اليمن يقلب الموازين: تفوق استخباراتي واستراتيجي يُربك البحرية الأمريكية في البحر الأحمر

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في تصعيد غير مسبوق يعكس تحول اليمن إلى قوة إقليمية مؤثرة، نجحت القوات المسلحة اليمنية في إفشال ثلاث هجمات جوية عدائية من قبل البحرية الأمريكية خلال أسبوعين فقط.

هذه العمليات النوعية تكشف عن تفوق استخباراتي وتقني يمنح اليمن خطوة متقدمة في مواجهة أكبر قوة عسكرية في العالم، مما يضع البنتاغون في موقف حرج ويُثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

إرباك أمريكي مستمر: ثلاث هزائم متتالية

البداية كانت في 22 ديسمبر الماضي عندما حاولت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” الاقتراب من المياه اليمنية لتنفيذ أوسع هجوم جوي على اليمن. ولكن القوات اليمنية باغتتها بهجوم مضاد تكتيكي شمل استخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة.

الهجوم لم يؤدِ فقط إلى إحباط الهجوم الأمريكي، بل تسبب في كارثة للبحرية الأمريكية بعد إسقاط طائرة مقاتلة من طراز F-18 بسبب إرباك أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، والتي بدلاً من التصدي للطائرات اليمنية، استهدفت طائرة صديقة وأسقطتها وكادت تسقط الأخرى حسب شهادة الطيارين أنفسهم..

نتيجة لذلك، انسحبت حاملة الطائرات ومجموعتها الدفاعية إلى أقصى شمال البحر الأحمر في مشهد يُعد نكسة جديدة للهيمنة الأمريكية في المنطقة خلال العام 2024 بعد أول نكسة والتي تمثلت في شن هجوم يمني ضد حاملة الطائرات دوايت دي آيزنهاور ما أدى لاتخاذ قرار أمريكي بسحبها من مسرح المعركة.

تكرار الهزيمة في ظل تفوق يمني

عاد مشهد الفشل الأمريكي مجددًا في 26 ديسمبر، عندما حاولت “ترومان” تمركزها بين ينبع وجدة في المياه الإقليمية السعودية للتحضير لهجوم واسع آخر ضد اليمن. إلا أن القوات اليمنية، بفضل أنظمتها الاستخباراتية المتقدمة، نفذت عملية هجومية استباقية أربكت خطط الهجوم الأمريكي وأجبرت قادة البحرية هناك على إلغائه بالكامل.

واليوم الموافق 6 يناير 2025، تكرر السيناريو للمرة الثالثة، حيث أظهرت القوات اليمنية مرة أخرى قدرتها على كشف التحركات الأمريكية وضرب حاملة الطائرات ترومان باستخدام صاروخين مجنحين وأربع طائرات مسيرة، ما أدى إلى فشل التحضيرات الأمريكية للهجوم ومن المرجح أن تكون القوة البحرية الأمريكية قد انسحبت إلى مواقع أكثر أماناً.

تفوق استخباراتي يقلب موازين القوة

ما يثير الإعجاب في هذه العمليات ليس فقط القدرة الهجومية، ولكن أيضًا التفوق الاستخباراتي الذي حققته اليمن. باستخدام أنظمة مراقبة متقدمة قادرة على تتبع حركة الطائرات الحربية وحاملات الطائرات ومجموعاتها الدفاعية، أثبتت اليمن قدرتها على تجاوز العجز الاستخباري الأمريكي الذي تعاني منه تجاه الأهداف المؤثرة في اليمن، مما يُصعّب على البنتاغون تنفيذ عمليات ناجحة.

هذه الأنظمة، التي تعتمد على تقنيات متطورة لم تُكشف تفاصيلها بعد، مكّنت اليمن من التحرك بفعالية في مسرح العمليات البحرية في البحر الأحمر والعربي، بينما وجدت البحرية الأمريكية نفسها مقيدة في تحركاتها وعاجزة عن الرد بفعالية.

انعكاسات على الهيمنة الأمريكية في المنطقة

التفوق اليمني يضع البحرية الأمريكية، بل والمنظومة الدفاعية الأمريكية بأكملها، في موقف دفاعي غير مسبوق. ففشل واشنطن في مواجهة قدرات يمنية ناشئة يُلقي بظلاله على صورتها كقوة لا تُقهر، ويُبرز عجزها عن التعامل مع تكتيكات ذكية وفعالة تأتي من قوة تعتبرها أقل تسليحًا وتطورًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تقييد حركة حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” ومجموعتها الدفاعية في البحر الأحمر يُرسل رسالة واضحة إلى جميع القوى الإقليمية والدولية مفادها بأن الهيمنة الأمريكية في المنطقة لم تعد أمرًا مسلمًا به، وأن اليمن بات قادرًا على تغيير قواعد اللعبة.

اليمن: أول دولة عربية تحقق تفوقًا استراتيجيًا على واشنطن

نجاح اليمن في إفشال ثلاث عمليات هجومية أمريكية خلال فترة قصيرة قبل بدئها، يجعلها أول دولة عربية تُحقق تفوقًا استراتيجيًا واستخباراتيًا بهذا المستوى ضد الولايات المتحدة. هذا التفوق لا يُشكل فقط ضربة للهيبة العسكرية الأمريكية، ولكنه يُعيد صياغة التوازنات الإقليمية، مما يُعزز مكانة اليمن كقوة صاعدة في المنطقة.

الرسالة إلى واشنطن: زمن الهيمنة المطلقة قد انتهى

إن العمليات اليمنية الأخيرة ليست مجرد هجمات عسكرية، بل هي جزء من حرب نفسية متكاملة ضد الولايات المتحدة. الرسالة واضحة: اليمن ليس فقط قادرًا على الصمود، بل أيضًا على مهاجمة الخصم وإفشال خططه قبل أن تبدأ. هذا النجاح يعكس فشلًا استباقيًا لاستراتيجية واشنطن ويُبرز أن زمن الهيمنة المطلقة قد ولى.

اليمن يقود تحوّلًا تاريخيًا في ميزان القوى

ما يحدث في البحر الأحمر اليوم يمثل نقطة تحول تاريخية، حيث تُظهر اليمن أن التصميم والإرادة يمكن أن يتفوقا على التكنولوجيا المتقدمة والقوة العسكرية الهائلة. هذا الانتصار الاستخباراتي والعملياتي يُعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة ويضع الولايات المتحدة في مواجهة حقيقية مع حقيقة جديدة: خصم صغير يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.

قد يعجبك ايضا