مصادر في الرياض تكشف: الترتيب لاجتماع لجنة التهدئة مجرد استهلاك للوقت.. بدليل

المساء برس – خاص

تسعى دول تحالف العدوان بقيادة السعودية وبإيعاز أمريكي إلى إبقاء اليمن ساحة ممكنة للاستمرار في القتال وساحة ممكنة لهذا التلاعب الطويل وللصراع وتصفية الحسابات الإقليمية، ولا يهم المجتمع الدولي انهيار اليمن يوماً بعد آخر، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً.

فلا نوايا جادة تبديها حكومة الفار هادي لاستئناف المفاوضات والمشاركة الجادة في اجتماعات لجنة التهدئة المزمع إقامتها منتصف يناير المقبل في الأردن، فالمؤشرات العسكرية والمتمثلة في التصعيد العسكري وتكثيف الغارات الجوية خصوصاً في جبهتي نهم وشبوة تحكي عكس ذلك تماماً.

ويرى مراقبون أن لا معنى لاجتماع لجنة التهدئة، طالما والأطراف لم تتفق بعد على خطة سلام، أو على أي مسار واضح، وأن المشكلة أساساً متعلقة بالصراع السياسي وليس بالقتال الذي تريد الأمم المتحدة بحثه قبل البحث عن حل سياسي من شأنه أن يأتي بتوقف المعارك والقتال على الأرض.

كما يرى المراقبون أن هذه الجولة إذا ما تمت فلن تكون مختلفة عن سابقاتها، ما دامت المعادلة العسكرية على هذا الحال، حيث لا توجد مؤشرات إلى تقديم أي تنازلات من قبل حكومة “ما يسمى بالشرعية”، ولهذا أي حديث عن تسوية هو استهلاك للوقت.

وحتى الأردن – الدولة المستضيفة لمشاورات لجنة التهدئة – لا تزال مترددة حتى الآن بشأن احتواء هذه المباحثات، خصوصاً وأن الأطراف اليمنية لم تبد أي نوع من الجدية طوال الفترات السابقة وفي جميع جولات المباحثات التي قامت بها – بحسب ما نشرته صحيفة العربي.

وكشفت مصادر في حكومة هادي لـ”العربي” عن أن ما جرى في الرياض من مباحثات تم التوصل من خلالها إلى جولة تهدئة من المفترض أن تتم في الأردن، أنها لعب على الوقت ولا تتعدى حدود الاستهلاك الإعلامي، مشيرة إلى أن الهدف من زيارة كيري إلى الرياض هو بحث ملفات أخرى مع السعودية، خصوصاً وأن البيت الأبيض مقدم على خارطة سياسية جديدة في المنطقة، وأن الملف اليمني لم يكن هو ما يجري البحث عنه وعن حلول جدية له.

الأمم المتحدة هي الأخرى تبدو غير مقتنعة بما يجري، بل تبدو عاجزة عن إلزامها الأطراف اليمنية بالقبول بتسوياتها وحلولها المقترحة، ولذا تارة تتحدث عن خارطة سلام نهائية، وتارة أخرى تتحدث عن إمكانية تعديل ذلك وابتكار خطط سلام جديدة، وهكذا تدور ضمن دائرة التلاعب والعجز عن اختراق جدار الأزمة وتسجيل موقف جدي وحازم.

وقبل أيام كان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد زار الرياض بهدف تحريك ملف المفاوضات وإنعاشها، ومعه تحرك المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشهدت الرياض اجتماعات موسعة لما عرف باللجنة الرباعية بشأن اليمن وخطط السلام.

ولعل بعد هذه الاجتماعات والمباحثات تحدث ولد الشيخ أحمد عن التحضير لاجتماع لجنة التهدئة والتواصل في الأردن، والتي قال إنها ستبحث وستتفق على وقف إطلاق النار كخطوة أولى في طريق استئناف المفاوضات اليمنية.

قد يعجبك ايضا