تقرير غربي: أنهى الحوثيون هيمنة أمريكا على البحار والمحيطات وواشنطن غير قادرة على منع هجماتهم ضد إسرائيل
خاص – المساء برس|
نشر مركز الأبحاث الكندي “جلوبال ريسرش” تقريرًا حول تأثير الهجمات البحرية للجيش اليمني على الجغرافيا السياسية البحرية الأمريكية، موضحًا كيف أن التكتيكات اليمنية أضعفت الهيمنة الأمريكية في هذا المجال.
وفقًا للتقرير، تسببت الهجمات المتواصلة التي شنها اليمن على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ ديسمبر 2023 في تعطيل كبير لحركة التجارة البحرية العالمية. وأضاف “وقد أثرت هذه الهجمات بشكل خاص على ناقلات النفط والسفن التجارية، مما أدى إلى انخفاض كبير في كميات النفط والغاز الطبيعي التي تمر عبر هذه المناطق الحيوية”.
وأوضح التقرير أن “الولايات المتحدة، التي كانت تعتمد بشكل كبير على قوتها البحرية للسيطرة على طرق التجارة العالمية، تجد نفسها اليوم غير قادرة على منع الهجمات الحوثية التي تستهدف السفن المرتبطة بالغرب وإسرائيل. ونتيجة لذلك، اضطرت العديد من الدول والشركات إلى تغيير مساراتها لتجنب الهجمات، مما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وتباطؤ حركة التجارة العالمية”.
وأضاف التقرير أن “الحوثيين استخدموا تكتيكات متنوعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ والمركبات السطحية، لمهاجمة السفن في المناطق الضيقة للمضيق. وقد أثبتت هذه الهجمات قدرة الحوثيين على إلحاق أضرار جسيمة بالسفن وأطقمها وحمولتها، مما زاد من التحديات التي تواجهها القوات البحرية الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة”.
وأوضح التقرير أن هذه الهجمات، التي تجاوز عددها 150 هجوماً، تسببت في انخفاض حركة السفن عبر مضيق باب المندب بنسبة تصل إلى 60%. واستهدفت الهجمات الحوثية السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بالغرب، مما أدى إلى أضرار جسيمة وإرباك كبير في حركة النقل البحري.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة أطلقت عدة عمليات لحماية السفن التجارية، من بينها عملية “حارس الرخاء” و”بوسيدون آرتشر”، بالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية والعربية، “إلا أن هذه الجهود لم تنجح في وقف الهجمات الحوثية بشكل كامل. وزادت الهجمات بعد كل خطوة تصعيدية من جانب إسرائيل في غزة، مما يشير إلى أن الحوثيين يستخدمون هذه الهجمات كوسيلة لردع إسرائيل عن ما يرونه إرهاب دولة”.
كما لفت التقرير إلى أن “الهجمات الحوثية تسببت في زيادة كبيرة في أقساط التأمين البحري وتحويل مسارات الشحن إلى طرق بديلة أكثر تكلفة، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في التجارة البحرية العالمية”.
وبالرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحماية السفن التي منعت صنعاء مرورها من المنطقة رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة، من خلال عمليات بحرية مشتركة، إلا أن “الحوثيين يستمرون في تنفيذ هجماتهم، مما يضعف من فعالية هذه الجهود ويزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة”.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن “استمرار الهجمات الحوثية يشكل تهديدًا كبيرًا للهيمنة البحرية الأمريكية، ويعكس مدى قدرة الحوثيين على التأثير في التجارة العالمية وفرض تحديات جديدة على السياسات الجيوسياسية الأمريكية في المنطقة”.