ما لا تعرفونه عن أشهر قهوة في العالم (القهوة اليمنية)

المساء برس – خاص

لم تدخل القهوة إلى الجزيرة العربية إلا في القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، حيث عرفها أهل اليمن أولاً، ثم مكة فالقاهرة فإسطنبول فالعالم، ومع ذلك كانت موجودة كلمة القهوة في اللسان العربي كإسم من أسماء الخمر.

وتعد اليمن من الدول المصدرة لمحصول البن منذ القدم والذي عرف باسم Mocka Coffee تمييزاً لميناء المخاء الذي يصدر منه البن اليمني حيث تم شراء أول شحنة من قبل الهولنديين من ميناء المخاء عام 1628م، لكن أول من تعرف على القهوة اليمنية من الأوروبيين هم البرتغاليين الذين غزوا سواحلها الغربية.

يقول المؤرخون أن أوائل المستخدمين الذين حولوا استهلاك القهوة لمشروب اجتماعي ضمن عادة منتظمة هم متصوفو اليمن قرابة بداية القرن الخامس عشر، ولقد استخدموها لتنشيط ذهنهم ومساعدتهم على السهر ليلاً لإقامة صلواتهم.

وتعدّ القهوة اليمنية من أجود أنواع القهوة عبر العالم، ولها أنواع مثل:
1- القهوة البيضاء أو البيضانية (نسبة إلى مدينة البيضاء)، وتتكون من البن المطحون والمحمص تحميص خفيف ومضاف إليه أنواع عدة من المكسرات.

2-قهوة الصباح: وتُصنع فقط من البن المطحون المحمص تحميص متوسط مع إضافة الزنجبيل والسكر.

3- قهوة القشر: تصنع من القشور الخارجية لثمرة البن فقط، وعادة ما تقدم في فترة المساء وهناك أنواع أخرى تختلف من منطقة يمنية لأخرى.

وتعتبر اليمن البيئة الأنسب لزراعة البنّ، من حيث المناخ الإستوائي والأمطار المستمرة، وكما أن شجرة البنّ لا تحتاج أسمدة أو مبيدات حشرية، لكن الزراعة هناك تفتقر إلى الإهتمام الحكومي وتحتاج المزيد من السدود ومشاريع الريّ.

أكثر ما تعانيه زراعة البنّ هو الصراع المرير مع زراعة القات، فالكثير من المزارعين يستبدلون كل ما لديهم من أشجار للقهوة أو نصف حقلهم بالقات، وذلك لأن “القات له عائد مالي جيد ومتكرر” على حدّ قولهم، ولأنه مقاوم للجفاف لفترات أطول.

وتتميز اليمن ببناء مدرجات البن، حيث أن زراعة البن تعتمد على هذه المدرجات الزراعية الهائلة، وكذلك فإن البنّ يجفف بالشمس الطبيعية (ما يُعتبر معالجة طبيعيّة للبن).

أراضي المدرجات المرتفعة في اليمن أول مكان تزرع فيه القهوة، ولكن خلال الأعوام الـ60 الماضية انخفضت الصادرات اليمنية من نحو 40 ألف طن سنوياً إلى 7 آلاف طن فقط، وتقدّمت عليها زراعة القات النبتة التي يمضعها نحو 70% من السكان الذكور.

تُعالج القهوة التي تنتجها اليمن (القهوة العربية أرابيكا) طبيعياً، تجفف في الشمس وتقشّر، ولذلك فإن عينات القهوة اليمنية تحتوي على الحجارة. والبديل لهذه الطريقة عملية غسل مكثف تستخدم فيه وسائل تكنولوجية.

ولا خلاف أن زراعة القهوة تعتبر “نافذة الفرصة” لليمن، ويمكن الوصول إلى مستويات إنتاج عالمية إلا أن الأمر عليه أن يبدأ من عند المزارع من حيث تطمينه وتوعيته وضمانِ له بأن زراعة القهوة ستردّ عليه مردوداً مضموناً وأفضل من زراعة القات.

تقدّر المساحة الزراعية المخصصة للبن حالياً في اليمن بنحو 34497 هكتار، ويعمل في هذا المجال قرابة المليون شخص بدءاً من زراعته وحتى تصديره، ووصل إنتاج اليمن من البن العام الماضي 19 ألف طن.

قد يعجبك ايضا