اعتراف: من يستدعي الغرب لحمايته من إيران لن يستطيع حماية نفسه
المساء برس – تقرير خاص| مشاركة قوات أجنبية أمريكية وغير أمريكية ليس بجديد إذ لطالما تحدث قياديون في جماعة أنصار الله “الحوثيين” عن “مشاركة قوات أجنبية في العدوان على اليمن”، وكان الرئيس السابق للمجلس الرئاسي المعروف باسم “المجلس السياسي الأعلى” في صنعاء، صالح الصماد، والذي اغتيل بطائرة بدون طيار أمريكية أثناء تواجده في مدينة الحديدة بهدف التحذير من وجود نوايا أمريكية بالتدخل مباشرة في معركة الساحل الغربي والسيطرة على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، كان قد كشف في لقاء مع القيادات المحلية ومشائخ الحديدة وتهامة عموماً، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحضّر لهجوم مباشر على الحديدة للسيطرة عليها وأن أي هجوم من التحالف على الساحل الغربي لن يكون بدن مشاركة واشنطن، ولم تمض سوى ساعات قليلة على هذه التصريحات حتى تعرض موكبه المكون من سيارتين لثلاث غارات جوية بطائرة أمريكية بدون طيار أودت بحياته وحياة مرافقيه.
كما سبق وأن حذّر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطابات متعددة مطلع الحرب التي شنها التحالف على اليمن في 2015 من أن “هذه الحرب على اليمن هي حرب تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتقف إلى جانبهما إسرائيل”، وفي خطاب آخر له قبل عدة أيام وتعليقاً على المستجدات العسكرية في الساحل الغربي وهجوم الإمارات على الحديدة، قال الحوثي إن قوات “الجيش واللجان الشعبية في وحدة الرصد الجوي رصدت مشاركة طائرات رصد وتجسس إسرائيلية في العمليات على مدينة الحديدة”.
وعلى الرغم من كل تلك التصريحات التي أكد خلالها قيادات أنصار الله وسلطات صنعاء من أن الحرب على اليمن ليست بهدف إعادة “الشرعية” وإنما هو بهدف السيطرة على اليمن نظراً لموقعها الجغرافي المتميز والهام والمسيطر على أحد أهم المضائق المائية في العالم، على الرغم من ذلك كله، إلا أن قيادات سياسية وعسكرية وناشطين موالين للتحالف ومؤيدين للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي كانوا يسخرون من تصريحات “أنصار الله” ويصفونها بالكاذبة والمغالطة وأنها “تبرير منهم للسيطرة على البلاد والاستيلاء على السلطة”، وأن الحرب التي يخوضونها ضد قوات هادي “يحاولون إصباغها بمواجهة أمريكا وإسرائيل وأذرعهما في اليمن لشرعنة انقلابهم على الشرعية”.
لكن اليوم بات عدد من هؤلاء الناشطين والسياسيين الموالين لـ”الشرعية” والتحالف السعودي الإماراتي، يتحدثون في وسائل الإعلام العالمية عكس ما كانوا يقولونه، إذ لم يعد التواجد الأمريكي والمشاركة المباشرة في الحرب على اليمن مجرد “شائعات حوثية” هدفها الشرعنة “للانقلاب وقتال الشرعية”.
وفي مقابلة تلفزيونية مع أحد أبرز الموالين للتحالف و”الشرعية”، رصد “المساء برس” تصريحاً للناشط الحقوقي اليمني المقيم في نيويورك إبراهيم القعطبي وهو يتحدث عن أن ما يحدث في الحديدة هو صراع إقليمي ودولي على الممرات الهامة في العالم ومن ضمنها الممرات اليمنية التي تقع على أهم موقع جغرافي في العالم.
ويعترف القعطبي في حديثه لقناة “الجزيرة” القطرية في برنامج الحصاد أمس الخميس، أن السعودية والإمارات تعتقد أنها قوى إقليمية مؤثرة في الساحة الدولية وأنها هي من تحرر اليمن، مضيفاً: “أنا في اعتقادي أنها ليست إلا مجرد أداة للغرب وهذه الأمور أصبحت واضحة حين تستقدم أمريكا وفرنسا التي تقدم لها الدعم اللوجستي”.
وقال القعطبي في حديثه للجزيرة إن “من دمر العراق بغرض نشر الديمقراطية هو الآن يحاول السيطرة على اليمن بهدف أو تحت شعار إدخال المواد الغذائية، وهذه أكذوبة تاريخية، الحديث لم يعد حول استعادة الشرعية الحديث الآن هو عن السيطرة على الموانئ وإدخال المواد الإنسانية، الحكومة اليمنية الآن مغيبة والتحالف العربي لا يتحدث عن الحكومة اليمنية ولا يريد منها إلا أن تؤدي دور الأطرش في الزفة”.
وأضاف القعطبي إن التحالف الآن يبني مليشيات داخل البلد تشارك في هذه الحرب في الحديدة، وقال “هناك تدخل مباشر من قبل السعوديين والإماراتيين لأنهما الأداة الوحيدة التي ستقتل اليمنيين بشكل مباشر، لأن العالم الغربي لا يريد التورط بشكل مباشر بالقتال وإنهاك الدماء والاحتلال المباشر وهذا بات واضحاً في ليبيا وسوريا والعراق وأماكن أخرى والآن في اليمن، الآن السعودية والإمارات تؤدي هي هذا الدور، لكن الغرب لن يأمنها على الممرات الدولية ولذلك في نهاية المطاف سيُطلب منها تسليم هذه الموانئ والشواطئ إلى الدول الغربية وهي فقط الآن تؤدي الدور الذي يقتلون من خلاله الشعب اليمني ويحتلون أرضه، هذه هي المسألة الحقيقية الغرب لن يأمن الدول العربية في الممرات الدولية ومن يطالب الغرب بحمايته من إيران فعلاً لن يستطيع حماية نفسه ولا حماية الشعب اليمني ولا تحرير الشعب اليمني وهذه هي المسألة الخطيرة التي وقع ضحيتها الشعب اليمني”.
ويرى مراقبون أن إدراك الموالين للتحالف و”الشرعية” لما يتهدد اليمن وأمنه والإقليم بشكل عام ويتم تمريره عبر المشاركة العسكرية في الحرب ضد الشعب اليمني بهدف “استعادة الشرعية”، يرى مراقبون أن هذا الإدراك لا يزال قاصراً، ففي الوقتي الذي يصرخ فيه ناشطو وسياسيوا “الشرعية” من المخطط الإماراتي السعودي الهادف للاستيلاء على المياه الإقليمية لليمن وتقسيمه، إلا أنهم وحسب وصف مصدر سياسي في صنعاء: “لا يزالون ينتظرون من أدوات الغرب في المنطقة إعادتهم إلى الحكم واستعادة الشرعية لهم وتمكينهم من الوصول إلى صنعاء، فهم ينتقدون ما تخطط له الإمارات ضد اليمن وفي الوقت ذاته يريدون منها استعادة الشرعية لهم، كما أنهم يصفون الإمارات والسعودية بالأدوات الغربية في المنطقة وهدفها احتلال اليمن، وفي الوقت ذاته يؤيدون التدخل العسكري في اليمن ضد قوات حكومة الإنقاذ وأنصار الله الذين يحاربون لتخليص اليمن من التبعية للغرب والسعودية وأي قوى عالمية أخرى ويهدفون لانتزاع استقلال وسيادة اليمن على كامل أراضيه وأجوائه ومياهه”.