الهزيمة المُذلّة.. كيف انقلب الوضع في حرض رأساً على عقب رغم حشد السعودية 10 ألوية بكامل عتادها؟
المساء برس| تقرير: عبدالله محيي الدين
انكسار جديد مني به التحالف السعودي الإماراتي والقوات المحلية التابعة له في منطقة حرض الساحلية، بعد أسبوعين من إندلاع المواجهات التي حاول التحالف والأطراف الموالية له تحقيق اختراق نوعي من خلالها، في عملية تعد الأضخم من نوعها منذ سنوات، وذلك باالنظر إلى حجم القوة التي حشدها التحالف في هذه العملية التي أطلقها في الرابع من فبراير الجاري.
حشد التحالف قوات من عشرة ألوية، وضمن القوات كتيبتان سعوديتان ولواء من القوات السودانية المشاركة ضمن قوات التحالف” في العملية التي أسماها عملية “اليمن السعيد”، وفرض خلالها حصاراً عسكرياً على المدينة، وأغلق كل مداخلها قرابة أسبوع، قبل أن تتمكن قوات صنعاء من فك الحصار عن المدينة، وكسر كل الهجمات التي شنتها القوات التابعة للتحالف خلال الأيام اللاحقة.
وإلى جانب العدد الكبير من القوات العسكرية، حشد التحالف الأسلحة الثقيلة، الصاروخية والمدفعية، عند تخوم حرض، وقصف المدينة بالمدافع والطائرات والدبابات والصواريخ، بشكل هو الأعنف منذ بدء الحرب، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.
وفي ضوء التحضير الذي تم لهذه العملية، وحشد العدد الكبير من القوات والعتاد الذي يسانده الطيران الهجومي والتجسسي على مدار الساعة، تتضح أهداف التحالف السعودي الإماراتي، من ورائها، حيث يؤكد خبراء عسكريون أن التحالف خطط لهذا الهجوم الواسع، بهدف تحقيق اختراق نوعي، ليكون بمثابة رد الاعتبار، بعد الضربات التي نفذتها قوات صنعاء بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في العمقين السعودي والإماراتي، والتي شكلت صفعة لم تكن متوقعة من قبل الدولتين، وقلبت المعادلة في جبهات شبوة ومارب والبيضاء، بحيث أجبرت الإمارات على سحب القوات الموالية لها من تلك الجبهات، بعد أن أدركت خطورة الموقف، وحجم التهديد الذي سيطالها في حال استمرت المواجهات هناك، بالإضافة إلى هدف آخر، يتمثل في تخفيف الضغط الذي تشكله قوات صنعاء في جبهات مارب حتى اليوم.
وفي استعراض لمجريات المعركة، التي استمرت على أشدها ﻷكثر من أسبوعين، حسب المصادر العسكرية، فإن “قوات التحالف زحفت على حرض من الجنوب ومن الجهة الشرقية، وأحاطت بكامل المدينة، فارضة الحصار لمدة ستة أيام، قبل أن تنهار تحت ضربات قوات صنعاء من داخل حرض وخارجها”.
ورغم العديد والعدة التي حشدهما التحالف، والقصف الجوي عبر الطيران، فشلت تلك القوات في تحقيق الاختراق الذي خطط له التحالف والأطراف الموالية له، حيث تمكنت قوات صنعاء من فك الحصار عن المدينة وكسر الهجمات العنيفة عليها، ومن ثم التحول من حالة الدفاع إلى الهجوم، وفرض الحصار على القوات المهاجمة، موقعة في صفوفها خسائر عسكرية كبيرة.
المصادر أكدت أن هجمات قوات صنعاء استمرت بعد فك الحصار، واستطاعت أن توسّع من مساحة المناطق المفتوحة الواصلة إلى حرض بشكل غير مسبوق، ثم عمدت إلى فرض طوق عسكري أشمل وأكبر على قوات التحالف من الخارج، فوقعت هذه الأخيرة بين فكّي كماشة، وهو الامر الذي ضاعف خسائرها على نحو كبير، وأجبرها على التراجع.
وكان الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء، قد نشر الأحد الماضي، مقاطع فيديو توثق ما أسماه “مشاهد نوعية للمعركة مع قوى العدوان”، في إشارة إلى قوات التحالف والقوات المحلية التابعة له، على مدينة حرض بمشاركة وحدات من الجيش السعودي و”مرتزقة سودانيين”.
ووثقت المشاهد التي بثتها قناة “المسيرة”، وعدد من القنوات الرسمية التابعة لسلطات صنعاء، أعدادا من جثث قتلى القوات التابعة للتحالف” ووقوع أسرى، وفرارا جماعيا لأفراد وآليات تلك القوات، تحت نيران قوات صنعاء.
وبحسب ما ذكره إعلام صنعاء، فقد بلغت خسائر التحالف والقوات المحلية الموالية له في هذه العملية، أكثر من 580 قتيلا وجريحا، بينهم أكثر من 200 قتيل من القوات السعودية والسودانية، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في الأسلحة والعتاد والآليات، التي دمر بعضها، بينما استولت قوات صنعاء على البعض الآخر، حيث أكد تدمير وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية ومدرعة عسكرية بينها عربة اتصالات وكاسحة ألغام، وتدمير راجمة صواريخ وإحراق أكثر من 60 صاروخا من نوع “كاتيوشا”، وإسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع “CH4” صينية الصنع، وطائرة تجسسية صغيرة، وإعطاب وتدمير 7 مدافع وعيارات ثقيلة ومتوسطة.
وفي اعتراف بحجم الهزيمة التي منيت بها قوات التحالف والقوات المحلية الموالية له خلال معركة حرض، ونجاح التكتيك العسكري الذي اتخذته قوات صنعاء في كسر الهجوم وقلب المعادلة رأسا على عقب، والتوغل في الأراضي الحدودية بين السعودية واليمن، أوضح الإعلامي في المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لحكومة هادي، سعد القاعدي، سبب ما أسماه “تراجع قوات الجيش (التابع لحكومة هادي) في معركة حرض بمحافظة حجة”.
وقال القاعدي في منشور على فيسبوك، إن القوات الموالية للتحالف تراجعت “بسبب اتساع مسرح القتال أمام قوات المنطقة التي عجزت على تغطية كل تلك المساحات الممتدة من قرية الطينة على الشريط الساحلي الى عزلة بني حسن بعبس وأطراف جبال مشعرب مستبأ ومثلث عاهم وجبال الحصنين وحصار مدينة حرض ومعسكر المحصام وجبال الهيجة وصولا الى أطراف قرية الحثيرة السعودية خلف الشبك، وتقدر كل تلك المساحات بأكثر من مئتي كيلو متر طولا.
المصدر: تقرير للكاتب نشرته وكالة البوابة الإخبارية اليمنية