مأساة الطفل ريان تبكي العالم وتكشف نفاق الإعلام
ومايسطرون المساء برس- هاشم الدرة|
وجع كبير تسببت به مأساة الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر في إحدى قرى المغرب.. نعم أبكانا وتعاطفت شعوب العالم مع هذه المأساة التي كشفت أن هذه الشعوب ما زالت تنبض بالحياة والإنسانية التي غيبتها حكوماتها والجائرون الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، حتى هؤلاء أجبرتهم مأساة الطفل ريان على إظهار تعاطفهم وهم من دفنوا شعوبهم أحياء تحت أنقاض العوز والحاجة والخوف.
ما أظهره هذا التعاطف في العالم كشف الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في إظهار المآسي أو التغطية عليها، فمأساة الطفل ريان تم تناولها بشكل كبير أظهر حجمها وهي مأساة لحقت بأسرة في المغرب جعلتنا نبتهل الي الله بالدعاء لنجاة الطفل وجعلتنا نذرف الدموع عند وفاته.. وفي ذات الوقت ذرفنا الدموع على أطفال اليمن اللذين لا بواكي لهم، فالإعلام العالمي مشغول عن اليمن ، ففي حين تقتل طائرات التحالف السعودي الأطفال وتحول بيوتهم إلى حفر وآبار يدفنون فيها، لا يعبأ بهم أحد ولا يبكي عليهم أحد، ليس لأن الناس غير مكترثين بل لأن الإعلام صامت، بل يعمل على التكتم عن هذه الجرائم، فيغطي الأخبار التافهة لصراع الفنانين والمغنيين والراقصات، ومن شاهد مآسي اليمن وهي مآسي لآلاف الأسر اليمنية التي قضت تحت أنقاض البيوت بفعل طائرات التحالف، يبكي لما يراه ويتألم حتى يأتي إعلام تحالف الشيطان ويكذب ويقلب الصورة على أن هؤلاء هم ضحايا من طرفه ، وغالبا يسكت عنهم ويرمي بأمواله لوسائل الإعلام العالمية للسكوت، وإذا اضطر وكشف أمر جريمته يعتذر بكل بساطة ويقول إنه خطأ سيتم التحقيق بشأنه ثم يحمل أحذيته المسؤولية ويتقبلونها وهم صاغرون.
عالم النفاق هذا لم تكفه فضيحة بان كي مون الذي اعترف أنه تعرض للضغوط السعودية الأمريكية لشطب السعودية من قائمة العار ومرتكبي جرائم بحث أطفال اليمن، ولو عددنا وسردنا الآن ما ارتكبه التحالف من جرائم بحق أطفال اليمن لاحتجنا إلى شهور حيث أن ما لم يتم توثيقه أكثر مما وثق ونشر.
رحل ريان عنا إلى ربه مرحوما، وبعد أن كان في قرية لا يعرف عنها أحد شيئا ها هو العالم بأسره يبكيه ويعزي أسرته، رحل ريان عن هذا العالم المنافق تاركا وراءه ألف ألف ريان في اليمن وغير اليمن ما يزالون في غيابة جب الظالمين، رحل ريان إلى جنة الخلد وأعين طيور الظلام وطائرات القتل مفتوحة على أطفال اليمن منتظرة الأوامر من أرباب القتل لينقضوا عليهم ويدفنوهم أحياء دون أن يكترث لهم أحد.
رحمك الله يا ريان ورحم أطفال اليمن.