ما الرسائل التي حملها خطاب المشاط بشأن الوحدة والهدنة والسلام ومجلس العليمي؟
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
حملت كلمة مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – أعلى سلطة سياسية حاكمة في اليمن – العديد من الرسائل الهامة التي يمكن من خلالها معرفة طبيعة تعاطي حكومة صنعاء مع العديد من الملفات الشائكة والتي يجري تحريكها حالياً وموقفها من بعض الملفات الأخرى.
وفي كلمة له بُثت على القنوات الرسمية اليمنية بمناسبة الذكرى الـ32 لتحقيق الوحدة اليمنية، تطرق المشاط للعديد من القضايا منها جدل الوحدة بين شطري اليمن، وقضية الهدنة الموقعة بين صنعاء والتحالف والتي أوشكت على الانتهاء، والمجلس القيادي الذي شكلته السعودية كسلطة بديلة عن هادي والإصلاح برئاسة رشاد العليمي.
ملف الهدنة
وفيما يتعلق بالهدنة قال المشاط “لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكناً هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا”، المشاط برر ذلك بالتأكيد على موقف الشارع اليمني من هذه الهدنة حيث قال إن “المواطن لم يلمس فارقاً محرزاً بين الهدنة وعدم الهدنة، التي لم تكن مشجعة بما يكفي”.
كما أضاف المشاط إن صمود الهدنة إنما يعود للمستوى العالي من الصبر وضبط النفس الذي تحلت به صنعاء، في إشارة منه إلى عدم رد صنعاء على خروقات التحالف للهدنة خاصة الخروقات الجوهرية ومنها “إعاقة التحالف لتسيير الرحلات الجوية إلى وجهاتها المحددة باستثناء رحلتين فقط وعرقلة التحالف لحركة السفن بطريقة سلسة، إضافة إلى “خروقات مقاتلي التحالف في الجبهات التي بلغت 7 آلاف خرقاً، وخروقات قوات التحالف السعودي من خلال استمرار الطلعات الجوية حيث أكد المشاط أن عدد الغارات التي شنها التحالف من بداية الهدنة 13 غارة جوية”.
وفي تلميح إلى أن صنعاء لن تقبل بتمديد الهدنة إذا ما بقيت على حالها، دعا المشاط إلى تعاون حقيقي ومشجع يفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة، مؤكداً بالقول “لابد من مناقشة المزيد من الحلول الإنسانية والاقتصادية كأولوية صارمة تستدعيها ضرورة التخفيف من معاناة الشعب اليمني المحاصر”.
ووصف المشاط تعاطي التحالف مع الهدنة وبنودها بـ”تعاطي صادم ومخيب للآمال”.
ملف عملية السلام في اليمن
قال المشاط في هذا الشأن أن صنعاء تؤكد حرصن على السلام الحقيقي والدائم، واضعاً عدة نقاط رئيسية يجب أن ترتكز عليها عملية السلام وهي “إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وإعادة الإعمار ومعالجة آثار الحرب العدوانية”، معيداً كل أسباب إطالة أمد الحرب إلى ما وصفه المشاط بـ”تصورات تحالف العدوان الخاطئة ومواقف المجتمع الدولي المنحازة لدول العدوان”.
وأكد المشاط أنهم يرحبون بكل الجهود الخيرة التي تصب في السلام الحقيقي، مضيفاً “وندرك أن عملية السلام تحتاج إلى تدرج ومسارات عمل متعددة”، داعياً لمواصلة العمل على.
تشكيل السعودية لمجلس العليمي
في هذا الجانب تحدث المشاط بشكل واضح مبدياً موقف صنعاء شعباً وقيادة سياسية تجاه التطورات التي طرأت لدى الأطرف التابعة للتحالف، حيث قال إن “شعبنا لن تنطلي عليه الخدعة وهو يعرف ألا جديد سوى تغيير الوجوه والتاريخ لن يغفر للمجتمع الدولي انحيازه لهؤلاء الفاسدين”.
المشاط وصف مجلس القيادة الرئاسي المشكل من قبل السعودية في السابع من أبريل الماضي برئاسة رشاد العليمي، وصف المجلس بـ”مجلس العار”، وقال تعليقاً على هذا المجلس “أعضاء مجلس العار متورطون في خيانة البلد وشرعنة العدوان عليه من يومه الأول ولا فرق بين موقفهم وموقف الخائن هادي”، الأمر الذي يحمل إشارات محتملة بعدم تعاطي سلطة صنعاء مع مجلس العليمي التابع للتحالف في أي ملفات سياسية قادمة، مؤكداً أن “دول العدوان وداعموها عمدت إلى تشكيل مجلس العار خارج الإرادة اليمنية وفي عواصم تقتل وتحاصر الشعب اليمني”.
لكن المشاط ترك أمام مجلس العليمي خط رجعة يمكن من خلاله جعل صنعاء موافقة على التعاطي مع الأطراف التابعة للتحالف، حيث قال المشاط في سياق هذا الملف “مناهضة العدوان هو الخيار الوحيد والمتاح لحفظ ما يمكن حفظه من احترام الذات، وصون ما يمكن صونه من حقوق ومصالح الشعب في أمنه واستقلاله”.
ملف الوحدة
وحول جدل الوحدة اليمنية، قال المشاط في كلمته التي جاءت بهذه المناسبة، إن الاحتفاء بعيد الوحدة يعني أن كل مؤامرات الخارج لتجزئة اليمن وتفتيته ستظل تبوء بالفشل، كاشفاً عن موقف صنعاء حول الوحدة ومظلومية المحافظات الجنوبية بفعل ما لحق بهم من نظام علي عبدالله صالح وحلفائه سابقاً، حيث قال إن “الاحتفاء بعيد الوحدة لا يلغي الحقائق القاسية والأطماع الخارجية التي صنعتها وراكمتها آفة التبعية والارتهان على مدى عقود”، كما أشار إلى أن “خطر الخارج يستفحل على نحو أكبر بتدخلاته العدوانية السافرة وقيادته المباشرة والعلنية لأدواته الفاسدة”.