التصعيد العسكري “الرد العملي على تحركات صالح وتصريحات بن سلمان”
المساء برس – تقرير خاص/ في أول رد لقوات صنعاء على تصريحات ولي العهد السعودي الذي أكد استمرار الحرب على اليمن لـ”استئصال” ما سماه “حزب الله الاخر في اليمن”، أعلنت قوات صنعاء اليوم الجمعة إسقاط طائرة حربية نوع “تايفون” تابعة لسلاح الجو السعودي بصاروخ أرض جو.
وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة التابعة لصنعاء العميد الركن شرف غالب لقمان، أن استراتيجية التحالف وتكتيكاته العسكرية لم تحقق أهدافه في السيطرة والهيمنة على اليمن.
وقال العميد لقمان لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) “إن تصريحات ولى عهد السعودي الأخيرة تكشف بوضوح مدى خوف وقلق قيادة المملكة من الهزيمة العسكرية في حربها العبثية ضد اليمن”.
وأوضح لقمان أن تصريحات بن سلمان محاولة يائسة لإنقاذ المملكة من الرد اليمني المتصاعد الذي يقترب من الحسم في ظل تراجع القوات السعودية في العمق السعودي، لافتاً إلى أن خطط واستراتيجية قواته وتكتيكاتها العسكرية باتت تشكل خطراً محدقاً على التحالف.
وقال العميد لقمان أن المعارك التي تخوضها قوات صنعاء دفاعا عن الوطن سيحتاج خبراء المعارك العسكرية في العالم إلى وقت طويل للتعاطي معها وفهم تفاصيلها كونها تمثل منهجية ومنطق جديد للتفوق العسكري لا يشكل فيها فارق التسليح الأهمية الأولى، مشيراً إلى أن الضربات المضادة المسددة بدقة عالية ضد المواقع والمخازن في العمق السعودي فتحت ثغرات في خطوط دفاعاته ومكنت جيشه ولجانه من السيطرة والتحكم في مسرح العمليات.
فيما أكد قائد القوات الجوية اللواء إبراهيم الشامي أن إطالة أمد الحرب من قبل السعودية على اليمن لن يفيد المملكة.
وقال الشامي في تصريحات لوسائل إعلامية مختلفة أن المعادلة في السماء على وشك أن تتغير ،ناصحا السعودية أن تأخذ وعود قائد انصار الله عبد الملك الحوثي الاخيرة بشأن التطور العسكري سيما الدفاع الجوي على محمل الجد، موضحاً أنه “كلما استمر التحالف في الحرب كلما أظهرت قوات صنعاء مزيدا من المفاجئات العسكرية”.
وقبل إسقاط المقاتلة السعودية بصاروخ أرض جو سبق أن أعلنت الوحدة الصاروخية لقوات صنعاء أمس الخميس إطلاق صاروخ باليستي نوع “قاهر تو إم” على مخازن الجيش السعودي في بير عسكر بنجران وأن الصاروخ أصاب هدفه بدقة وفقاً للاستخبارات العسكرية الخاصة بقوات صنعاء.
وداخلياً يأتي هذا التصعيد العسكري من قبل قوات صنعاء في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين مكوني أنصار الله والمؤتمر توتراً شديداً بعد محاولات المؤتمر بوساطة إماراتية تقديم تنازلات للسعودية مقابل ضمان بقائه في السلطة، في الوقت الذي لم يتم التأكد من هذه التنازلات غير أن تحركات الأخير خلال الفترة الماضية تشير إلى وجود تنسيق لتنفيذ مخطط لم تتضح معالمه حتى اللحظة.
عمليات التصعيد والمفاجئات العسكرية التي أعلنتها قوات صنعاء بإسقاط طائرة حربية وبصاروخ أرض جو تأتي بعد ساعات أيضاً من تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أكد استمرار الحرب ضد “الحوثيين” الذين وصفهم بـ”حزب الله آخر في المنطقة” وأنهم “يشكلون خطرا كبيرا على السعودية وحلفائها”، ما اعتبرها مراقبون أنها تصريحات “تكشف عمق العلاقة بين السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة وأنها واحدية الأهداف”.
وتشير تصريحات قيادات الجيش اليمني إلى أن هذا التصعيد له أسبابه، لعل أبرزها تصريحات محمد بن سلمان الأخيرة، والتي اعتبر فيها أن الحرب ليست لإعادة الشرعية وإنما لاستهداف “أنصار الله”، في الوقت الذي لم يذكر فيه بن سلمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولا حزب المؤتمر كما كان يفعل في كل مرة، وهو ما يقود إلى تساؤل مهم حسب مراقبين: هل هناك اتفاق تم بين السعودية والمؤتمر وهل يقضي الاتفاق على ضرب تماسك الجبهة الداخلية لسلطة صنعاء التي يشكلها مناصفة أنصار الله والمؤتمر؟، وهل التصعيد العسكري يأتي رداً على محمد بن سلمان فقط أم أنها رداً على بن سلمان وعلى تحركات المؤتمر ورئيسه “صالح” التي أزعجت أنصار الله؟.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد