التحالف السعودي الإماراتي يدفع نحو حرب مذهبية وطائفية في شبوة
شبوة – المساء برس|
شهدت محافظة شبوة مؤخرًا تحركات وصفها مراقبون بالمثيرة للقلق، مع تصاعد التوترات الطائفية في المحافظة، إثر محاضرة دينية ألقاها أحد مشايخ قوات “العمالقة” السلفية التابعة للتحالف السعودي الإمارات، في أحد مساجد مدينة عتق.
ووجه السلفي المحاضر هجومًا حادًا على أتباع المذهب الصوفي، واصفًا إياهم بالكفر، ما أثار حفيظة الحاضرين، ودفع أحد المصلين للرد عليه بجرأة قائلاً: “أنا صوفي، فهل أنا كافر؟”.
وأشار مراقبون إلى أن هذا النوع من الخطاب المحرّض يثير مخاوفًا واسعة في المحافظة، كونه يعزّز الانقسامات المذهبية، ويهدد بفتح باب الفتنة الطائفية في منطقة لطالما اتسمت بوحدة مكوناتها المذهبية والاجتماعية.
واعتبرت مصادر قبلية في شبوة أن هذه المحاضرات المستوردة من خارج المجتمع الشبواني تشكل خطوة خطيرة قد تكون بداية لإشعال حرب طائفية، خاصة في ظل الوضع الحساس بالمحافظة التي تُعد منطقة غنية بالنفط وتتمتع بموقع استراتيجي.
ودعا عدد من مشايخ شبوة وقادة الرأي إلى وقفة جادة لمواجهة هذه المحاولات التي تهدد سلامة النسيج الاجتماعي في المحافظة. وقالوا إن محافظة شبوة على مدار مئات السنين كانت نموذجًا للتعايش بين مختلف المذاهب، سواء صوفية أو شافعية أو سلفية، في إطار من الانسجام الاجتماعي، دون أي مشاعر تشدد أو كراهية.
وطالب الأهالي قيادات قوات العمالقة بوقف هذه الخطابات التكفيرية التي وصفوها بـ”الدخيلة” على المجتمع الشبواني، وأكدوا أن الصوفيين لطالما كانوا جزءًا أصيلًا من نسيج المجتمع، وأن التحريض ضدهم يضر بالسلم الأهلي ويضعف وحدة المجتمع.
كما ناشد السكان المشايخ والدعاة بترك المسائل العقائدية بعيدًا عن المنابر العامة، ودعوا قوات العمالقة إلى احترام التعددية المذهبية، وتجنب زرع بذور الفرقة في مجتمع أنهكته الصراعات والدماء نتيجة الخلافات القبلية المتراكمة.
واختتمت الدعوات بالتأكيد على ضرورة وقف نشر الخطابات الطائفية في شبوة، مشيرين إلى أن ما يعانيه المجتمع الشبواني من توترات يكفي، ولا يحتاج إلى مزيد من التأجيج والفرقة التي قد تدفع المحافظة إلى حافة الصراع الطائفي في ظل وضع أمني هش.