بعد تلميحات بأن الحل السلمي في اليمن لم يعد ممكناً بعد التصعيد في سوريا.. غروندبيرغ يدعو لتنفيذ خارطة الطريق
نيويورك – المساء برس|
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته الجديدة لمجلس الأمن اليوم الأربعاء، أن تحقيق السلام وتنفيذ التدابير الاقتصادية، بما في ذلك دفع الرواتب بشكل مستدام، لا يزال أمرًا ممكن التحقيق.
وأشار غروندبرغ إلى أهمية التزام جميع الأطراف اليمنية بالجهود الأممية الرامية إلى تنفيذ خارطة الطريق، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتحقيق خطوات اقتصادية وإنسانية تمهد لعملية سياسية شاملة.
وقال المبعوث الأممي: “أدعو للانخراط بجدية مع الجهود التي أقودها لتنفيذ خارطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة”.
وأضاف غروندبيرغ: “اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن أمر ضروري إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام”.
تصريحات غروندبرغ تأتي بعد أيام قليلة من تصريحات مناقضة لما قاله اليوم حيث أشار قبل أيام إلى أن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بين صنعاء والرياض أواخر عام 2023 أصبحت غير قابلة للتنفيذ، وهو ما فُسّر على أنه مؤشر لضغوط أمريكية وعرقلة أي خطوات جدية نحو إنهاء الحرب وفق تلك الخارطة، وخاصة وأن تصريحاته أتت بعد تحقيق قوات تنظيم القاعدة في سوريا تقدماً عسكرياً في الأراضي السورية وسيطرت على مدينة حلب قبل أن تصل دمشق وتتسلم السلطة بعد انسحاب الرئيس السابق بشار الأسد.
هذا التناقض بين الإحاطة الحالية وتصريحاته السابقة يعكس تعقيد المشهد السياسي في اليمن، حيث يُنظر إلى المواقف الدولية المتباينة كعائق أمام تحقيق أي تقدم ملموس في الحل السياسي.
وخارطة الطريق التي وُضعت كإطار للحل بين صنعاء والرياض نهاية 2023 تضمنت التزامات واضحة تتعلق بوقف إطلاق النار، واستئناف دفع الرواتب، والبدء بخطوات تخفف من الأزمة الإنسانية. لكن الضغوط الدولية والإقليمية، إلى جانب تباينات المصالح، أدت إلى تعثر تنفيذها، مما أثار استياء اليمنيين الذين يعانون من تداعيات الحرب المستمرة.