البحسني وحضرموت والحكم من الخلف (تقرير)

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في مشهد يعكس تعقيدات المشهد السياسي في حضرموت، ما تزال تداعيات عزل فرج البحسني من منصب محافظ حضرموت تتجلى في تفاصيل الصراع على النفوذ والسلطة في المحافظة. تتزايد الاتهامات ضد البحسني باستخدام القوة والعنف من خلال “بلطجي” خاص به، هو العميد عبدالله باكوبن، الذي ينفذ أوامره على الأرض.

باكوبن: ذراع البحسني الأيمن

عبدالله باكوبن، القيادي في النخبة الإماراتية، يعمل في المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت. يرتبط بعلاقات وثيقة مع شخصيات نافذة وأصحاب مصالح في المحافظة، ويدين بالولاء للبحسني. بفضل دعمه الإماراتي، يمارس باكوبن نفوذاً واسعاً، يشتمل على السيطرة على أراضي وممتلكات المواطنين في المكلا، وإعادة تمليكها للبحسني ولقيادات النخبة الحضرمية والإماراتية.

جرائم باكوبن: استيلاء وهدم

من أحدث الجرائم التي ارتكبها باكوبن كانت هدم منزل أحد المواطنين في 10 يونيو 2024، قبل عيد الأضحى بأيام قليلة. وفقاً لشهادات شهود العيان، تم هدم المنزل دون إنذار مسبق، رغم أنه كان مأهولاً بعائلة من محافظة الحديدة. وأشار مالك المنزل، محمد عوض علي طحان، إلى أن باكوبن نفذ العملية دون أمر رسمي من الجهات المختصة، مؤكداً أن المنزل كان يسكنه عائلة وأحد أفرادها مسن معاق.

تعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة من الانتهاكات التي يمارسها باكوبن تحت غطاء لجنة الإزالة التي شكلها البحسني سابقاً. ورغم حل اللجنة، عاد باكوبن بتشكيل جديد تحت مسمى “اللجنة المشتركة”، حيث نفذ عمليات استيلاء على منشآت حكومية، منها مصنع الدواجن في المكلا الذي تم تفكيكه ونهب معداته وإخلاء الأرض التي أقيم عليها وإعادة تقسيمها وبيعها كقطع أراضي سكنية لحساب البحسني ومن معه.

البحسني بعد العزل: السيطرة من الخلف

على الرغم من عزل البحسني من منصبه كمحافظ لحضرموت، إلا أنه ما زال يمارس نفوذاً كبيراً عبر رجاله في السلطة، أبرزهم باكوبن. يتمتع البحسني بعضوية رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي انشأته الإمارات، ومنصب عضوالمجلس القيادي الرئاسي الذي أنشأته السعودية، مما يعزز من نفوذه وقدرته على التأثير في القرارات المحلية.

موقف المحافظ الحالي بن ماضي

المحافظ الحالي، مبخوت بن ماضي، والذي يُعد أيضاً محسوباً على الإماراتيين، لم يتخذ حتى الآن أي خطوات جدية لإيقاف تجاوزات باكوبن. ويعتبر بعض المواطنين في المكلا أن باكوبن يمارس صلاحيات أكبر من المحافظ نفسه، في ظل حماية الإماراتيين ودعم البحسني.

علاقة العمقي بالبحسني والإماراتيين

وكيل المحافظة، العمقي، يلعب دوراً محورياً في تنفيذ أوامر البحسني، مما يسهم في استمرار عمليات النهب والاستيلاء على أراضي المواطنين. ويُشار إلى أن العمقي هو الذراع الإداري الأول للبحسني، حيث يمرر كل توجيهاته رغم عزله من منصبه.

السخط الشعبي وتداعياته

تتزايد حالة السخط الشعبي تجاه البحسني وباكوبن، حيث يعتبرهما المواطنون مسؤولين عن الفوضى والانتهاكات في حضرموت. وتعالت الأصوات المطالبة بوقف هذه الجرائم ومحاسبة المتورطين فيها، لكن حتى الآن لم تتخذ السلطات أي إجراءات حاسمة.

الخلاصة

تعكس الأحداث الجارية في حضرموت تعقيدات المشهد السياسي والصراع على النفوذ بين القيادات المحلية المدعومة من قوى خارجية. في ظل هذه الظروف، تظل حقوق المواطنين وممتلكاتهم عرضة للانتهاكات، بانتظار تدخل جاد قبائل حضرموت ووقف هذه التجاوزات ومحاسبة المسؤولين عنها.

قد يعجبك ايضا