنعاء وعدن، إذ يربط مدن حضرموت برحلات دولية لعدد من الدول في الإقليم، كدبي وأبوظبي وجدة والقاهرة، إضافة إلى الرحلات الداخلية.

وفي وقت سابق، أعلن الكادر الوظيفي بمطار الريان الدولي، استعداده للقيام بمهامه في تشغيل وإدارة المطار حال افتتاحه بداية العام 2017م، مطالبين بعودة الكادر الوظيفي المسؤول عن تشغيل المطار إلى مزاولة العمل في تسيير شؤون الحركة بالمطار، مع توفير سبل التأهيل والتدريب اللازمين له من أجل الإرتقاء بالعمل في مرافق المطار كافة بصورة فعّالة، إضافة إلى تعويض الموظفين عن مستحقاتهم التي انقطعت منذ إغلاق المطار من قبل المنظمة الدولية “الايكاو” على خلفية سقوط المكلا بقبضة “القاعدة”.

وفي سياق متصل، أُعلن أخيراً عن استكمال الترتيبات لافتتاح المطار من قبل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية من خلال ابتعاث بعض المراقبين الجويين بمطار الريان في دورة إنعاشية بأكاديمية الطيران المدني بجدة في السعودية، علاوة على شراء قطع غيار لبعض الأجهزة الملاحية التي تم إتلافها في عهد “القاعدة”.

من جهته، دعا أمين سر ما يعرف بـ”المجلس الأعلى للحراك الجنوبي”، فؤاد راشد، قوات “التحالف”، التي تتخذ من مطار الريان الدولي بالمكلا مقراً عسكرياً لها، إلى تشغيل المطار والانتقال إلى ميناء الضبة النفطي لإقامة معسكراتهم هناك.

ورأى راشد أن إغلاق المطار لأكثر من عام ونصف “لا معنى له، ولا أسباب موضوعية تدعو لذلك، سوى إلحاق الأذى بالمرضى والعجزة من أهالي مدينة المكلا والمدن المجاورة الذين يضطرون للسفر براً إلى سيئون وعدن للانتقال إلى الخارج”.

وتفاعلاً مع الحملة، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم “#إفتحوا_مطار_الريان”، في إطار استمرار الضغط على الجهات المعنية لفتح المطار. ووصفت بعض التعليقات استمرار إغلاق المطار بهذه الطريقة بـ”القرار التعسفي الذي لا مبرر له”.

واعتبر الناشط صلاح الشبيبي، قرار الإغلاق وصمة عار وعقوبة لأبناء حضرموت. وفي منشور له بصفحته على “فيسبوك” دعا الشبيبي أهالي المحافظة كافة للإلتفاف حول الدعوات الرامية للضغط على السلطات، قائلاً: “بقاء مطار الريان مغلق يعتبر وصمة عار بوجه مسؤولينا. أين الوعود بفتح مطار الريان بداية العام؟ فقد مر الآن أكثر من ثلاثة أشهر والمرضی والمغتربون يعانون من مشقة السفر، لذا وجب علينا أن نتكاتف، شباب حضرموت عامة، للمطالبة بفتح مطار الريان الدولي ليعود لحركته لنقل المسافرين والمرضی”.

بدوره، يرى الناشط أنور باعثمان، أن أسباب استمرار سريان قرار الإغلاق لم تعد مقنعة. وفي منشورله بصفحته على “فيسبوك” قال باعثمان: “لقد بلغ السيل الزبى، فلم تعد الأسباب مقنعة مهما كانت، بأن يظل مطار الريان مغلقاً طوال هذه الفترة، سيدخل علينا العام الثالث والناس في حضرموت الساحل يكابدون عناء السفر، هنا تتجلى سلبية مجتمعنا وأهلنا في قبول الأمر الواقع ولو كان فيه موتهم!”.

من جانبه، يرى الناشط شوقي بازهير، أن على السلطات البحث عن بدائل لتواجد القوات العسكرية خارج محيط المطار، ويعلق في منشور له بالقول: “لقد تحول المطار إلى ثكنة عسكرية، وسجن كبير، ولا يوجد مكان بديل، كما يقولون، كونها ثكنة تموين ومنها تشن العمليات العسكرية الجوية، لكن ذلك ليس مبرراً أبداً، لذا عليهم أن يبحثوا عن بدائل، وأن يفتحوا المطار للتخفيف من معاناة الناس”.

ويؤكد الأكاديمي خالد التميمي، أن استمرار إغلاق مطار الريان يزيد من عذابات الناس ومعاناتهم في ظل ظروف الحرب في سائر أنحاء اليمن. وتابع في حسابه على “فيس بوك”: “أقول للمطبلين لقد شهدت مطارات أوروبا تفجيرات ولم تغلق المطارات، لقد عايشنا الكثير من المعاناة، ولكن لم نرَ ألماً ومعاناة مثل الألم والمعاناة التي سببها إغلاق مطار الريان، فارحموا المرضى واتركوا التنظير”.

ويتساءل المواطن فوزي باجبع: “متى سوف يفتح المطار الأسير، هل ستستمرون في استنزاف هذا الشعب؟ في حين ارتفاع أسعار التذاكر بشكل جنوني، فإلى متى سيظل هذا الشعب المغلوب على أمره يتكبد كل هذه المبالغ؟ وهو الذي لا يسافر إلا بغرض العلاج غالباً”.

العربي

قد يعجبك ايضا