المملكة تخسر : أنصار الله بين الدعوة الصينية ولائحة “الإرهاب” الخليجية

المساء برس : خاص 

على ما يبدو أن المكاسب التي حققتها انصار الله بعد إتفاق مسقط أكثر بكثير مما كان متوقعاً فرغم ان الإتفاق لم يكتب له النجاح إلا ان الحركة أثبتت قدرتها على التعاطي مع الخارج من بوابة الفعل السياسي الذي حقق حضوراً للحركة على حساب القوى الموالية للسعودية والتي أرادت بدورها إحتكار مهام تمثيل اليمن في الخارج والحيلولة دون وصول الموقف الداخلي إلى الخارج فيما كانت المملكة السعودية تحاول التأثير على التحركات الدولية ومنع حركة أنصار الله ومعها القوى في الداخل المناهضة للعدوان من إحداث أي خرق في جدار العزلة السياسية المفروضة منذ ما بعد 21سبتمبر 2014م . 

متابعون يرون إلى أن جدية أنصار الله في التعاطي مع الملف السياسي خاصة المشاورات وتقديم الرؤى والحلول بخيارات متعددة والمرونة في وضع المعالجات للقضايا الراهنة قد مكن وفد الحركة من رمي الكرة في ملعب الطرف الآخر حتى أكد ولد الشيخ أن أنصار الله جادة في التوصل لحل سياسي . 

وفد انصار الله انهى زيارة للصين هي الاولى فيما أنباء تتحدث عن زيارات أخرى قد تشمل دول اوروبية وهو ما يعني أن الإنفتاح الصيني رغم العلاقات التجارية مع السعودية يؤكد أن أن وفد انصار الله وبعد الإتفاق الأخير طرحوا كل ما بجعبتهم ليؤكدوا مدى تعاطيهم الإيجابي مع مبادرات السلام الامر الذي دفع دول كالصين إلى التقدم خطوات في سبيل التعامل مع الحركة ومع القوى المناهضة للعدوان وهو مؤشر على متغيرات قد تطرأ على مواقف دول أخرى ليس فيما يتعلق بالعلاقة مع أنصار الله بل وبما ينسحب على العلاقة مع السلطات القائمة في صنعاء كالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ . 

وبينما يدور الطرف الآخر في حلقة مفرغة رافضاً مبادرات السلام ومتشبثاً بالسلطة وبخيارات القوة هاهي حركة أنصار الله تتجه نحو تثبيت حضورها الشعبي في الداخل من خلال إعادة ترتيب البيت الداخلي مع بقية القوى وكذلك تسعى لتحقيق حضور دولي مستندةً على صمود الشعب اليمني وعدالة قضيته وعلى اداء سياسي أجاد فن التخاطب مع الآخر وأساليب كسب المواقف الدولية وتوضيح الحقائق فيما يتعلق بالعدوان وتداعياته . 

ولعل المفارقة العجيبة تكمن في متغيرات الموقف الدولي إذا ما قورن بتصلب وتعنت الموقف الخليجي ففي الوقت الذي تدعو فيه الصين وفد أنصار الله لزيارة بكين وتؤكد بتصريحات رسمية العلاقة مع هذا المكون اليمني تذهب دول الخليج وبغباء وحماقة نحو التلويح بإضافة أنصار الله إلى قائمة الإرهاب . 

قد يعجبك ايضا