تصاعد الغضب في الجنوب اليمني: دعوات لثورة جياع وسط انهيار معيشي وعجز لحكومة التحالف
عدن – المساء برس|
تتزايد نذر اندلاع ثورة واسعة في المحافظات الجنوبية اليمنية، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية وعجز حكومة المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف السعودي الإماراتي عن صرف مرتبات الموظفين، للشهر الثالث على التوالي. وتأتي هذه التطورات في أعقاب اتساع رقعة الإضرابات في مدارس محافظتي عدن وأبين، احتجاجاً على تردي الظروف الاقتصادية وتأخر الرواتب.
وتصاعدت الدعوات الشعبية لتنظيم تظاهرات غاضبة غداً الإثنين أمام قصر المعاشيق في عدن، مقر حكومة التحالف، فيما أطلق ناشطون على هذه التحركات اسم “ثورة الجياع”. وتعد هذه الدعوات تتويجاً لحالة الاحتقان التي تشهدها المحافظات الجنوبية منذ سنوات، حيث تتزايد الشكاوى من انهيار الخدمات وارتفاع الأسعار، بالتزامن مع تراجع غير مسبوق لقيمة العملة المحلية.
وتشير التقارير إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي تعاني من تدهور اقتصادي حاد، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 2060 ريال يمني، ما تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، وتفاقم معاناة المواطنين.
وفشلت حكومة المجلس الرئاسي في اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة الأزمة الاقتصادية أو صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، رغم وعود متكررة بتحسين الأوضاع. ويتهم المواطنون الحكومة بالفساد وسوء الإدارة، وسط تقارير عن انشغال القيادات بالصراعات الداخلية على النفوذ والثروات في الجنوب، عوضاً عن أن معظم قيادات حكومة التحالف يستنزفون ما بأيديهم من إيرادات على نفقاتهم ونفقات عائلاتهم المتواجدة بشكل دائم خارج البلاد منذ سنوات طويلة حيث تصرف حكومة التحالف مرتبات مسؤوليها بالعملة الصعبة كونهم يقيمون خارج اليمن.
ويرى مراقبون أن التحركات الشعبية الأخيرة قد تشكل بداية لانفجار أوسع، خاصة في ظل انعدام أفق الحلول. ومع تنامي السخط الشعبي، قد يجد التحالف السعودي الإماراتي صعوبة في احتواء الأوضاع، ما ينذر باضطرابات كبيرة قد تهدد مصالحه في اليمن.
ومع تصاعد الدعوات للتظاهر وغياب أي مؤشرات لحلول جذرية، يبدو أن المحافظات الجنوبية على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، ما قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.