ما سبب وصول علي محسن إلى وادي حضرموت ولماذا لم يحضر البحسني لاستقباله؟
حضرموت – تقرير خاص – المساء برس|
لم يعد خافياً من أن هناك انقساماً كبيراً بين قيادة سلطة حضرموت التي تتركز في الساحل وقيادة الشرعية والتي تتركز في الوادي، وقد لوحظ ذلك بقوة من خلال عدم حضور محافظ حضرموت الموالي للشرعية لاستقبال نائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه هادي، الفريق علي محسن الأحمر والذي وصل إلى مدينة سيئون أمس الثلاثاء والتقى بقيادة المنطقة العسكرية الأولى والسلطة المحلية بوادي حضرموت فقط.
وصول علي محسن الأحمر إلى سيئون يأتي بعد أسبوع واحد من زيارة محافظ المحافظة فرج البحسني بمعية قيادات عسكرية وأمنية من ساحل حضرموت، وكان اللافت في هذه الزيارة هو وجود مدير أمن ساحل حضرموت العميد منير التميمي داخل صالة اللقاء وهو ممسكاً ببندقيته، في إشارة رآها مراقبون بأنها تنبئ بوجود توتر بين المكلا وسيئون أو بين الساحل والوادي وأن قيادة المحافظة في الساحل غير آمنة على وجودها في وادي حضرموت خاصة وأن البحسني اتجه في الفترة الأخيرة للعمل بقوة مع الإمارات، وذلك ما يتبين من خلال قيامه بالرفع لأبوظبي بتزويد ساحل حضرموت بعتاد عسكري وهو ما استجابت له أبوظبي حيث أفادت مصادر في ميناء المكلا بأنهم ينتظرون خلال الأيام القليلة القادمة وصول عتاد عسكري نوعي وكبير سيتم توزيعه على قوات النخبة الحضرمية الموالية لأبوظبي.
وكشفت مصادر موثوقة في حضرموت لـ”المساء برس” إن سلطة ساحل حضرموت بقيادة البحسني فقدت شعبيتها بشكل كبير جداً بسبب تماهي السلطة مع المشروع الإماراتي من خلال تسهيل توغل النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت على الرغم من أنها قوات ضعيفة ويمكن ضربها بسهولة حسب المصادر، بالإضافة إلى استمرار حالة الانهيار الأمني والفساد والتردي الاقتصادي ونهب قرابة الـ200 مليون دولار اختلستها قيادة سلطة الشرعية من حضرموت كانت عبارة عن عائدات النفط المستخرج من آبار المحافظة دون أن ينال المحافظة نصيب منها، وهذا ما انعكس على العلاقة بين الحاضنة الشعبية وقيادة الساحل بما فيها البحسني من جهة وعلى المجتمع وقيادة الشرعية المنفية خارج اليمن من جهة ثانية، بمعنى عدم قبول المجتمع المحلي لكلا الطرفين.
المصادر أكدت أيضاً أن زيارة البحسني الأخيرة إلى سيئون كان هدفها حشد أكبر قدر من القبائل وأبناء الوادي للاصطفاف مع سلطة حضرموت الموالية لأبوظبي ولإقناعها بعدم مواجهة النخبة الحضرمية، غير أن المصادر أكدت أن البحسني فشل في مهمته حيث وجد أن هناك انهياراً في مستوى القبول المجتمعي لسلطة الشرعية الموالية سواءً لأبوظبي أو للرياض.
في المقابل تؤكد المصادر إن الإصلاح بقيادة علي محسن الأحمر ومن معهم من قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت باتوا مدركين أنهم لا يستطيعون مواجهة الإمارات وأدواتها في حضرموت بسبب تفكك القوة العسكرية التابعة للمنطقة الأولى من جهة وعدم قبول الحاضنة الشعبية لقيادة الشرعية والإصلاح من جهة ثانية.
كما أكدت المصادر أيضاً أن قوات هادي في وادي حضرموت أصبح عددها قليل جداً ومعظم الجنود غير موجودين في حضرموت وأن سقوط هذه القوات سواءً بيد قوات صنعاء في حال تقدمت واستولت على مأرب أو بيد النخبة الحضرمية بات أمراً مؤكداً، ما يعني أن الإصلاح يحشد قوته لمواجهة خصمين في حضرموت الأول قوات صنعاء في حال سيطرت على مأرب والخصم الثاني الإمارات وأدواتها المحلية، وفي هذا الصدد تعود المصادر وتؤكد أن الانتقالي الجنوبي ومن معه من مقاتلين في النخبة الحضرمية غير مقبولين في محافظة حضرموت سواءً في الوادي أو الساحل وأنها مثل الإصلح والشرعية لا تحظى بقبول مجتمعي وأي معركة بين النخبة الحضرمية والإصلاح في حضرموت ستكون متكافئة باستثناء الغطاء الجوي، وهنا تتوقع المصادر أن الإمارات قد تحسم المعركة لصالح أدواتها في النخبة الحضرمية من خلال مشاركتها بالطيران الحربي الذي لن يكون موجوداً لمساندة قوات الإصلاح هناك.