اختفاء الدولار من البنك المركزي بعدن “أزمة الصراع تتطور”
المساء برس – تقرير خاص/ لا تزال محافظة عدن جنوب اليمن تعيش في أزمة خانقة في المشتقات النفطية، يأتي هذا وسط حالة التصعيد التي يقودها المجلس الانتقالي ضد حكومة هادي الموالي للرياض، فيما لا يزال محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي مقيماً في العاصمة المصرية القاهرة بعد أن أجرى عملية جراحية.
وقد تطور الصراع بين المحافظ ورئيس حكومة هادي “أحمد عبيد بن دغر” مؤخراً على خلفية اتهام المحافظ للأخير بنهب خمسة مليارات ريال ونقلها للخارج، فيما لا تزال مئات المليارات التي تجنيها عدن من مينائها ومن موارد أخرى غامضة حيث لا يعرف فيما تم إنفاقها ومن المسؤول عن النهب المنظم لإيرادات المحافظات الجنوبية.
وبالعودة إلى أزمة المشتقات النفطية ففي عددها الصادر اليوم نشرت صحيفة “الأيام” الصادرة من عدن أن أسباب الأزمة يعود إلى سوء إدارة مصفاة عدن، وأكد مسؤول في شركة النفط بعدن في تصريح للصحيفة أنه لا يستطيع شراء مادتي البنزين والديزل من الأسواق الخارجية لأنها مهمة مصافي عدن قانونياً.
ووفقاً لمواطنين محليين فقد أخفقت مصفاة عدن في أداء مهامها ولم تقم بأي إنجاز خدماتي لإنقاذ المدينة الغارقة في الظلام وانعدام المشتقات النفطية.
وقد كشف المسؤول عن أن أبرز المشكلات التي نتجت عنها أزمة المحروقات في عدن هو “عدم وجود العملة الصعبة في خزينة البنك المركزي (الدولار الأميركي)، وهي العملة الدولية للتعاملات في أسواق النفط وغيرها”، مضيفاً أن هناك مشكلة جديدة ظهرت مؤخراً بشأن استيراد شحنات المحروقات ووصولها إلى ميناء الزيت يتمثل بعدم وجود تأمين مالي لدخول السفن إلى الميناء.
وقال المسؤول الحكومي أن “أمر التأمين هو أول ما يتحدث بشأنه مالكو سفن المشتقات النفطية قبل دخولهم إلى ميناء الزيت بسبب تخوف التجار الآخرين من هجمات مفترضة قد تستهدف سفنهم أثناء رسوها في الميناء”. مضيفًا أن “مبالغ التأمين لا تتوافر لدى المؤسسات الحكومية المستوردة للمحروقات”.
وأكد المسؤول الحكومي أن “السفينة (فالكون مريم) التي يمتلكها التاجر أحمد العيسي ما زالت جاثمة في ميناء الزيت بالبريقة، وهي محملة بآلاف الأطنان من مادة الديزل التي يتفاوض الجانب الحكومي حول تلك الشحنة مع التاجر لتفريغ ولو جزء يسير من حمولتها إلى خزانات المصافي ومن ثم لخزانات النفط تمهيدًا لبيعها في السوق المحلية”.
وبينما تتحكم الإمارات والمجلس الانتقالي بموارد عدن المالية، يحتكر التاجر العيسي توريد المشتقات النفطية لمدينة عدن وباقي المدن الجنوبية، في ظل حديث عن وجود علاقة مالية بين الرجل وبين نجل الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
أما رئيس الحكومة الموالية للرياض احمد عبيد بن دغر فهو الآخر متهم باختلاس المليارات من الريالات وتحويلها إلى الخارج حسب اتهامات وجهها له محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، ما دفع بـ”بن دغر” إلى سحب صلاحيات المفلحي وتكليف وكيل المحافظة أحمد سالمين بتولي مهام المحافظ والذي باشر عمله من اليوم.
ويرى كثير من المراقبين أن التحركات الأخيرة لرئيس وزراء الحكومة الموالية للتحالف أحمد عبيد بن دغر في المحافظات الجنوبية وتنقله من محافظة إلى أخرى وما سبقها من لقاءات مع القيادات الإماراتية في المخا، يراها مراقبون أنها انسجام واضح لأكبر مسؤول في حكومة هادي مع الإمارات، خاصة وأن الجولة التي قام بها بن دغر في محافظات الجنوب قبل شهر كانت برعاية إماراتية.
ويرجع المراقبون هذا التقارب إلى أن أحمد عبيد بن دغر هو أحد القيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام وهو من المنشقين عن صالح، أو على اعتبار أنه انشق، ومن المعروف على الإمارات أنها تستخدم القيادات المؤتمرية في الجنوب لتوسيع نفوذها وتعمل على تقوية هذه القيادات وإظهارها في الصورة شيئاً فشيئاً، وهذا يعني أن بن دغر حالياً يعمل لصالح الإمارات في الجنوب وأصبح أداة بيد قائد القوات الإماراتية يحركه كيفما يشاء وما خلافه الأخير مع محافظ محافظة عدن وإصداره قراراً بسحب صلاحياته ونقلها لوكيل المحافظة إلا دليل على أن الرجل يعمل لصالح الإمارات التي انزعجت من تصريحات المحافظ المفلحي التي أوجعت الإمارات وكشفت عمّا تمارسه من نهب للأراضي ومنها أراضي ميناء عدن من ناحية، وسلب لإرادة الجنوبيين أنفسهم وخياراتهم من ناحية ثانية.