الإصلاح يلعب على المكشوف ضد الانتقالي في الجنوب مستخدماً تنظيم القاعدة علناً
تقرير خاص – المساء برس|
بات من الواضح أن الإصلاح يلعب على المكشوف في الجنوب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، فتصعيد الإصلاح ضد الانتقالي بدأ يأخذ منحى آخر مغاير للحرب المباشرة والمواجهات العسكرية في الجبهات ويستخدم هذه المرة أدوات أخرى في حربه ضد المجلس كي يسقط عن نفسه الحرج والمسؤولية لكون تبنيه التصعيد بشكل مباشر قد يؤثر على موقفه أمام المجتمع الدولي كونه جزء رئيسي موقع على اتفاق الرياض.
وبعد أن قرر أبناء عدن وضع حد لاستهتار حكومة المناصفة بمصير أبناء الجنوب وتجويعهم عمداً بهدف الضغط على خصمها الانتقالي الجنوبي، رأى الإصلاح أن يغيّر من استراتيجية حربه التي باتت تأخذ طابعاً إرهابياً ضد الجنوب عموماً والمجلس الانتقالي الجنوبي خصوصاً.
هذا التغيير تحمل عناوينه الرئيسية تحويل الحرب على الانتقالي من الحرب المباشرة في الجبهات الرئيسية إلى الحرب غير المباشرة وباستخدام أدوات وحلفاء تابعين للإصلاح.
ففي أبين تعرضت قوات الانتقالي الجنوبية للهجوم الثاني على التوالي خلال يومين أدى لمقتل وجرح عدد من قوات الانتقالي.
تمثل الهجوم الأول باستهداف قوات الانتقالي في منطقة أحور أمس الأول الخميس والذي أدى لمقتل 14 جندياً من قوات الحزام الأمني الجنوبية، بينما تمثل الهجوم الثاني بما حدث ظهر أمس الجمعة من هجوم لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي على نقطة أمنية تابعة للانتقالي في مديرية الوضيع وأدى لمقتل أحد أفراد النقطة وجرح 3 آخرين حالتهم خطيرة فيما قتل أحد المهاجمين من عناصر القاعدة.
بالمثل أيضاً تستمر حرب الإصلاح ضد الانتقالي ليس في أبين فقط بل في محافظات أخرى، كشبوة التي قمع فيها الإصلاح اليوم متظاهرين سلميين محتجين على حالة الانهيار الاقتصادي والمعيشي وانهيار الخدمات وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية وانعدام المشتقات النفطية، وعلى الرغم من المطالب الحقوقية للمحتجين إلا أن توجه سلطات الإصلاح بقيادة المحافظ محمد بن عديو لقمعها تأتي في سياق أن المتظاهرين يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومن المتوقع أن تتوسع الحرب التي تقودها مليشيا الإصلاح ضد أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي لتصل إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الانتقالي بما في ذلك استهداف معسكرات هذه القوات.
حيث يرى مراقبون إنه وكما استطاعت مليشيا الإصلاح وحلفائها من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الوصول إلى استهداف ومحاولة اغتيال وزير الخدمة المدنية بحكومة المناصفة د. ناصر الوالي في عدن، والذي يعد من وزراء الانتقالي، فبإمكان هذه المليشيا وعناصرها الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الوصول أيضاً إلى معسكرات الانتقالي ومقراته وقياداته العسكرية والأمنية والمدنية.
على الجانب الآخر تهدف هجمات الإصلاح على الانتقالي في أبين إلى إبعاد قوات الانتقالي عن المنطقة المحصورة بين الساحل في أبين والمديريات الوسطى للمحافظة بهدف تسهيل مرور ونقل ما تنقله السفن التركية التي تصل إلى مقربة من سواحل أبين لنقل أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية متوسطة والتي يتم نقلها بعد ذلك عبر الطرق البرية إلى مليشيا الإصلاح في الجنوب وتعز.
وتكشف مصادر مطلعة أن القيادي بتنظيم القاعدة والمرتبط بشكل مباشر بحزب الإصلاح سالم امشعناء أوكلت له مهمة تأمين شحنات السلاح الواصلة عبر السفن التركية الصغيرة إلى سواحل أبين وتأمين الخط الرابط بين الساحل وبقية مناطق ومديريات أبين الوسطى، والتي تحمل نقطة امريدة التي تم مهاجمتها أمس الجمعة من قبل تنظيم القاعدة، أهمية استراتيجية كونها تربط بين المنطقتين، ويأتي الهجوم بعد محاولات من الإصلاح عبر قيادات عسكرية تابعة لهادي محاولة السيطرة على هذه النقطة سابقاً حيث طُلب من قوات الانتقالي تسليمها لقوات هادي غير أن الانتقالي رفض ذلك وهو ما اضطر مليشيا الإصلاح إلى تنفيذ الخطة البديلة للسيطرة على هذه النقطة.